جمال الجمّال توقّع «غربة الذكريات»
لمى نوّام
نشأت الروائية جمال الجمّال وترعرت في بيروت، وهي من مواليد عام 1971 من بلدة جويّا الجنوبية، التحقت بكلية الإعلام والتوثيق فرع الصحافة لحبّها وولعها بالكتابة. كانت من الإناث الأوليات اللواتي امتلكن الشجاعة على الغربة والعيش بمفردهن، فهاجرت هرباً من الأوضاع الاقتصادية عام 1991، وانضمّت إلى الخطوط الجوية الكويتية، فعملت كمضيفة طيران لمدة ست سنوات، تعرفت خلالها إلى حضارات العالم المختلفة، مع المواظبة على التعلّم.
«البناء» التقت الروائية جمال الجمّال في قصر الأونيسكو حيث وقّعت روايتها «غربة الذكريات» الصادرة عن «دار الرحاب الحديثة» بإدارة أحمد فواز، وذلك بحضور لفيف من الأهل والاصدقاء.
تقول الجمّال لـ«البناء»: أحببت الكتابة منذ نعومة أظافري، فكانت ملاذي الوحيد إبان الحرب الأهلية التي عايشتها وأيام القصف الغابرة. أولى روايتي كانت في عمر التاسعة عن الأحلام التي سرقها القناص في الحيّ المجاور، كتبتها بقلم رصاص متواضع ووزّعتها على زملائي في المدرسة، ولكنها ضاعت مع أحدهم حين اضطرنا القصف إلى التوقف عن الدراسة آنذاك.
تفرّغت للقراءة والكتابة من جديد، فأنهيت رواية «غربة الذكريات» التي هي انعكاس لغربة عايشتها، وهي تروي حكاية عشق وخيانة وغربة، كما تروي حكاية حنين وإرادة صلبة. هي ثورة الأنثى على المجتمع بتقاليده الرثة وأغلاله. وتهدف إلى رفض التقاليد الهادمة، وتدعو إلى المبادئ والقيم مع ترك فسحة للاختيار. وفي الوقت نفسه تعود لتؤكّد دعم الأهل قرارت الأبناء، على أن يتم ذلك بالتروي وعدم الضغط، ليتمكن المراهق من اتخاذ قرارته المصيرية السليمة من دون عناد للتأكيد على شخصيته وهذا ما ينساه الأهل عادة.
«غربة الذكريات» تأخذك برحلة من باريس إلى ربوع لبنان على أنغام فيروز لتتذوق طعم القهوة في حلاوتها ومرارتها في أسلوب بسيط وراقٍ لا يضطر القارئ إلى عصر الكلمات ليتذوق المعنى.
تتألّف الرواية من 142 صفحة، وهي موجّهة إلى كل أنثى لتحارب الخضوع والعنف ـ جسدياً كان ام معنوياً ـ ممارساً من حبيب أو من أب أو أخ متسلّط.
وتوجّهت الروائية بصرخة مدوّية ضد العنف والمعنِّفين من رجال قائلة: «أكره ما أراه اليوم من عنف يمارسه رجال همجيون على امرأة ضعيفة جسدياً لكنها قوية بعزمها وإصرارها، احتضنته صغيراً وربته وهي تسانده داخل البيت وخارجه».
وأكّدت أن الرجل في كتاباتها هو الرجل المتعلّم الذي يفهم طبيعة المرأة ويحترمها ويقف الى جانبها لتكمّله ويكمّلها. هو الزوج والصديق والأب.
وتمنّت الجمّال أن يعمل كل إنسان على إصلاح نفسه أولاً، بالقوة والمثابرة على التغيير. يصلح المجتمع فلا نضطر إلى الحروب والعنف في محاولة لإقناع الآخر.
وهي تطمح أن تصل كتاباتها إلى العالم أجمع، وأن يعم السلام هذا الوطن بكامله بمختلف تقاليده وانتماءات شعبه.