الرفيق الشهيد أديب ليوس حجل
ل.ن
مرحلة أواسط الخمسينات في الشام لم تشهد سقوط الشهداء يونس عبد الرحيم وبديع مخلوف وعبد المنعم دبوسي في حادثة اغتيال العقيد عدنان المالكي فحسب، إنما سقط شهداء في السنوات التي تلت حادثة الاغتيال في 22 نيسان 1955، بسبب التعذيب الذي تعرضوا له.
لم تكن الأوضاع الحزبية في تلك الفترة لتسمح بأن تجمع الفروع معلوماتها الموثقة عن الرفقاء الذين استشهدوا تباعاً، إلى أن بدأت لجنة تاريخ الحزب تتابع تدوين ما أمكن من تاريخ العمل الحزبي في فروع الكيان الشامي، وتباعاً راحت المعلومات ترفع من الفروع عن عديد من الشهداء الذين سقطوا بدءاً من النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي.
فمن الرفقاء الذين سقطوا إثر التعذيب، الشهيد أديب نعمة ليوس الحجل، من قرية بصومع 1 .
الحزب في قرية بصومع
يفيد الرفيق بدري حجل في تقرير له حول تاريخ دخول الحزب إلى قرية بصومع، فيقول: «في سنة 1949 وعقب استشهاد الزعيم انتميت إلى الحزب وفي السنة التالية وكنت طالباً في دار المعلمين في حلب أخذت على عاتقي إنقاذ قريتي بصومع- من العداوة العائلية التي كانت تغرق في وضع شاذ، بين عائلة شهاب وعائلة حجل. وقد نجحت في جمع مجموعة من الشباب من العائلتين وضمهم إلى الحزب.
أذكر منهم: نظير شهاب، رفعت شهاب، زخور شهاب، نعيم شهدا، عوض عبود حجل، أديب ليوس حجل، نوفل سلوم شحود.
كنت ألتقيهم كل عام خلال العطلة المدرسية الصيفية. وقد أسسنا ما يشبه نادياً رياضياً متواضعاً فعملنا على تسوية أرض الساحة، وأقمنا شبكة للكرة الطائرة. فراح الأهالي يشاهدون منظراً لم يكن مألوفاً لديهم من لقاءات الإلفة والمودة بين شباب لم تجتمع عائلاتهم إلا على العداوة، وكم كان استغراب الناس كبيراً يوم أراد الرفيق الشهيد أديب اصلاح الجدار المحيط بكرمه قأقنعه الرفقاء بعدم إحضار عمال، وقاموا متعاونين جميعاً بتعمير ذلك الجدار في تظاهرة أجبرت الجميع على الاعتراف بعظمة فعل الحزب في بناء النفوس.
وكنت قد كلفت بالعمل ضمن نطاق قرى الحواش والتلة وعناز وكذلك في الكمة. وغالباً ما كنت اصطحب بعضهم معي فنعقد لقاءات إذاعية في هذه القرى أو نحيي معاً الثامن من تموز.
في سنة 1955 إلتحقت بوظيفتي في التعليم في محافظة الحسكة ديريك تعرف اليوم بالمالكية وهو العام الذي بدأت فيه ملاحقات القوميين عقب اغتيال المالكي.
وفي سنة 1958 إلتحقت بكلية ضباط الاحتياط لتأدية خدمة العلم.
بقي الرفقاء في بصومع على التزامهم ونشاطهم الحزبيين، إنما في نطاق من السرية. من ذلك قيامهم بالتدريب على الرماية بالسلاح في بعض الأودية والشعاب الجبلية الخفية. كما شاركوا في نقل البريد بين القرى وتنفيذ العديد من المهمات الصعبة والخطرة، ومنها إشعال النار على رؤوس الجبال في المناسبات القومية لكن الوشاية نالت منهم، وأودت الى اعتقال الرفقاء نوفل سلوم، عوض عبود، أديب ليوس الحجل والياس المعلوف. فيما نجا البعض ممن كانوا قد التحقوا بالجيش أو ارتحلوا عن القرية طلباً للعمل».
كان بين المعتقلين الرفيق أديب ليوس حجل الذي خضع لتعذيب وحشي انتهى بإصابته بكسر في مشط قدمه وبفشل كلوي حاد، فعاجله الموت عقب خروجه من السجن، علماً أن ذلك الخروج كان بسبب تيقن سجانيه من قرب موته. فهو واحد من شهداء الحزب بحق.
المعلومات التي وردت من منفذية الحصن، بناء على تقرير مدير مديرية الحواش الرفيق غطفان عبود المسند الى ما أدلى به الرفقاء الذين اعتقلوا مع الرفيق ليوس وكانوا معه في السجن، وبينهم الرفيقان نوفل سلوم وعوض عبود، أكدت الآتي:
1 – اعتقل الرفيق أديب ليوس الحجل وأدخل السجن حيث تعرّض لأقسى أنواع التعذيب الوحشي من قبل
سجّانيه.
2 – نتيجة التعذيب تعرّض لكسر في مشط رجله وللإصابة بفشل كلوي حاد أدّى إلى نقله إلى مستوصف السجن حيث بقي فيه نحو شهر.
3 – بعد تيقنهم أنه لن يشفى تقرّر إطلاق سراحه خشية أن يموت في السجن، نُقل إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت من قبل المواطن خليل حجل.
بتاريخ 16/01/2004 أصدر المجلس الأعلى الموقر قراره رقم 12/72 بتسمية الرفيق أديب ليوس حجل شهيداً للحزب السوري القومي الاجتماعي.
ولد الرفيق أديب نعمة ليوس حجل في قرية بصومع عام 1932.
والدته مريم سعد لفلوف
كان والده مختاراً للبلدة.
اقترن من المواطنة ياسمين عيسى شهدا ورزق منها: طلعت، هيثم، عبدو وسهام.
تولى مسؤولية مدرب مديرية عام 1956 حتى استشهاده.
استشهد مطلع عام 1958 من جراء التعذيب الذي تعرّض له في سجن البالوني في حمص.
1 : هو الاسم القديم لقرية «عين العجوز الحالية.