السعودية تعلن حال الطوارئ في لبنان

تشهد العاصمة اللبنانية بيروت تظاهرات احتجاجية على ملفات الفساد التي طاولت معيشة المواطنين وأخرجت صرخة اللبنانيين مما جعلها انتفاضة معيشية من شبان رفضوا ظلم السلطة بامتياز.

دخلت الشكوك على خط الأحداث، وبات المراقبون أمام مشهد حراك قد يتصاعد دراماتيكياً فيتدهور معه الوضع الأمني في لبنان، لتتجه بعض التقديرات حول اعتبار التحرك خطة من أصل مشروع يحضّر للبنان وينتظر صفارة الانطلاق.

بعض المؤشرات التي ظهرت كشفت عن نوايا جدية في الإيحاء بأنّ ثمة أمراً ما خطيراً يجري في لبنان، وأنّ الوضع لم يعد صحياً فيه، فجاءت تحذيرات بعض سفارات الخليج لمواطنيها من مغبة السفر الى لبنان.

ليس صدور تحذير الرعايا الخليجيين من زيارة لبنان بالأمر البسيط عندما تتلاقى عليه حكومات السعودية والكويت والبحرين، فالحكومات المعنية لا تستقي معلوماتها من مصادر إعلامية، ولبنان ليس بلداً نائياً لا يعنيها، فترتجل قراراً بهذا الحجم لمجرّد تداول أنباء مثيرة عن وضعه الأمني تحسّباً للأسوأ، الحكومات المعنية موجودة بقوة في لبنان عبر سفاراتها وعلاقاتها واصطفافاتها، وليست مجرّد منفعل يتلقى الأحداث، بل فاعل يشترك في صناعتها. وقرار منع السفر لرعاياها هو أحد أمرين، إما تقدير مبني على ما تعلمه عواصم هذه الحكومات من سقوط لجدار الحماية الدولي الذي منع اهتزاز الاستقرار في لبنان طوال سنوات الأزمة السورية المستمرة، وأجبر أفرقاءه المختلفين على تشكيل حكومة الأضداد، أو أنّ القرار رسالة تريد الإيحاء بأنّ الوضع في لبنان مضطرب أمنياً، لفتح أبواب ضغط سياسي تحت هذا العنوان، وترك الباب مفتوحاً لتداعيات أمنية عبر قوى تقيم اعتباراً للموقف الخليجي ويكفي قرار منع سفر الرعايا لإطلاق يدها، وفي الحالتين فالقرار يثير الشك والريبة حول مستقبل الاستقرار في لبنان.

تتحدّث السعودية عن لبنان التي تتمع فيه بنفوذ واسع وتعلن انّ الاستقرار الذي شاب لفترات كان الجوار أكثر سخونة فيه قد انتهى وتقول بطريقة او بأخرى أنّ جدار الحماية الخارجية الذي كان للبنان فيها نصيب قد رفع وانّ أجواء التصعيد آتية.

تعلن السعودية وبشكل مريب حالة الطوارئ في لبنان الذي يعتبر احدى منظوماتها وكأنها تعبّر عن عجزها أمام هول ما أتى قبل ان يأتي، تماماً كما تضخم وسائل الإعلام ما يجري، مما يؤكد على انّ هناك تنسيقاً واضحاً بين بعض السفارات والأجهزة و الإعلام على نفس الخط والمشروع كله يحذر من الآتي الأعظم في لبنان ليبقى السؤال هل سينجح التصعيد السعودي الخليجي هذه المرة الذي يبدو أول علامات التصعيد المرتقب منذ ان وقع الاتفاق النووي مع طهران من ضمن ثلاث دول اكثر تضرّراً منه، فاتجهت تركيا للملف الفلسطيني والتطبيع بين «إسرائيل» وحماس والسعودية للتصعيد في لبنان؟

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى