أليست الانتخابات الرئاسية السورية شرعية بنظركم؟
ترجمة مها محفوض محمد
لماذا لم تتوقف حكومات الغرب عند الإقبال الشديد للشعب السوري على صناديق الاقتراع؟ فقد بلغت نسبة الأصوات التي حازها الرئيس السوري بشار الأسد 88,7 في المئة من عدد المشاركين الذين بلغت نسبتهم 73,4 في المئة وهي الدورة الانتخابية الأولى التي أعيد فيها انتخاب الرئيس.
إذا قارنا هذه النتائج مع تلك التي حصل عليها فرانسوا هولاند نجد أنه عام 2012 في الدورة الأولى بلغت نسبة الأصوات 28,63 في المئة من أصل نسبة المشاركين 79,48 في المئة، ثم في الدورة الثانية كانت 51,64 في المئة من عدد الذين شاركوا وكانت نسبتهم 80,35 في المئة.
فلماذا جعلوا من انتخابات الرئيس السوري موضع جدال وغير شرعية؟
إن التدخل في العمليات الانتخابية للدول ذات السيادة هو خرق لشرعة حقوق الإنسان التي تنص على عدم التدخل في العمليات الانتخابية للدول الأعضاء.
لكن ما حصل هو بكل بساطة لأن الرئيس السوري اتخذ قراره بأنه لن يخضع لإرادة القوى الغربية التي تتبنى أفكار الديمقراطية بأبعاد هندسية متغيرة وفقاً لمصالحها، حيث رأينا الديمقراطية التي جاؤوا بها إلى العراق وكيف دمروا أفغانستان وليبيا وعمليات قتل قادة هذه الدول والتدخل في مالي والكثير الكثير غيره أيضاً، محاولات الانقلاب العسكري التي لم يتوقفوا يوماً عن دعمها من ساحل العاج إلى فنزويلا ضد الرئيس مادورو وقبلها محاولات عدة ضدّ تشافيز وقبله في تشيلي ضد الرئيس سلفادور الليندي وفي الهندوراس ضد الرئيس زيلايا.
المهم ألا يقف أحد في وجه أي من جماعة ميثاق الأطلسي الشمالي أصحاب المصالح المشتركة لما يسمى متعددي الجنسيات ضد شعوب العالم الحر وحيث تستعد جماعة الأطلسي هذه للتفاوض على توقيع اتفاقية حول إنشاء سوق أطلسي كبير GMT كان قد تم الانسحاب تحت ضغط شعبي أوروبي من اتفاق سبقه بين دول عدة حول عمليات الاستثمار AMI وكان ذلك عام 1998 أي أنه ولحسن الحظ لا يمكن خداع الشعوب الأوروبية فهي ليست مغفلة وكان أكثر من 50 في المئة من الشعب الأوروبي قد قاطعوا الانتخابات الأوروبية الأخيرة رافضين كفالة ما يُسمّى بـ»البناء الأوروبي» في حين رأينا كيف اندفع الشعب السوري إلى صناديق الاقتراع بهذا الزخم ليثبت للعالم أنه سيبقى السيد في تقرير مصيره.
ما يتوجب علينا اليوم كغربيين أن نؤسس لحركة موحدة تلاحق أولئك الذين يساهمون في إشعال الحروب وبؤس الشعوب ونهب ثروات العالم وطبعاً هذا ليس بالأمر السهل لكن علينا أن نعمل وألا ننسى أن الشعوب أقوى من هؤلاء المتعددي الجنسيات.
عن موقع فالميه