عواضة لـ«الميادين»: السيسي ينتقل من مرحلة القيادة إلى الزعامة بهدوئه وحزمه
أوضح الكاتب في صحيفة السفير اللبنانية واصف عواضة أن «ما يجري الآن من حراك دولي وإقليمي ليس غريباً لإعادة ترتيب المنطقة بعد فشل الربيع العربي، فهذا الحراك لا بد أن يؤدي إلى خريطة جديدة في المنطقة على المستوى السياسي وليس الجغرافي».
وأكد عواضة أن «للولايات المتحدة الدور الأكبر بكل ما جرى في المنطقة حيث حاول الأميركيون بكل السبل تحقيق مشاريعهم في المنطقة ابتداء من الشرق الأوسط الجديد وصولاً إلى الربيع العربي، لكن السياسة الأميركية عادةً تعتمد على عدم الإصرار لإنجاز مشاريعها لأنها إذا فشلت بأي مشروع فالآخرون هم من سيتحملون النتائج وليست الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة لم تتراجع لأنها اقتنعت بالتراجع، لكن بسبب فشلها في الكثير من الأمور بالإضافة لوقوف خصوم الولايات المتحدة بوجهها».
وفي ما يتعلق بالملف المصري وتطوراته، أوضح عواضه أنه «إذا استطاع عبد الفتاح السيسي أن يحقق نصف أو ثلث ما تعهد به، فإن مصر ستكون بخير. وما حدث في يوم التنصيب جعل المصريين يقولون هذه هي مصر الدولة، أما بالنسبة للسيسي فهو يحاول أن ينتقل من مرحلة القيادة إلى مرحلة الزعامة بهدوئه وتوازنه وتواضعه وحزمه في نفس الوقت، ولكن علينا أن ننتظر النتائج ونحكم عليها».
وأكد عواضه أن «السيسي لا يستطيع إنكار الدور السعودي على مستوى ما قام به وعلى المساعدات التي قدمت لمصر، فمن هنا يجب العمل على استعادة دور مصر العربية، خصوصاً أنها اليوم على خلاف مع أكبر وأقوى دولتين إسلاميتين في المنطقة وهما إيران وتركيا بالإضافة إلى أنه يجب إيقاف ومحاربة الفساد المتفشي داخل أجهزة الدولة المصرية».
وأضاف إن «حجر العثرة الذي يقف بين عودة العلاقات الإيرانية – المصرية هو الوضع الخليجي، خصوصاً السعودية، فهنا تكمن صعوبة الموقف بالنسبة للسيسي الذي عليه أن يراعي بين السعودية، وحاجته لإعادة العلاقة مع إيران. لذلك التفاهم السعودي – الإيراني يحل هذه الأزمة ويسهل الطريق أمام السيسي».
وفي ما يتعلق بالمحادثات الإيرانية الدولية، أكد عواضة أنه «إذا تم هذا الاتفاق فإنه سيحدث انقلاباً في المنطقة، بدءاً من العلاقات الإيرانية – الخليجية إلى الوضع في سورية. أما في حال الفشل فهذا يفرض علينا مرحلة صعبة جداً».
أما في ما يتعلق برئاسة الجمهورية اللبنانية، قال: «الرئاسة اللبنانية مرتبطة الآن بكلمة من الملك عبد الله بن عبد العزيز وإن الذي يمون على الملك بهذا الموضوع هي أميركا وعلى ما يبدو أنهم ليسوا في حالة عُجالة لإنجاز هذا الأمر الآن».