هل يجيد هولاند رقص الفالس مع اليمين الفائز؟
وجّهت نتائج الانتخابات البلدية الفرنسية التي جرت في جولتها الثانية أول من أمس، لطمة قوية إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وإلى اليسار عموماً، وفُتح الباب واسعاً أمام تقدم اليمين لخوض الانتخابات البرلمانية الأوروبية في أيار المقبل.
وأدّت خيبة الأمل من معالجة الاشتراكيين للمشكلات الاقتصادية إلى تصويت الكثيف من الناخبين لمصلحة المحافظين أو اليمين المتشدّد المناوئ للمهاجرين في الانتخابات البلدية.
كما لم تفلح سياسة حكومة أيرولت الاشتراكية بتعزيز النمو الاقتصادي في البلاد، والذي بلغ فقط 0.3 في المئة العام الماضي، وفق احصاءات نشرت أمس. وهكذا، فإنّ «العقاب»، كما عنونت صحيفة «ليبراسيون» اليسارية، الذي لقّنه الفرنسيون لهولاند، جاء ردّاً على سياسته الاقتصادية الداخلية من خلال زيادة معدل البطالة وعدد الباحثين عن وظائف الذي بلغ 31.500 الشهر الماضي، وهو أعلى ما سُجّل منذ نهاية عام 2013.
كما يقدّر إجمالي الباحثين عن عمل، ومن بينهم من يعملون بدوام جزئي، بحوالى خمسة ملايين شخص.
وأُعلن أمس عن تفويت حكومة هولاند الهدف الذي وضعته للعجز، والمتمثل بنسبة 4.1 في المئة، والذي وعدت به شركاءها في الاتحاد الأوروبي. وسيتوجب عليها إجراء مزيد من التقشف.
ويبدو أن زيادة الضرائب، التي يصفها بعض اليساريين بأنها «عقاب» الأغنياء، تخيف أصحاب العمل.
ووفقا للأمم المتحدة، تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر في فرنسا بنسبة هائلة، وبلغت 77 في المئة العام الماضي.
وينبغي على حكومة هولاند أن تجد جواباً، إذ إن الانتخابات الأوروبية المقبلة ستجري بعد نحو شهرين، في وقت تبدو فيه حظوظ حزب الجبهة الوطنية، وحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، متساوية في استطلاعات الرأي، ولكل منهما أسبابه للاحتفال بنتائج يوم الأحد.
فـ«الجبهة الوطنية» حصلت على 15 بلدة، في حين فاز «الاتحاد من أجل حركة شعبية» وهو حزب محافظ بـ140 بلدة خسرها الاشتراكيون.
وهذه النتائج دفعت الرئيس هولاند أمس، إلى تعيين وزير الداخلية مانويل فالس خلفاً لجون مارك أيرولت الذي استقال هو وأعضاء حكومته بعد الفشل الذي لحق بالحزب الاشتراكي في الانتخابات البلدية.
وأكد الرئيس الفرنسي في خطاب له مساء أمس، أنه طلب من مانويل فالس تشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لأيرولت، مؤكداً أن الرهان الكبير للحكومة الجديدة يتمثل في تحقيق نهضة اقتصادية مهمة.
وكانت تقارير إعلامية فرنسية قد ذكرت أن هولاند سيعين وزير الداخلية مانويل فالس في منصب رئيس الوزراء. وأكدت قناة «اي تيليه» الفرنسية أن فالس الذي حظي بتأييد غالبية أعضاء الحكومة، سيُعيَّن رسمياً رئيسا للوزراء من طرف الرئيس الفرنسي. وكان وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان قد رفض شغل منصب رئيس الوزراء بعد لقائه هولاند، واقترح مانويل فالس لشغل المنصب.
وبعد أقل من سنتين على وصوله إلى السلطة، تكبد هولاند هزيمة شخصية من خلال الانتخابات المحلية التي حصدت فيها أحزاب اليمين معظم أصوات الناخبين. لم يحصل هولاند على تأييد ناخبي اليسار، بعدما عمد قسم كبير منهم إلى المقاطعة، آخذين عليه عجزه عن الإيفاء بوعوده بخفض البطالة وإخراج البلاد من الركود الاقتصادي.