أضخم حراك شعبي في وسط بيروت اليوم ضد الفساد والنفايات وحملة «بدنا نحاسب» تطالب باستقالة وزيري البيئة والداخلية ومعاقبة مطلقي النار
فيما يشهد وسط بيروت عصر اليوم أضخم حشد شعبي منذ بدء التحرك المطلبي لإصلاح النظام ومكافحة الفساد، وذلك على خلفية أزمة النفايات، رفع المتظاهرون أمس شعارات طالبت باستقالة وزيري الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والبيئة محمد المشنوق.
فوسط تدابير أمنية مشددة، سارت تظاهرة لحملة «بدنا نحاسب» من ساحة رياض الصلح، مروراً بجسر الرينغ، برج المر، وصولاً إلى الصنائع حيث مقر وزارة الداخلية، وأطلق المتظاهرون هتافات تدعو الى «محاسبة الفاسدين»، وتعتبر «أن شركتي «سوليدير» و «سوكلين» هما رأس الفساد في لبنان». كما دعوا إلى رحيل وزيري البيئة والداخلية.
وفي نهاية التظاهرة، أكدت الحملة من أمام وزارة الداخلية «استمرارها بالحراك، وصولاً إلى محاسبة الذين أطلقوا النار، باتجاه المتظاهرين، وأصدروا الأوامر بذلك».
وكان عضو الحملة علي دغمان ألقى كلمة أكد فيها «أننا لا نترك قضايانا». وشدد على «ضرورة محاسبة الذين قمعوا المتظاهرين وأطلقوا عليهم النيران»، وقال: «لن ننسى حقوقهم». ورأى أن «من يتحمل المسؤولية هو وزير الداخلية».
وجدد مطالب الحملة، ملخصاً إياها بـ«محاسبة المسؤولين عن إطلاق النار وسحب الملاحقات القانونية في حق الذين أوقفوا خلال التظاهرات».
وحمّل دغمان وزارة الداخلية وقوى الأمن الداخلي مسؤولية حماية الاعتصام الذي سيقام في ساحة الشهداء عند السادسة من مساء اليوم السبت.
وسبق ذلك توزيع شبان من حملة «بدنا نحاسب» بيانات استنكروا فيها التوقيفات، ودعوا فيها ايضاً إلى المشاركة في اعتصام «طلعت ريحكتم». وعقد ناشطون مؤتمراً صحافياً في ساحة رياض الصلح طالبوا فيه بإلغاء خصخصة قطاع النفايات وإعادته الى البلديات ومعاقبة مطلقي النار من القوى الأمنية وإسقاط الملاحقات القانونية في حق المحتجين»، داعين الى قانون عصري للانتخابات النيابية. وأكدت الحملة انها ستتقدم اليوم بالدعاوى القانونية لمحاسبة كل من اعتدى على المتظاهرين، مطالبة بإعلان أسماء الموقوفين البالغ عددهم 11 شخصاً. واذ لفتت الى أن «الشعارات ملك الناس وكل اللبنانيين»، اعتبرت أن «لا يمكن لمن هو في السلطة أن يقول «اعيدوا لنا شعاراتنا».
وجاء في مؤتمر «بدنا نحاسب»: «ان أزمة النفايات هي الشرارة التي قصمت ظهر البعير وجعلت الشارع ملاذاً لكل من شعر بمسؤوليته تجاه شعبه، اننا اليوم نتحرك لأكثر من ذلك حيث نحن من دعاة معالجة الأسباب وليس فقط النتائج ولا نقصد لهواً ولا لعباً. وعدد البيان المطالب وأبرزها:
نحن في الشارع لنطالب بمحاسبة من أعطى الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين منذ اليوم الأول، وكف يد الفاسدين عن القضاء ليستطيع لعب دوره الطبيعي، حامياً للحقوق والمواطنين، ومن أجل رفع وصاية أمراء الحرب والطوائف عن الجامعة اللبنانية التي يبقونها رهينة لديهم ليفتتحوا جامعاتهم الخاصة التي تدر عليهم ذهباً. ومن أجل تعليم رسمي حديث مبني على أساس التربية المواطنية. ومن أجل لقمة العيش وسلسلة الرتب والرواتب تكفل الحياة الكريمة للموظفين. ولأننا بعد عقدين وأكثر من انتهاء الحرب الأهلية وبعد صرف عشرات المليارات من الدولارات ونهبها لا نزال من دون ماء وكهرباء وبنى تحتية ونموت أمام أبواب المستشفيات. ومن أجل حق السكن للبنانيين، ولأن وسط العاصمة والأملاك البحرية والنهرية وسكك الحديد والنقل العام كلها مسروقة والجبال تأكلها الكسارات.
ودعا البيان إلى:
ـ إلغاء خصخصة قطاع النفايات ووقف المناقصات في شأنه وإعادته الى البلديات وتحرير أموالها من الصندوق البلدي المستقبل.
ـ معاقبة مطلقي النار من القوى الأمنية ومن أعطاهم الأمر بذلك.
ـ إيقاف الملاحقات القانونية بحق المحتجين والإقرار بالحق المطلق بالتظاهر والإعتصام ومختلف أشكال التعبير.
واختتم: «نحن اليوم نعلن هذه السلطة السياسية الحاكمة عاصية على إرادة الشعب ومتآمرة على مصالحه ولا حل اليوم إلا برحيلها».
«طلعت ريحتكم»
وعقدت حملة «طلعت ريحتكم» مؤتمراً صحافياً، في ساحة الشهداء، أعلنت فيه عن برنامج التظاهرة اليوم وأهدافها. وألقى باسمها الناشط أسعد ذبيان بياناً قال فيه: «بعدما استنفدنا كل الوسائل للمطالبة بحقوقنا قررنا النزول إلى الشارع لتثبيت حقوقنا»، وقال: «أسقطنا الكثير من القرارات عبر صمودنا في الشارع. إن الهدف الذي سننزل من أجله الى الشارع يوم غد اليوم السبت لمحاسبة كل من أطلق النار من القوى الأمنية، ومن أعطى الأوامر من أصغر عنصر حتى وزير الداخلية نهاد المشنوق، إضافة إلى المطالبة بإستقالة وزير البيئة محمد المشنوق لفشله في حل أزمة النفايات».
وتابع: «كل الساحات هي ملك للشعب اللبناني. لقد تعرضنا للاعتقال ورشق المياه، ولكن المئات أصبحوا ألوفاً، وأصبحت «طلعت ريحتكم» ملك الشعب، وهي حملة غير طائفية وعابرة للطوائف».
وأشار ذبيان إلى أن تظاهرة اليوم ستنطلق اعتباراً من الخامسة مساء من أمام وزارة الداخلية باتجاه ساحة الشهداء.
كما تحدثت غيدا فرنجيه باسم «المفكرة القانونية»، مؤكدة أن «التحركات سلمية وتراكمية وهادفة»، وتوجهت إلى اللبنانيين بالقول: «نؤكد لكم جميعاً استقلاليتنا إزاء كل القوى السياسية الحاكمة بممثليها في 8 و14 آذار وباصطفافاتها الطائفية والمذهبية. وإن حل أزمة النفايات يبدأ بوقف الاعتداء على صلاحيات البلديات ومواردها في الصندوق البلدي المستقل وبتطبيق القانون».
ودعا قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي بدوره، إلى التظاهر والمشاركة في الحشد الشعبي اليوم.
موظفو الإدارة
وأعلنت رابطة موظفي الإدارة العامة في بيان عن مشاركتها في تظاهرة اليوم «إلى جانب كل مكونات المجتمع المدني تحت سقف الشعارات الحياتية والمعيشية والوطنية، بعيداً من كل المصالح والصراعات السياسية والطائفية والمذهبية».
تجمع اللجان
و دعا تجمع اللجان والروابط الشعبية إلى أوسع مشاركة في الاعتصام الشعبي المناهض للفساد والمطالبة بمحاسبة المسؤولين المتورطين فيه والذي سيقام اليوم، لافتاً إلى أن لبنان يعيش «أياماً تاريخية مع نزول عشرات الآلاف من أبنائه إلى الشارع متظاهرين ومعتصمين ومنتمين لمختلف المكونات الاجتماعية والسياسية في المجتمع اللبناني في حركة شعبية مباركة لمواجهة الفساد الذي كانت «ازمة الزبالة» ذروة تجلياته».
وأعلن «اتحاد المقعدين اللبنانيين» في بيان عن مشاركته في الاعتصام السلمي الذي دعا إليه الناشطون المدنيون عند السادسة من مساء غد السبت اليوم »، ورحب «بمشاركة جميع أعضائه ومتطوعيه وأصدقائه من جميع المناطق اللبنانية، وكذلك الجمعيات المطلبية والحقوقية وجمعيات الأشخاص المعوقين في لبنان».
النفايات
على صعيد أزمة النفايات، قرر مجلس بلدية الناعمة – حارة الناعمة، بالإجماع، رفض إعادة فتح المطمر «ولو لساعة واحدة»، وذلك في بيان صدر عنه بعد جلسة طارئة عقدها مساء أول من أمس، وقال في بيان إن «بلدتنا تحملت لمدة 18 عاماً أخطار المطمر المذكور وآثاره السلبية من النواحي الصحية والبيئية والإجتماعية، ولا سيما الأخطار المستقبلية التي نجهل ما سنعاني منها بسبب ملايين أطنان النفايات التي تم طمرها في جبالنا».
وأعلن المجلس أنه سيوجه «دعوة عامة لجميع فاعليات الناعمة وحارة الناعمة وأحزابها وجمعياتها وتجمعاتها الشبابية للمشاركة في إعلان رأيهم بهذا الخصوص».
كما أقر «سلسلة خطوات وإجراءات تتعلق بالتصدي لمشكلة جمع نفايات البلدة وتحسين وتنظيم وسائل فرزها وزيادة معدات إزالتها، ووضعنا في اعتبارنا ان حل هذه المشكلة على المستوى الحكومي سيطول، الأمر الذي يستدعي منا جاهزية كاملة طويلة الأمد لإبقاء بلدتنا خالية من النفايات، ونحن على ثقة بوعي الأهل ووقوفهم الى جانب بلديتهم لتحقيق الهدف المنشود».
اعتصام في عرسال
ونفذ أهالي بلدة عرسال إعتصاماً بعد صلاة الجمعة في محلة عين الشعب على طريق البلدة بالقرب من مكان رمي شاحنات النفايات عند مدخل عرسال، رفضاً لما وصفوه بـ «الجريمة بحق البلدة والصحة والبيئة».
وأعلن الأهالي رفضهم «رمي النفايات عند مدخل البلدة مقابل الكسارة المستحدثة على الأملاك العامة التي يتم طمرها بردميات في وضح النهار».
وأكد المعتصمون ان «الذين يقومون بهذه الأعمال هم أفراد من بلدة عرسال ومعروفون بالاسم».
ورفضوا ما تحدث عنه رئيس بلدية عرسال عن قبول النفايات «لأنه لم يأخذ رأي أهالي البلدة، ولن نقبل بالنفايات لا بالجرود ولا على المدخل».
وفي عكار تداعت هيئات المجتمع المدني، بناء لدعوة جمعية النجدة الشعبية اللبنانية، وشاركت في أعمال المؤتمر البيئي الذي عقد بعنوان «من أجل مؤتمر بيئي»، وتقرر في نهاية المؤتمر تشكيل قوة ضغط لرصد ومنع دخول النفايات الى عكار، المطالبة بإعادة أموال البلديات من الصندوق البلدي المستقل من خلال رفع دعوة قضائية للاستحصال على هذه الأموال، المطالبة باللامركزية الادارية لمعالجة النفايات من خلال البلديات واتحاداتها، على اساس دفتر شروط تضعه الوزارات المختصة.
ورفض ربط التنمية بالزبالة، لأن التنمية حق مشروع منذ عهد الاستقلال الى اليوم.