قنصل مصر في لبنان… بين خرق الديبلوماسية والمواقف السياسية
يوسف الصايغ
لم تعد الأصول الديبلوماسية قابلة للصرف في قاموس بعض الشخصيات الديبلوماسية التي تتولى المسؤولية في سفارة بلادها في بيروت، بل وصل الأمر بالبعض إلى حدّ عدم إقامة أيّ وزن للبروتوكول الذي يفترض أن تتقيّد به البعثات الديبلوماسية، والتدخل بالتالي في مسألة نقل عنصر أمني من مكان الى آخر، فهل بات ذلك يتطلب الوقوف على خاطر بعض الجهات الديبلوماسية، التي من المفترض أنها تمثل بلادها في لبنان؟
مناسبة الكلام هو الخرق الفاضح للأعراف الديبلوماسية، على ما أفادت به مصادر لـ«البناء» عن حملة الغضب التي انتابت قنصل مصر العام في لبنان المستشار شريف البحراوي بعد نقل أحد العناصر الأمنية من مقرّ السفارة، ما أثار حفيظة البحراوي الذي أخذ يتوعّد بألا يدع هذا الأمر يمرّ مرور الكرام.
البحراوي لم يجد وسيلة للتشفي إلا من خلال توقيف جوازات سفر تعود الى شخصيات كانت في صدد القيام بزيارة الى الأراضي المصرية، لكن القنصل عرقل مسألة وضع تأشيرات الفيزا على جوازات سفر الأشخاص المذكورين كردّ على خطوة نقل العنصر الأمني المذكور، ولم يحلّ الأمر الا بعد ان قام مسؤول عسكري برتبة مؤهّل أول بزيارة مكتب البحراوي للوقوف على مطالبه، فما كان من الأخير الا ان طالب بإعادة العنصر الذي تمّ نقله من السفارة المصرية، في المقابل أعطى القنصل الضوء الأخضر لوضع التأشيرات على باسبورات الأشخاص السبعة كي يقوموا بزيارة مصر.
أما عن سبب نقل العنصر الأمني فلفتت معلومات لـ«البناء» إلى أنّ الأخير كان يقوم بتنفيذ أعمال خاصة للقنصل، لا علاقة لها بمسؤولياته الأمنية بل ترتبط بأمور مالية، وعلى هذا الأساس تمّ نقل العنصر الأمني بعد أن وردت عدة شكاوى بحقه.
كذلك تفيد المصادر انه الى جانب خرق القنصل البحراوي للأعراف الديبلوماسية، فهو لا يتردّد أيضاً في إطلاق المواقف السياسية التي تأتي متوافقة مع أهواء زوّاره وهم بغالبيتهم العظمى من الموالين لأمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري الذي تربطه بالبحراوي علاقة قوية، يستثمرها الأول لتعزيز نفوذه السياسي مستفيداً من علاقات القنصل الجيدة مع أكثر من جهة عربية خصوصاً أنه ضابط سابق في المخابرات المصرية العامة في عهد نظام مبارك.
وعلى صعيد مواقف القنصل السياسية تشير معلومات إلى انه أبدى امتعاضه مما يتمّ التداول به لجهة تولي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رئاسة التيار الوطني الحر خلفاً للعماد ميشال عون، بحسب ما أكدت مصادر لـ«البناء».
كذلك طاولت سهام انتقادات البحراوي مفتي الجمهورية القاضي عبد اللطيف دريان حيث علق على زيارة الأخير الى مصر ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقول: «زيارة الشيخ دريان الى الريس السيسي كانت مجرد لقاء مصافحة، وبحسب المعلومات أبدى القنصل سخريته من المفتي، مشيراً الى انه لم يحصل على موعد خاص للقاء الرئيس السيسي، ووفق المعلومات فقد أثار كلام البحراوي حفيظة بعض الحاضرين الذين سمعوا تهجّم القنصل المصري على المفتي دريان.