معرض لتجسيد واقع ناجية من العنف الجنسي في «مركز علوم الإنسان» في جبيل

نظم «المركز الدولي لعلوم الإنسان» في جبيل التابع للأونيسكو معرضاً فنياً تشكيلياً تركيبياً لتجسيد واقع حياة سيدة أردنية منال سمير ناجية من العنف الجنسي الذي تعرضت له في طفولتها، برعاية وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ممثلاً بمديرة مركز الخدمات الشاملة دولي الشامي وبدعوة من الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة ومشاركة ممثلين من جمعيات المجتمع المدني وحقوق الإنسان.

بعد النشيد الوطني، ألقت كلمة المركز رئيسة قسم التدريب والبرامج زينة محمد المير واعتبرت «أن القضية لا تخص صاحبتها ولا هي قضية أردنية أو عربية أو شرقية ولا هي قضية المرأة كما يبدو في الظاهر، بل هي قضية الإنسان بكليته في طبيعته وذهنيته وثقافته وتربيته ومجتمعه»، وتمنت «أن يكون هذا المعرض برموزه وتماثيله طقساً مدنياً يقتلع من حاضر منال ماضياً يخرج من تاريخها الشخصي ليدخل في تاريخ الإنسانية ويعيد إلى هذه الفتاة قيمتها الإنسانية».

الضناوي

ثم تناولت رئيسة «جمعية معهد تضامن النسائي» في الأردن لبنى الضناوي «الظرف الذي تمادى به الظلم على منال وأجبرها على الصمت دهراً»، وأكدت أن «روحها النقية رفضت أن تمر حياتها من دون أن تخرج بعضاً من مكنونات نفسها حتى خرج وجعها بأسلوب فني راق في جبيل، فحملت رسالتها اليوم ليس للبنان والأردن فحسب، بل للعالم العربي والعالم أجمع، ودعت إلى كشف التحرش والكلام عنه وكسر حواجز الصمت وثقافة العيب، ورأت أن الإعلام عليه مسؤولية كبيرة في عملية التوعية كما على القانون مسؤولية تعريف التحرش وتجريمه بجميع أشكاله سواء كان باللفظ أو النظر أو اللمس».

صفير

أما رئيسة الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة لورا صفير فتحدثت عن «مخاطر هذه الظاهرة وتأثيرها في الفرد على المستوى النفسي الجسدي في المدى القصير وعلى المدى الطويل، ما ينعكس سلباً على جميع أفراد الأسرة، بالتالي على المجتمع، خصوصاً أن الاتفاقات حضت على ضرورة مناهضة كلفة أشكال الإساءة والاستغلال الجنسي والعمل على تأمين الوقاية والحماية للأطفال وحفظ حقوق الضحايا».

واعتبرت صفير «أن هذا المعرض سيمثل خطوة مهمة لتغيير مجرى حياة منال والإقدام نحو مستقبل أفضل بخطى ثابتة وواثقة، انطلاقاً من أن الفن هو أحد أهم الوسائل التعبيرية السريعة نحو العلاج النفسي».

الشامي

من جهة أخرى، ألقت ممثلة وزير الشؤون الاجتماعية دولي الشامي كلمة عددت فيها أبرز تدخلات الوزارة في مناهضة العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي، ومنها تأسيس مجموعة عمل تقنية وطنية خاصة للحد من العنف ضد المرأة في لبنان بالشراكة مع الهيئة الطبية الدولية و»مؤسسة أبعاد» مركز الموارد للمساواة بين الجنسين، والتشبيك مع الجمعيات الأهلية المتخصصة لتقديم سلة من الخدمات الاجتماعية والتأهيلية للناجيات من العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي وتقديم استشارات نفسية وقانونية وخدمات استماع والإرشاد للنساء الناجيات من العنف بصورة مجانية، إضافة إلى تدريب مئة مستخدم من مختلف الاختصاصات الطبية والاجتماعية على مفاهيم العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي والذين يقومون بتوفير العديد من الخدمات الصحية والاجتماعية للناجيات من العنف والتعاقد مع جمعيات أهلية معنية ومتخصصة بهدف توفير الدعم المادي لتأمين الإيواء وغيرها من المستلزمات للفتيات والنساء المعنفات».

سمير

أما المعنفة منال سمير فعرضت قضيتها لتخلص إلى « رغبتها في القيام بمعرض فني لرفع الظلم»، معتبرة «أنها أخطأت وتعبت كثيراً عندما صمتت طويلاً عما تعرضت له، وأرادت توجيه رسالة إلى الطفل، خصوصاً لكي لا يبقى ضحية التحرش وأن يخبر أهله، قائلةً: «لازم تحكي للماما أو البابا أو إخوتك»، وكذلك إلى الأهل لكي يتنبهوا إلى أي تغيير يحصل في تصرفات طفلهم مهما كانت بسيطة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى