موندياليّات
إعداد حسن الخنسا
لا مكان للتوقعات في العرس العالمي
في عالم كرة القدم لا مكان للتوقعات فهذه اللعبة تحمل الكثير من الغموض، كما أن مونديال 2014 في بلاد السامبا لن يكون خاضعاً للتوقعات المسبقة، مع وجود دائرة من المنتخبات ينحصر في ما بينها اللقب.
ويبدو أصحاب الأرض وحامل اللقب الماتادور وبلاد التانغو والمانشافت من أبرز المنتخبات المرشحة للفوز بالعرس العالمي في بلاد أساطير كرة القدم. ويأتي الآزوري ومن خلفه البرتغال والأسود الإنكليزية والديوك الفرنسية في صف التوقعات الثاني، في حين يمكن لمنتخبات صغيرة كبلجيكا وهولندا وتشيلي وكولومبيا والجزائر تحقيق المفاجآت والذهاب بعيداً في البطولة.
مواجهة مرتقبة بين البطل والمستضيف
لقد جمعت المباراة النهائية لكأس القارات 2013 بين منتخبي السامبا والماتادور في لقاءٍ تفوق به رفاق نيمار على أبطال العالم. ومن الممكن أن تتكرر هذه المواجهة النارية في النهائي البرازيلي على ملعب ماراكانا في 13 تموز المقبل، كون المنتخبين يبدوان أكثر قوة وتفوقاً على باقي المنتخبات المنافسة في البطولة.
قد تشتعل بلاد السامبا والسحر بنهائي مبكر يجمع السيلساو ولاروخا في الدور الثاني من البطولة في مباراةٍ إقصائية، وهذا في حال فشل أحد المنتخبين في تصدر مجموعته في الدور الأول، إذ أن متصدري المجموعتين الأولى حيث توجد البرازيل إلى جانب كرواتيا والكاميرون والمكسيك والثانية حيث إسبانيا وهولندا الوصيفة وتشيلي وأستراليا يلتقيان ثاني المجموعتين في الدور ثمن النهائي.
يدرك نجوم السيلساو وأبرزهم القائد تياغو سيلفا ونيمار أن الخطأ ممنوع في هذه النسخة من المونديال، وأن أي فشل على غرار نهائي ماراكان 1950 سيكون مأساة جديدة للبلاد والعباد. وهنا لن يستطيع أحد في العالم أن يوقف تظاهرات الشعب البرازيلي احتجاجاً على الفقر والجوع.
حقق السيليساو فوزاً كبيراً على ملوك العالم بثلاثية نظيفة في نهائي كأس القارات، ليؤكدوا للعالم أنهم ملوك الساحرة المستديرة وأنهم فريق يستطيع أن يطحن كل من يقف بوجهه. ومن دون شك أن أسلوب لعب «سيليساو» 2014 لا يعتمد كثيراً على الجمالية مثل سابقيه، حيث يبدو قوياً ومتماسكاً بيد أنه يمكن أن يلدغ على أرضه.
حارس المرمى الأساسي للمنتخب الإسباني سيكون إيكر كاسياس، الذي ارتكب خطأً فادحاً في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا كادت تكلف ريال مدريد كثيراً، وكذلك حالة المهاجم دييغو كوستا الصحية تعتبران بين علامات الاستفهام المطروحة أمام المدرب فيسنتي دل بوسكي.
المشكلة الأخرى التي تواجه أبطال العالم هي تقدم ركائزها الأساسية في السن على غرار صانع الألعاب تشافي، الذي قدم موسماً متوسطاً مع فريقه برشلونة. وفي كأس أوروبا 2012، بدا الإسبان أحياناً عاجزين عن إيجاد الحلول قبل الفوز الساحق على إيطاليا في المباراة النهائية 4-صفر .
ميسي يخوض تحدياً كبيراً مع التانغو
لم يقدم ليونيل ميسي أفضل مواسمه مع ناديه برشلونة ولكنه سجل في موسمه المخيب 43 هدفاً في 49 مباراة، لذا لا يمكن لأي من المنتخبات المشاركة الاستهانة بمنتخب التانغو بقيادة البرغوث الصغير. وبفضل لاعب «ظاهرة» مثله وأرمادا هجومية رائعة سيرخيو أغويرو وأنخل دي ماريا وغونزالو هيغواين ، يملك منتخب «الألبيسيليستي» حظوظاً كبيرة للذهاب بعيداً في البطولة على الرغم من ضعف خط دفاعه وحارس مرماه روميرو.
المانشافت مرشح لا يغيب
من جهتها، تحوم ألمانيا منذ أعوام حول الألقاب نهائي مونديال 2002، ونصف نهائي مونديالي 2006 و2010، ونهائي كأس أوروبا 2008، ونصف نهائي 2012 وتملك «المانشافت» بفضل جيلها الرائع جميع المفاتيح للتغلب على أي منافس وبلوغ المباراة النهائية لبطولة كبرى مثل كأس العالم.
«الآزوري»… دفاع تاريخي يمنحه الأفضلية
تعتبر إيطاليا، وصيفة بطل أوروبا، من المنتخبات القوية في البطولات الكبيرة والتي تفاجئ الجميع بإمكانياتها العملاقة مثل ما حدث في نهائي 2006. جانلويجي بوفون وأندريا بيرلو يقتربان من الاعتزال، ولكنهما يبقيان قائدين أساسيين للمنتخب الذي يملك في صفوفه جميع المقومات لتحقيق الإنجاز في البرازيل في مقدمتها ماريو بالوتيلي وتياغو موتا وخط دفاع قوي تاريخياً.
حلم ماراكانا 1950 يراود الأوروغواي
لا تختلف حال الأوروغواي، التي تملك بدورها الوسائل كي تحقق على الأقل أفضل من دور الأربعة الذي بلغته في نسخة 2010 في جنوب أفريقيا بقيادة ثنائيها الهجومي الرائع إدينسون كافاني ولويس سواريز. بيد أن إصابة مهاجم ليفربول الإنكليزي قبل المونديال تجعل مشاركته في العرس العالمي مهددة أقله في المراحل الأولى.
القادمون من الخلف
بالرغم من أن نجماهما كريستيانو رونالدو وفرانك ريبيري في قمة مستويهما الفني والكروي مع أنديتهم، إلا أن منتخبي البرتغال والديوك الفرنسية لن يكونا ضمن المرشحين للفوز باللقب العالمي. فوجودهما في دور الأربعة في ظل معاناة الدون كريستيانو من الإصابة وانسحاب ريبيري بسببها، سيكون مفاجأة كبيرة وإنجازاً رائعاً.
بلجيكا وجيلها الشاب بقيادة إدين هازار لا تنقصها المواهب لتحقيق المفاجأة والذهاب بعيداً في البطولة، بيد أن قلة الخبرة قد تشكل دون شك عائقاً أمامها. وتبدو حظوظ هولندا الوصيفة عام 2010، ضئيلة نسبياً بعدما غير المدرب لويس فان غال جلدها بالاعتماد على اللاعبين الشباب.
من القارة السمراء، تحظى كوت ديفوار دون شك بأفضل الحظوظ وللمرة الأولى بقيادة نجمها يايا توريه، الذي يعتبر أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم وبالنظر إلى القرعة التي وضعتها في مجموعة سهلة نسبياً إلى جانب اليابان واليونان وكولومبيا.
لا نغفل أيضاً عن منتخب غانا الذي بلغ ربع نهائي مونديال 2010 في جنوب إفريقيا وغادر البطولة بطريقة درامية أمام أوروغواي، إذ يتمتع «البلاك ستارز» بمجموعة من المواهب الشابة التي دائماً ما تحدث المفاجأة في المباريات الكبيرة، وإذا ما استطاع زملاء أسامواه جيان تخطي المجموعة السابعة إلى جانب ألمانيا والبرتغال والولايات المتحدة فإنه سيكون رقماً صعباً في مونديال بلاد السامبا.
حين توقفت قلوب البرازيليين لدقائق
أثار النجم البرازيلي نيمار رعباً في معسكر منتخب بلاده في تريسبوليس عندما سقط على الأرض بسبب الآلام التي فاجأته أثناء مران منتخب بلاده أمس.
واعتقد الجميع في بداية الأمر أن اللاعب تعرض لالتواء في الكاحل، ولكن بمرور الوقت ومع انتهاء المران دون تجدد الشكوى مرة أخرى عاد الهدوء النفسي للجميع داخل المعسكر.
مع ذلك، تابع نيمار التمرينات بحذر شديد خوفاً من الإصابة ولكن الأمور جرت على ما يرام، ويبدو من المستبعد تماماً غيابه عن مباراة كرواتيا الافتتاحية. وعقب انتهاء المران توجّه لاعبو الفريق إلى تحية ما يقرب من 200 مشجع كانوا حاضرين لشد أزر المنتخب البرازيلي في تدريباته بمركز «غارانغا كوماري» الرياضي، والتي استمرت أكثر من ساعة.
بدوره، أوقف لويس فليبي سكولاري، المدير الفني لمنتخب السامبا، التدريبات أكثر من مرة لإعادة تنفيذ بعض الكرات الثابتة، التي يعتبرها المدير الفني البرازيلي أكبر نقاط ضعف فريقه.
في الوقت نفسه، أولى فيلبّاو اهتماماً خاصاً بخط الدفاع ووضع بعض التعديلات عليه، وعلى الرغم من أنه لم يتلقَّ أي هدف في المباراتين التحضيريتين للمونديال إلا أن المدرب لم يكن راضياً تماماً عن كيفية لعب فريقه الدفاعية.
«تا إسكريتو»… وصفة سكولارية
ربما يكون هناك بعض التغييرات في النظام الخططي بالفعل، ولكن خلال بطولة كأس العالم 2014 ينوي مدرب السامبا سكولاري الاستعانة بـ»الخلطة السحرية» نفسها المكونة من التحفيز والموسيقى التي سبق أن طبقها عندما قاد البرازيل لإحراز لقبها الخامس عام 2002.
ويؤكد داني ألفيش الظهير الأيمن لمنتخب البرازيل أن «كلمات الأغنية جيدة للغاية، عليكم أن تعرفوها». وتعبر الأغنية السريعة عن ثقة لاعبي البرازيل بمصيرهم كفائزين، حيث تتضمن جملاً مثل: «إنه الرب الذي يقودنا إلى النجم اللامع» أو «لا أحد يمكنه أن يوقف مَن ولدوا ليفوزوا»، وتشجع كلمات الأغنية اللاعبين على التمتع بالثقة وتجنب الحزن حتى في أحلك اللحظات.
سباق مع الزمن لتجهيز «أرينا كورنيثيانز»
يحاول العمال تجهيز ملعب أرينا كورنيثيانز قبل ساعات من إعطاء شارة انطلاق كأس العالم. ويعمل أكثر من 300 عامل على مدار الساعة، في ملعب كورنيثيانز في مدينة ساو باولو، الذي يستضيف المباراة الافتتاحية للعرس العالمي يوم غدٍ الخميس، من أجل الانتهاء من تجهيزه قبل انطلاق الفعاليات العالمية.
وما يزال العمال يقومون بتثبيت بعض المقاعد وتجهيز قاعة كبار الزوار، حتى إنهم لم ينتهوا بعد من إزالة كمية كبيرة لا حصر لها من قطع الحديد والأخشاب المتبقية من أعمال الإنشاء في الملعب.
نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن أوسوالدو، مراقب العمال في ملعب كورينثيانز، قوله: «ليس سهلاً أن تنشئ ملعباً… هناك ما يزيد على 300 عامل يعملون على مدار 24 ساعة للانتهاء من الأعمال التجهيزية».
إجراءات أمنية مشددة
وقف نحو مئتي مشجع للمنتخب الهولندي لكرة القدم في انتظار رؤية اللاعبين خارج مقره الموقت في فندق سيزر بارك على شاطئ ريو دي جانيرو الفتان، لكن شيئاً آخر لفت الأنظار غير القمصان البرتقالية واللافتات والقبعات المبهجة في مدخل الفندق الذي يعرف أكثر باستضافة رجال الأعمال والأثرياء من السياح، ففي المدخل وقف 18 جنديا برازيلياً بخوذاتهم وملابسهم واقية من الرصاص وعصيهم وأسلحتهم الصاعقة ومسدساتهم وبنادقهم. وفوق شاطئ إيبانيما الشهير لم يتوقف تحليق طائرات الهليكوبتر، بينما أخذت زوارق دورية البحرية تشق الأمواج بسرعة على الساحل.
وفي بلد تأرجح بين النظام والفوضى فإن هذا بالتحديد هو رد الفعل الذي يتمناه المسؤولون أثناء العرس العالمي. وينتشر نحو 100 ألف فرد أمن في المدن المستضيفة، ودفعت رئيسة البرازيل ديلما روسيف بنحو 57 ألف جندي يعملون تحت راية مراكز قيادة في كل مدينة في أكثر عملية انتشار للقوات البرازيلية في التاريخ الحديث. وتستثمر الحكومة نحو 850 مليون دولار في عملية الأمن وحدها وهو مبلغ يشمل كل شيء من حماية 32 منتخباً مشاركاً إلى احتواء احتجاجات الشوارع المحتملة ضد كأس العالم والمراقبة بالطائرات وهي عملية بدأت بالفعل.
رونالدو جاهز
يبدو أن النجم البرتغالي الدون كريستيانو رونالدو استعاد لياقته قبل نهائيات كأس العالم بعد ظهوره خلال التدريبات الأخيرة للفريق في كامل نشاطه وعافيته.
والتقطت عدسات الكاميرا المتابعة لتدريبات المنتخب البرتغالي كريستيانو وهو يمازح زملاءه بالرقص حول الكرة، ما دفع بقية اللاعبين مشاركته الرقص. وشكّلت عودة رونالدو دافعاً قوياً وإضافة روحاً إيجابية بتدريبات المنتخب استعداداً لنهائيات البرازيل.