وفد تركي في «تل أبيب»… مساعٍ للاتفاق بين «إسرائيل» و«حماس»
ناديا شحادة
بقيت العلاقات «الإسرائيلية» – التركية مجمدة على الصعيد الديبلوماسي منذ اعتداء الجيش «الاسرائيلي» على سفينة مرمرة في المياه الإقليمية قبالة شواطئ غزة في 31 ايار عام 2010 حيث وضعت الحكومة التركية ثلاثة شروط من أجل تحسين العلاقات تمثلت في تقديم الاعتذار من قبل حكومة «اسرائيل» وتعويض اسر الضحايا ورفع الحصار عن قطاع غزة، واعتبر المحللون ان هذه الشروط تعبر في تلك الفترة عن عدم رغبة تركيا بتطبيع العلاقات مع «اسرائيل»، ولكن بعد المساعي التي قام بها الرئيس الاميركي باراك اوباما قدم بنيامين نتياهو اعتذاره في آذار 2013 خلال مكالمة هاتفيه مع رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان.
هذا الاعتذار الذي شكل دفعاً لبدء جولة جديدة من المفاوضات، وباتت تركيا قريبة من اعادة علاقاتها مع «إسرائيل» وهذا ما أكده وزير الخارجية التركي أحمد دواد أغلو في 10 شباط 2014 حيث قال إن بلاده باتت قريبة من اعادة علاقاتها من «اسرائيل» بعد ان قدمت اعتذاراً رسمياً لتركيا واستجابة لمعظم طلباتها.
واستمرت اللقاءات على مستوى الديبلوماسيين الاتراك و«الاسرائيليين»، وعادت أخبار تلك اللقاءات لتحتل الساحة الإعلامية وبدأ الحديث عن امكانية عودة العلاقات الديبلوماسية في شكل رسمي بين البلدين وعن امكانية التوصل الى تفاهمات في ظل الأوضاع التي تعيشها المنطقة والأوضاع الدخلية لكل منها وفي ظل تلك الأوضاع جاء الإعلان من قبل وسائل اعلامية «اسرائيلية» عن انه من المقرر وصول وفد تركي رسمي في 31 آب من العام الحالي الى «اسرائيل»، موضحة ان هذا هو اول وفد رسمي منذ حادثة سفينة مرمرة وما تلاها من تدهور للعلاقات بين البلدين.
يؤكد المتابعون أن هذه الزيارة الرسمية التي جاءت في ظل المفاوضات غير المباشرة بين حماس و«اسرائيل»، التي فتحتها حركة حماس المستمرة في مسلسل التضليل والخداع الذي تمارسه في قطاع غزة ولتعمق فكرة الانقسام المتزايد بالمشروع الفلسطيني نحو التحرير من الاحتلال «الاسرائيلي»، جاءت المفاوضات لإقرار هدنة لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد وهو ما أعلنت عنه مصادر سياسية بقطاع غزة منها من ينتمي لحركة حماس، وأكد الدكتور احمد يوسف مستشار نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في تصريحات صحافية ان هناك دردشات تجري بين حركته و«اسرائيل» عن هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة.
وفي ظل هذه المفاوضات غير المباشرة والتي تهدف للوصول الى هدنة طويلة الأمد في مقابل اعادة اعمار غزة وفتح ممر وميناء عائم على بعد 3 كلم من شواطئ من مدينة غزة وان تتم عملية الشحن تحت إشراف دول الناتو والمؤانئ «الاسرائيلية»، وعمل عليه روبرت سيري والمبعوث السويسري وحملة مبعوثون من تركيا، وهو ما أكده عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، ومع التقدم في تلك المفاوضات وهذا ما اكد عليه مستشار رئيس الوزراء التركي ياسين اكتاي مؤكداً ايضاً انه تمت مناقشة الجهود المبذولة الأخيرة لفرض التهدئة مع «اسرائيل» خلال زيارة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل الى انقرة، إضافة الى تأكيداته على تعهدات تركيا جديدة تتعلق بقطاع غزة جاءت الزيارة الرسمية الاولى لوفد ديبلوماسي تركي الى «اسرائيل» للتأكيد على جدية المساعي التركية في التوصل الى اتفاق بين حركة حماس و«اسرائيل» ولتؤكد ايضاً رغبة تركيا في تحسين علاقاتها مع «اسرائيل» من أجل تهدئة الملفات الخارجية في ظل الوضع الداخلي الحالي المربك الذي تعيشه حكومة اردوغان مع دخولها في مواجهات مع تنظيم «داعش» وحزب العمال الكردستاني.