العراق: استراتيجية جديدة لحفظ الأمن في بغداد
أكد الحشد الشعبي أن القوات التابعة له لم تنسحب من محافظة الأنبار، مشدداً على أن الانسحاب من المعارك ضد «داعش» هزيمة تقدم خدمة مجانية للتنظيم.
ونفى المتحدث باسم الحشد أحمد الأسدي حدوث أي انسحاب من الأنبار، قائلاً: «هناك إعادة تنظيم في الأنبار والمحافظات الأخرى، مستشارون أميركيون موجودون في قاعدة الحبانية لا صلة لهم بالأحداث الميدانية، وتقع قاعدة الحبانية غرب العراق بين مدينتي الفلوجة والرمادي».
وأضاف أحمد الأسدي أنه لا علاقة لإعادة التنظيم بوجود قوات أميركية، مبرراً بأن هيئة الحشد الشعبي وتلك القوات تخضعان لتوجيهات الحكومة العراقية.
وتعقيباً لما جاء على لسان المتحدث باسم الحشد الشعبي، اعتبر المتحدث العسكري للحشد كريم النوري أن أي انسحاب من المناطق التي يوجد فيها داعش يعني الهزيمة، مضيفاً بأن تجربة الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب عامي 2004 و2005 أزمت الأوضاع، مؤكداً أن القوات الأميركية لا يمكن لها أن تحرر شبراً واحداً من العراق.
يذكر أن عدداً من وسائل الإعلام المحلية تناقلت، الأحد الماضي، أنباء تفيد بوصول قوات أميركية إلى قاعدة الحبانية في محافظة الأنبار استعداداً لاقتحام مركز مدينة الرمادي وتحريرها من سيطرة تنظيم «داعش»، فيما أشارت إلى انسحاب قوات الحشد الشعبي من المحافظة احتجاجاً على دخول تلك القوات.
وذكرت وسائل إعلام بأن القوات الأميركية الموجودة في العراق قد وجهت تحذيراً لقوات الحشد الشعبي المساندة للحكومة لمغادرة منطقة المضيق شرق الرمادي، خلال 24 ساعة.
ونفى قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، أول من أمس، المعلومات التي تحدثت عن وصول قوات أميركية إلى الأنبار للمشاركة في عملية تحريرها من تنظيم داعش» مؤكداً عدم الحاجة لقوات أجنبية.
وقال الأسدي إن الأخبار والتقارير التي تحدثت عن وصول قوات أميركية للمشاركة في تحرير المحافظة، لا أساس لها من الصحة، مبيناً أن القيادة المشتركة لا تحتاج إلى أي قوات أجنبية.
وقد نشرت عدد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أخباراً تفيد بوصول قوات أميركية إلى قاعدة الحبانية في محافظة الأنبار، للمشاركة برياً في عملية تحرير المحافظة من سيطرة تنظيم «داعش».
وفي السياق ذاته، نفى رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي أي تدخل للقوات الأميركية في الأنبار، مؤكدا أن تحرير مدينة الرمادي بات قريباً جداً، مشيراً إلى أن عملية تحرير الرمادي حصل فيها تباطؤ لتقليل عدد خسائر المقاتلين والمعدات والمباني التحتية.
يذكر أن قيادة العمليات المشتركة كانت قد أعلنت في الـ13 من تموز الماضي انطلاق عمليات تحرير محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم «داعش».
من جهة أخرى، تبدأ القوات الأمنية العراقية أمس بتطبيق استراتيجية جديدة لحفظ الأمن في العاصمة بغداد، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى منع دخول السيارات المفخخة إليها، عبر تقسيمها إلى 22 منطقة لتسهيل السيطرة عليها.
ومن المنتظر أن تساعد الاستراتيجية الأمنية الجديدة في إبعاد بغداد عن ساحة المواجهة مع تنظيم «داعش»، بعد أن شهدت الشهر الحالي تفجيرات بسيارات مفخخة، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من سكانها.
ميدانياً، لقي 22 من تنظيم «داعش» مصرعهم في غارات نفذتها المقاتلات العراقية فيما قتل 8 من قوات البيشمركة إثر قصف بالهاون نفذه التنظيم، بحسب ما أعلنت مصادر عسكرية وأمنية عراقية.
وقالت مصادر عسكرية وأمنية عراقية أمس: «إن 22 قيادياً من تنظيم «داعش» و8 من قوات البيشمركة قتلوا شمال مدينة الموصل وجنوبه، وبحسب ما جاء على لسان قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري فإن الطائرات العراقية قصفت مواقع تابعة لتنظيم «داعش» في مشارف قضاء مخمور جنوب الموصل وتمكنت من تصفية 22 من قياديي التنظيم الإرهابي أغلبهم من العرب والأجانب مشيراً إلى أن القصف دمر نحو خمس عربات عسكرية من نوع «هامر».
وفي سياق آخر، أعلن مصدر في وزارة البيشمركة بأن عناصر من تنظيم «داعش» قصفوا بلدة تللسقف، 30 كلم شمال الموصل، والتي تقع تحت سيطرة قوات البيشمركة وقتلوا 8 أفراد من قواتها فيما أصيب 2 آخران، كما أفاد المصدر بأن قوات البيشمركة قصفت قضاء تلكيف وقتلت العشرات من «داعش» وتمكنت من إحراق عربتين تابعتين لهم على مشارف بلدة تللسقف.
إلى ذلك، أعدم تنظيم «داعش» 122 من عناصره جنوب مدينة الموصل بينهم 18 قيادياً بتهمة محاولة الانقلاب على التنظيم وزعيمه أبو بكر البغدادي، بحسب ما صرح به مسؤول إعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل سعيد مموزيني، الذي أكد كذلك أن المنشقين الذين أعدموا كانوا يخططون للسيطرة على ولاية نينوى، شمال العراق، وإعلان الحرب على التنظيم في مدينة الرقة السورية.