البشير في بكين… بين الترحيب الصيني والقلق الأميركي
في تحديه الجديد لمذكرة الاعتقال الدولية الصادرة في حقه، بدأ الرئيس السوداني عمر البشير زيارته الرسمية إلى بكين، حيث التقى أمس مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
وفي كلمة ترحيب وجهها إلى البشير لدى استقباله في قاعة الشهب الكبرى، قال شي: «أنت صديق قديم للشعب الصيني. الصين والسودان كالشقيقين وهما أيضاً صديقان جيدان وشريكان… إن مجيء السيد البشير إلى الصين يظهر أن شراكتنا قوية».
وبخصوص نية البلدين إصدار إعلان إقامة علاقات شراكة استراتيجية في ما بينهما قال الرئيس الصيني إن ذلك سيبدأ حقبة جديدة من العلاقات الثنائية، كما أعلن أن على الدولتين تعزيز «الثقة الاستراتيجية المتبادلة» ودعم بعضهما بعضاً في حل قضايا ذات الاهتمام المتبادل.
ودعا شي إلى تفعيل التعاون بين الصين والسودان في مجالات النفط والبنى التحتية والزراعة وتطوير موارد الطاقة المتجددة وتقنيات عالية، إضافة إلى التعاون الثنائي في القطاعات السياحية والطلابية والثقافية والصحية.
من جهة أخرى، عبر الرئيس السوداني عن سعادته الكبيرة لدعوته إلى العرض العسكري الذي سيجرى الخميس المقبل في وسط بكين في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ودافعت وزارة الخارجية الصينية عن دعوة عمر البشير لحضور هذا العرض الذي يتوقع أن يشارك فيه 12 ألف جندي. وقالت للصحافيين: «إن شعوب أفريقيا ومنها السودان كان لها إسهام مهم في النصر في حرب العالم على الفاشية، إن دعوة الصين للرئيس البشير لحضور نشاطات إحياء الذكرى هو منطقي وعادل، وأثناء وجوده في الصين سيحظى بالمعاملة التي يستحقها».
وكانت واشنطن أعربت أول من أمس الاثنين عن «قلقها» من الزيارة التي يقوم بها الرئيس السوداني إلى الصين، من دون أن تطلب من بكين صراحة اعتقاله بموجب مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.
وقال مارك تونر مساعد المتحدث باسم الخارجية الأميركية للصحافيين إن الولايات المتحدة «قلقة» من هذه الزيارة، مذكراً بأن الرئيس السوداني «ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة، ومذكرات التوقيف الصادرة بحقه لا تزال سارية» بحسب تعبيره.