حماس خارج المشهد…

محمد نادر العمري

بات معروفاً أنّ الكيان الغاصب هو المستفيد الأكبر من ا زمة السورية، وله دور كبير في اندلاعها، وهو يقوم بدعم المجموعات الإرهابية التكفيرية لوجستياً وعسكرياً واستخبارياً لتكون هذه المجموعات أداته الوظيفية من أجل تحقيق ما يُسمّى حزاماً أمنياً في الجنوب السوري يحمي أمن الكيان من الجبهة الشمالية من جهة، ويستنزف الجيش السوري، من جهة أخرى.

ومن المسلمات أيضاً أنّ العدوان الأخير الذي قام به جيش العدو في محافظة القنيطرة واستهدافه مرتبات اللواء 90 و134 وقتله مواطنين مدنيين داخل سيارة مدنية من خلال صاروخ أطلقته طائرة من دون طيار ليس جديداً، وخصوصاً أنّ «إسرائيل» أجرت منذ شهر عدداً من المناورات المفاجئة لاحتلال قرى في الجنوب السوري وشرعت لنشر عدد من بطاريات الباتريوت في شمال فلسطين المحتلة، وهذا العدوان يمكن تصنيف رسائله المتعدّدة على أكثر من صعيد ومجال و كثر من جهة.

أولاً: هو حالة من رفع المعنويات للمجموعات المسلحة المتواجدة في تلك المنطقة والتي تلقت الكثير من الخسائر وانكسرت معنوياتها وفشلت في تحقيق ما رسم لها، وخصوصاً في منطقة الشمال الشرقي وكذلك في حضر وفشل العواصف الخمس في الجنوب السوري في تحقيق أيّ تقدم وبدء تهاوي غرف «موك» الصهيونية بعد تحقق معادلة النصر الذهبية لتلاحم الجيش والمقاومة والشعب.

ثانياً: رسالة مزدوجة إلى الداخل والخارج الإقليمي بأنّ حكومة «إسرائيل» لن تقبل بالاستسلام بعد النصر الذي أنجزته الجمهورية الإسلامية ا يرانية وإقرار المجتمع الدولي بحقها في امتلاك التكنولوجية النووية وتحولها من دولة إقليمية فاعلة تحت ضغوط إلى قوى ذات تأثير على عدد من الملفات ا قليمية والدولية وتوسع نفوذ علاقاتها ومواردها، لذلك فإنّ دولة الاحتلال تسعى بكافة الوسائل السياسية والعسكرية الغير مباشرة إلى وضع العراقيل أمام الإدارة ا ميركية والكونغرس لعدم التصديق على الاتفاق النووي مع إيران.

الرسالة الثالثة كانت نحو إعلان غير مباشر من قبل حكومة الاحتلال حول تطبيع العلاقة مع حماس، ويمكننا قراءة ذلك في تحميل حركة الجهاد الإسلامي مسؤولية ما زعمته «إسرائيل» إطلاق أربع صواريخ وعدم توجيه الردّ نحو غزة بل نحو القنيطرة، والمؤشر الثاني يكمن في الصمت المستمر من قبل قيادات «حماس».

إسرائيل التي اعتادت توجيه اتهاماتها يميناً ويساراً وخلق المناخ والمبررات لنفسها للقيام بأي عدوان، لم تذكر هذه المرة حزب الله الذي تخشى حكومة نتياهو من قوته الرادعة ومن قدرته النوعية على الردّ المباشر، وهذا يمكن فهمه لكنّ الذي يحتاج إلى كثير من الاستفسار والتأمل، لماذا غياب أو تغيُّب حركة حماس؟

مختصّ في العلاقات الدولية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى