بري يحوّل الخسارة إلى ربح فابيوس وفن الكذب ـ أميركا وشوكة داعش!

ناصر قنديل

– المواقف التصادمية بين وزير التربية الياس بو صعب وهيئة التنسيق النقابية، وصلت إلى الحدّ الذي صارت فيه عبئاً على كليهما، فالوزير وصل بالمواقف المعلنة إلى حدّ القول إنّ قراره نهائي بالامتحانات ومواعيدها، وكذلك تمسكه بالشهادة الرسمية لا المدرسية للبريفية المتوسطة، مهدّداً ببدائل جاهزة للاستغناء عن المعلمين ودورهم في الرقابة والتصحيح أيضاً، والوزير مصرّ على دعمه لمطالب هيئة التنسيق، لكنه في المقابل مصمّم على أمور لا تقبل نقاشاً ولا مساومة ولا تفاوضاً، والهيئة قالت إنّ قرارها بمقاطعة الامتحانات مراقبة وتصحيحاً لا رجعة عنه، محذّرة من نواياها بتعطيل كلّ البدائل التي يسعى عبرها الوزير لتسيير الامتحانات وجعلها استحقاقاً لا يخضع لمشيئة الهيئة، فالوزير ينزع من يد الهيئة كمفاوض نقابي أوراق قوتها وهو يساند مطالبها التي يحتاج إقرارها إلى أوراق قوة تفاوضية، يعلم الوزير أنّ الخصم فيها مفاوض شرس ليس مجرّد هيئات اقتصادية متضامنة وراء مصالحها، بل فريق سياسي يمثل هذه الهيئات على رأسه يقف تيار المستقبل وعلى رأس رأسه الرئيس فؤاد السنيورة، وهيئة التنسيق وهي تحاول النأي بمواقفها المطلبية عن السياسة تعلم أنّ الفريق المناوئ لمطالبها هو فريق سياسي معلن، وأنّ وزير التربية يقف في الفريق السياسي الداعم لمطالبها، وأنّ خسارته أمامها لن تقف حدوده عند تحسين وضعها التفاوضي نظرياً بل ستؤدي إلى كسر الحلف الذي يحمي ظهرها في المجلس النيابي، وما ستربحه هنا ستخسره هناك، والوزير الذي كان يفترض أنّ ربحه على الهيئة سيحقق لفريقه قوة تفاوضية تظهره كمدافع عن فكرة الدولة التي لا تتخلى عن مسؤولياتها، وجد أنّ ضعف الهيئة سيضرب فكرة هذه الدولة بوجود مفاوض قبالته على رئاسة الجمهورية هو تيار المستقبل، يحمل مفهوماً اجتماعياً لا يقيم اعتباراً للمطالب الشعبية، وسيوظف نصر الوزير على الهيئة للانقضاض عليها وعلى مطالب من تمثلهم، وتالياً تجريد فريق الوزير من صفة التضامن مع الفئات المقهورة في المجتمع، والسعي إلى إنصافها، وتصوير هذا الفريق بلا برنامج وهوية، بل كمجرّد طالب سلطة، ففهم الخاسرون أخيراً أنّ عنادهم خسارة بالشراكة أياً كان الخاسر، وحسناً فعل الرئيس نبيه بري أن حوّل نصف خسارة هنا ونصف خسارة هناك إلى ربح مشترك.

– وزير الخارجية الفرنسي تاجر دماء فاسدة، ومشارك في عمليات قتل، ومنفذ وضيع للأوامر الإسرائيلية، لكنه يتقن فن الكذب، فقد تنصل ببيان لوزارته مما سبق وقالته الوزارة نفسها للمسؤولين الإيرانيين ونقله أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة، عن عرض المثالثة في لبنان بين الشيعة والسنة والمسيحيين، بديلاً للمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ورفضته إيران كما رفضه حزب الله، لكن السؤال ليس ما قالته الخارجية وأمر به وزيرها بل ما يصدقه الفرنسيون قبل الغير، طالما يوصف لوران فابيوس بالكاذب المحترف، وهو يطعن بصدق من يصفه الإسرائيليون من لا يجيد إلا فن الصدق وهو سيد المقاومة.

– الأميركيون متحمّسون للحرب مع داعش بعدما بدا أنها تسيطر على الموصل العراقية أو تكاد، لكنهم لم ينتبهوا إلى أنّ هذه السيطرة تجد امتدادها في دير الزور والرقة السوريتين، حيث سهّل لها حلفاء الأميركيين السيطرة عبر التدفق للمسلحين المستجلبين عبر الحدود التركية، وأنه من دون قطع الشريان المتدفق من تركيا رجالاً وسلاحاً وعبرها نفطاً منهوباً، لن تضعف شوكة داعش وتنكسر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى