سياسة الجبهات المفتوحة في الردّ على العدوان الصهيوني

جمال رابعة

يحاول العدو الصهيوني بكلّ الوسائل المتاحة وما يملكه من روح عدائية على الشعب العربي واستثماره لهذه العصابات التكفيرية كما خطط لها، لجهة تغيير معادلة الردع مع الدولة السورية بمزيد من الاعتداءات الوحشية على السيادة الوطنية السورية، وعيناه ترنو على أن لا يمر الحلّ السياسي في سورية من دون وضع خاص لشروط معينة، محاولاً ابتزاز ذلك عبر الأب الروحي الإدارة الأميركية لما لها من دور في الحل السياسي إن استطاعت أن تفرضه.

يأتي العدوان الصهيوني بأهداف سياسية وعسكرية، أما السياسية فتندرج في إطار ابتزاز ما يمكن تحقيقه في الإطار السياسي بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع السداسية الدولية ومحاولة التشويش والتأثير في الاتفاق وتحقيق بعض المكاسب بعد إصرار إدارة أوباما على إنجاز هذا الاتفاق قبل أن يحظى بموافقة الكونغرس.

في حين الأهداف العسكرية وبعد الفشل هذه العصابات التكفيرية في تحقيق الأهداف التي قامت عليه هذه الحرب أصلاً بالإنابة عن المحور الصهيو – أميركي، وظهور دور الأصيل لهذه المعركة، وهنا أخص بالذكر معركة الزبداني ومحيطها، بعد أن تبيّن بشكل واضح مدى ارتباط هذه العصابات مع الكيان الصهيوني، وذلك بعد سلسلة من الاتصالات غير المباشرة كان شرط هؤلاء التكفيريين الخروج باتجاه القنيطرة وليس باتجاه الشمال إضافة إلى أنّ جرحى العصابات كافة يعالجون في مستشفيات الاحتلال الصهيوني، وأعتقد جازماً أنّ ما حصل من اعتداء سافر على أراضي الجمهورية العربية السورية هو في ذات العين الأميركية خطط له الأمركي وأعطى الأمر من غرفة موك في عمان التي تديرها المخابرات الأميركية والبريطانية والتركية والسعودية والأردنية.

في ما يتعلق بردّ محور المقاومة هو من يحدّد التأثير الأكثر فعالية من الناحية الاستراتيجية وليس التكتيكية بعد إطلاق توحيد جبهات المقاومة بوجه هذا المعتدي من لبنان إلى سورية، كما حصل مسبقاً عندما تم الاعتداء على المقاومين في القنيطرة فجاء الرد قاسياً في شبعا.

أعود لأقول وأذكّر كما قلت في مقال سابق إنّ الدولة السورية بحكمة قيادتها تنشد دائماً وأبداً الردّ على هذا الكيان الصهيوني بمنهج استراتيجي لأنّ المعركة معه مفتوحة، لذا فالابتعاد من الردّ الانفعالي بنتائج متواضعة هو الحاضر حالياً في فكر الدولة السورية.

وما نشهده اليوم من انتصارات الجيش والمقاومة على مجاميع الإرهاب في كامل الجغرافية السورية تعتبر أولوية أساسية بالردّ على العدوان، وما اقتراب نهاية عصابات الزبداني ميدانياً وعسكرياً إلا الأساس الذي أثار جنون قيادات هذا الكيان فقام باعتدائه السافر لشحذ الهمم ورفع معنويات هذه العصابات التي ينتظر تساقطها أمام ضربات الجيش بعد أن دخلت ميدانياً غرفة الإنعاش.

إنّ المعركة الكبرى والمواجهة المباشرة مع هذا الكيان لم يحن وقتها بعد، ومحور المقاومة لم يتخذ قراره بذلك، وحتى ذلك الحين سيعلم القاصي والداني قدرات الجيش العربي السوري ودفاعاته الجوية وآثارها جنباً إلى جنب مع المقاومة اللبنانية، بالتلازم مع حلف المقاومة من طهران إلى فلسطين، وهو اليوم الموعود المنتظر.

عضو مجلس الشعب السوري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى