تراجع شعبية حزب المستشارة الألمانية بسبب أزمة اللاجئين
أظهر استطلاع للرأي نشر يوم أمس تراجع شعبية حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المحافظ للأسبوع الثاني، إذ مثلت أزمة اللاجئين التي لم يسبق لها مثيل في أوروبا عاملاً رئيسياً في هذا التراجع.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد «فورسا» تراجع التأييد لحزب ميركل بنسبة واحد في المئة إلى 40 في المئة بعد تراجع اثنين في المئة الأسبوع الماضي، وهو ما أرجعه المعهد إلى الانقسامات داخل حزبها بشأن حزمة الإنقاذ الثالثة لليونان.
وزادت شعبية الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يتقاسم السلطة مع ميركل نقطة واحدة إلى 24 في لمئة، كما زادت أيضاً شعبية حزب الخضر المعارض نقطة واحدة إلى 11 في المئة بينما تراجعت شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني نقطة واحدة إلى ثلاثة في المئة.
وفي السياق، قال مانفريد غولنر رئيس معهد «فورسا»: «أنغيلا ميركل ليس بمقدورها تسجيل نقاط بشأن قضية اللاجئين المهيمنة لأنها تشعر بتعرضها للضعط، وذلك لا يناسب أسلوبها السياسي العملي والهادئ». وأضاف: «يلاحظ الناس ذلك ويعرفون أنه حتى المستشارة لا يمكنها حل مشكلة اللاجئين بإشارة من يدها».
وفي السياق، تظاهر ما بين 100 و150 من اللاجئين أمس أمام محطة القطارات في العاصمة الهنغارية بودابست، بعد منعهم من التوجه إلى ألمانيا، فيما أفادت المصادر أن شرطة هنغاريا تصدت لـ 2000 شخص حاولوا ركوب القطارات المتوجهة إلى النمسا وألمانيا.
ولوح المتظاهرون بتذاكر القطارات التي معهم وأخذوا يصفقون ويصرخون «ألمانيا ألمانيا» بينما اصطفت الشرطة عند مدخل المحطة.
وكانت سلطات هنغاريا قد أغلقت محطة القطار الرئيسية في بودابست لفترة من الوقت على رغم تكدس المئات ليركبوا القطارات المتوجة إلى ألمانيا والنمسا. وقال المتحدث باسم الحكومة الهنغارية إن «إغلاق محطة قطار بودابست يأتي في سياق التزامنا بقوانين الاتحاد الأوروبي»، يذكر أن هنغاريا استقبلت خلال شهر آب نحو 50 ألف لاجئ.
وفي السياق، قالت مصادر يونانية إن آلاف اللاجئين نقلون من الجزر اليونانية إلى البر اليوناني بعد أن وصلوا إليها عبر قوارب الموت من تركيا، في حين عرقل آخرون حركة القطارات عبر نفق المانش.
وكشف مسؤول في حرس السواحل اليوناني أن السفينة «تيرا جيت» رست في ميناء «بيريوس» قادمة من جزيرة «ليسوس» وعلى متنها 1749 مهاجراً، وأن سفينة أخرى على متنها 2459 مهاجراً من المتوقع أن تصل من جزيرة شرق اليونان في الساعات الأولى من اليوم الخميس.
وكانت السلطات اليونانية قد استأنفت السبت الماضي نقل اللاجئين بعد توقف لأيام قليلة حيث تقوم بنقلهم بواسطة السفن إلى البر الرئيسي اليوناني من جزر كوس وليسبوس وساموس وسيمي واجاثونيسي التي كانوا قد وصلوا إليها في وقت سابق عبر قوارب مطاطية من تركيا.
على صعيد متصل، تعرقلت حركة قطارات «يوروستار» الفائقة السرعة التي تمر عبر نفق «يوروتانل» الرابط بين فرنسا وبريطانيا تحت بحر المانش، والتي كانت تقل مئات الركاب بعد تقارير أفادت بأن مهاجرين يسدون السكك الحديدية المؤدية إلى النفق ويحاولون القفز إلى أسطح القطارات.
وقالت وسائل إعلام محلية إن مهاجرين حاولوا التسلل إلى المملكة المتحدة عبر نفق يوروتانل بالقفز إلى أسطح القطارات، في حين قالت شركة «يوروستار» في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن 5 قطارات اضطر ركابها إلى الجلوس فيها لساعات، 3 منها واصلت فيما بعد رحلتها إلى لندن بينما عاد القطاران الآخران إلى محطة المغادرة الأصلية في لندن وباريس.
وتوقف أحد القطارات المتجهة إلى لندن على بعد 1.6 كيلومتر من النفق وطلب من الركاب التزام الهدوء لسماع أي أصوات لأشخاص يقفزون إلى سطح القطار، تبع ذلك تحليق طائرة مروحية مجهزة بأضواء كاشفة فوق القطار وتمشيط الحراس المكان للبحث عن مهاجرين من دون أن يرصدوا أحداً.
وظل الركاب في القطار حوالى 4 ساعات قبل أن تقوم الشركة المشغلة بسحب القطار وإعادته إلى مدينة كاليه حيث نزل الركاب في المحطة.
وحاول بعض المهاجرين غير الشرعيين عبور بحر المانش في عبارة، إلا أن الشرطة الفرنسية أوقفتهم مشيرة إلى أن قوانين الجمارك والهجرة تقضي بأن يعود الركاب إلى باريس.
ومنذ بداية العام الحالي حاول آلاف اللاجئين عبور النفق بشكل غير شرعي ما يشكل خطراً على حياتهم.
إلى ذلك، كشفت السلطات في مقاطعة بولسانو في بيان أن إيطاليا مستعدة لتعزيز إجراءات مراقبة حدودها في نفق برينر الذي يربط إيطاليا بالنمسا، بطلب من ألمانيا التي تواجه تدفقاً غير مسبوق للاجئين.
وقالت المقاطعة في بيان: «تحركت الحكومة الإيطالية سريعاً في مواجهة تدفق اللاجئين بصورة كثيفة بطلب من برلين، من خلال تأكيد استعدادها لتشديد المراقبة عند حدود برينر، استجابة لاتفاقات شنغن.
وكانت إجراءات المراقبة هذه قد تم وضعها لبضعة أسابيع خلال قمة مجموعة السبع في بداية شهر حزيران الماضي في ولاية بافاريا جنوب ألمانيا.
وفي ظل مواجهتها لموجة غير مسبوقة من اللاجئين خلال الساعات الأخيرة، طالبت ألمانيا بدعم لوجستي من جيرانها، وفقاً لما أعلنته مقاطعة بولسانو الواقعة في منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتي ويتحدث ثلث سكانها اللغة الألمانية.
وأوضحت المقاطعة في بيان، أنها تلقت الضوء الأخضر من الحكومة الإيطالية، لاستضافة موقتة لـ 300 أو 400 لاجئ حسب البيان، وسيوزع اللاجئون على قاعات الرياضة وعدد من المنشآت الأخرى بمساندة من المجتمع والمنظمات الدوليين.
وفي السياق، أفادت وكالة «تاس» الروسية أمس بأن 10 أشخاص أصيبوا من بينهم 8 أطفال في هجوم بالغاز المسيل للدموع رشه موظف يعمل في شرطة بناء بمأوى للاجئين في بلدة براندنبورغ في ألمانيا.
وقال متحدث باسم الشرطة الألمانية إن الإصابات كانت بتهيج العينين والجهاز التنفسي وإن المصابين نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، مضيفاً أن الرجل الذي أقدم على هذا الفعل قد اعتقل، ولم تعرف الأسباب التي دفعته للإقدام على ذلك.
يذكر أن 318 لاجئاً كانوا موجودين وقت الهجوم 40 منهم أصيبوا بأضرار خفيفة وتلقوا العلاج في المكان نفسه.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن المنظمة الأممية ستضغط على أوروبا لتتحمل مسؤوليتها تجاه اللاجئين، وأضاف بأنه يعتقد أن أوروبا لها إمكانات تؤهلها للتعامل مع اللاجئين، مؤكداً ضرورة وجود إدارة أفضل لتدفق المهاجرين، داعياً الاتحاد الأوروبي لتحمل مسؤولياته في معاملة المهاجرين بكرامة وهو ما تفتقده أوروبا هذه الأيام.
وأضاف دوجاريك أنه يجب احترام القوانين الأممية خاصة في إيطاليا واليونان اللتين تتحملان مسؤولية كبيرة في هذا الشأن من أجل إنقاذ الأرواح مع المحافظة على كرامة الأشخاص وحياتهم.
وبخصوص ما يحدث من مخالفات للقوانين الدولية في التعامل مع أزمة اللاجئين وضرورة تفعيل القوانين لحماية اللاجئين، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة تقوم بأعمال جادة على الأرض، مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيتحدث أثناء قمة الجمعية العمومية في شهر أيلول مع الرؤساء والوزراء حول موضوع الهجرة.
وذكر المتحدث أن إيقاف الصراع في سورية والعراق واليمن وغيرها من البلدان من الشروط الرئيسية لوقف تدفق المهاجرين، مؤكداً أن المبعوثين الأميين يسعون إلى جلب الاستقرار إلى مناطق الحروب، مبيناً أن الأزمة السورية في حاجة إلى دعم مجلس الأمن والمجتمع الدولي لإيقاف الخروق في سورية ما من شأنه أن يخفض عدد اللاجئين منها.