اتصال بايدن مع السلطان قابوس: المعنى والدلالات
حميدي العبدالله
أجرى نائب الرئيس الأميركي جون بايدن اتصالاً مع سلطان عُمان قابوس بن سعيد، أكد فيه على دعم الجهود العُمانية لإيجاد حلّ سياسي للحرب الدائرة في اليمن، وأكد خلال هذا الاتصال على أن لا حلّ في اليمن إلا الحلّ السياسي.
بديهي أنّ هذا الاتصال الذي تمّ الكشف عنه، وأذيع في وسائل الإعلام يحمل دلالات ومعاني كثيرة، وينطوي على رسائل واضحة إلى أكثر من جهة في الحرب الدائرة الآن في اليمن.
من دلالات هذا الاتصال، وتوقيت الإعلان عنه قناعة الإدارة الأميركية بأنّ الحرب على اليمن دخلت منعطفاً خطيراً قد يحمل معه مضاعفات تجعلها تخرج عن السيطرة، والمقصود بالمضاعفات الهجوم الذي يشنه الجيش اليمني واللجان الشعبية داخل الأراضي السعودية، وفشل الجيش السعودي حتى الآن باستعادة ما خسره من مواقع، وثمة خشية أميركية من تطور هذه المواجهة، سواء عبر توسع الهجوم البري داخل الأراضي السعودية، أو تنفيذ تهديدات الجيش اليمني باستهداف قواعد ومنشآت حيوية داخل المملكة العربية السعودية، مثل المطارات والموانئ ومحطات توليد الكهرباء، كما المقصود بالقلق من المضاعفات استغلال تنظيم القاعدة لاستمرار الحرب في اليمن للسيطرة والتوسع، ولا سيما في المناطق الجنوبية، في ضوء التقارير التي تتحدّث عن سيطرة تنظيم القاعدة على عدن أو على الأقلّ مناطق واسعة من المدينة الجنوبية. كما من معاني هذا الاتصال دعم الحكومة العُمانية في مساعيها لإيجاد حلّ سياسي للأزمة الدائرة في اليمن، والبحث عن حلّ سياسي يوقف هذه الحرب، فحكومة عُمان وحدها التي تستضيف جميع الأطراف اليمنية، وتجري اتصالات مع هذه الأطراف، في حين أنّ الولايات المتحدة، أو أيّ حكومات أخرى غير قادرة على القيام بذلك.
ومن الرسائل التي انطوى عليها هذا الاتصال رسائل موجهة إلى حكومة المملكة السعودية، مفادها أنّ الجهد الذي تقوم به سلطنة عُمان للبحث مع اليمنيين، بما في ذلك حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي، عن حلّ لأزمة اليمن، يحظى بموافقة ودعم الولايات المتحدة، وبالتالي غير مسموح الضغط على الحكومة العُمانية، أو تجاهل مبادراتها وجهودها على هذا الصعيد.
وقد يكون من بين الدلالات والمعاني، قناعة لدى حكومة المملكة العربية السعودية، بضرورة تفعيل البحث عن حلول سياسية لأنّ خيار الحرب وصل إلى طريق مسدود ولم يعد الرهان عليه، ولهذا جاء اتصال بايدن بقابوس قبل أيام قليلة من اللقاء الذي سيجمع الرئيس الأميركي بالملك سلمان بن عبد العزيز في البيت البيض، حيث ستكون الحرب اليمنية المسألة الرئيسية على جدول الأعمال.