ليبيا: حوار جنيف ينعش آمال التسوية
شارك المؤتمر الوطني العام في طرابلس في الحوار الذي عقد جلساته يومي 3 و 4 أيلول في جنيف برعاية الأمم المتحدة، بعدما سعى المبعوث الدولي إلى ليبيا ليوناردينو ليون إلى جمع الأطراف الليبية وبخاصة مجلس النواب المعترف به دولياً والمنعقد في طبرق، والمؤتمر الوطني العام الذي يمثل السلطة التشريعية لحكومة طرابلس بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي الانقسامات في هذا البلد.
ويتطلع الليبيون، ومعهم الدول المجاورة والاتحاد الأوروبي، إلى اتفاق يوحد سلطتي البلاد المتمثلتين في حكومة طرابلس وحكومة طبرق، لمواجهة خطر التطرف المتصاعد المتمثل في تحول ليبيا إلى موطئ قدم لجماعات متشددة بينها «داعش» وبخاصة في مدينتي سرت ودرنة.
ويأمل الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، في أن يؤدي التوصل إلى اتفاق إلى تشديد الرقابة على الحدود البرية والبحرية لليبيا من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث تحولت سواحل ليبيا إلى منطلق يومي لمئات المهاجرين نحو السواحل الأوروبية التي لا تبعد سوى بضعة مئات من الكيلومترات.
وعلى رغم موافقة المؤتمر الوطني العام على العودة إلى جلسات الحوار، إلا أن التوصل إلى الاتفاق لا تزال أمامه عقبات، أولها تعديل مسودة وقعت من طرف واحد حتى تنال موافقة ممثلي طرفي النزاع، ومجلس النواب في الشرق والمؤتمر الوطني العام في طرابلس، ثم التصويت عليها وإقرارها من قبل الجانبين.
وتأمل بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا أن يؤدي الحوار بين طرفي النزاع إلى التوقيع على اتفاق سلام بحلول 20 أيلول الجاري، والبدء في تطبيقه خلال فترة شهر أي بحلول 20 تشرين الأول.
ويهدف الاتفاق إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود مرحلة انتقالية تمتد لعامين وتنتهي بانتخابات تشريعية.
وكان مجلس النواب في مدينة طبرق اعتمد رسمياً أسماء المرشحين لحكومة الوفاق الوطني التي من المنتظر أن يتم تشكيلها خلال جولة الحوار الوطني بجنيف بين الفرقاء الليبيين.
وصرح عضو مجلس النواب عيسى العريبي أول من أمس بأنه جرى اعتماد 12 شخصية لرئاسة حكومة الوفاق الوطني هم أبو بكر بعيرة رئيس وفد المجلس في الحوار الوطني وسفير ليبيا لدى الإمارات عارف النايض، ومندوب ليبيا السابق
لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم، وجاد الله عزوز الطلحي الذي تولى مناصب عدة في عهد القذافي بما فيها أمين اللجنة الشعبية العامة المعادل لرئاسة الوزراء، وعثمان البصير، وضو بوضاوية، وعبدالسلام عبدالجليل، ومصطفى الهوني، ونبيل الغدامسي، ومحمد عبيد.
وكانت أطراف مشاركة في الحوار الليبي وقعت في تموز الماضي بمدينة الصخيرات المغربية بالأحرف الأولى على مشروع اتفاق سياسي مبدئي لحل الأزمة في ليبيا.
وتمت هذه الخطوة بعد جولات حوار استمرت نحو تسعة أشهر وغاب عن التوقيع وفد المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، فيما وقع الاتفاق مبدئياً وفد برلمان طبرق المعترف به دولياً وممثلو عدد من المجالس البلدية والأحزاب السياسية.