نقاط على الحروف

نقاط على الحروف

اليمن يلاحق سلمان إلى واشنطن

– ما بين التوقيع على اتفاق الإطار الخاص بالملف النووي الإيراني في شهر آذار والتوقيع منتصف شهر تموز الماضي على الصيغة النهائية للاتفاق شنّت السعودية حربها على اليمن تحت شعار القضاء على النفوذ الإيراني وإمساك باب المندب، والسيطرة على البحر الأحمر والقضاء على من سمّتهم المتمرّدين على الشرعية، وعلى رغم مرور شهور طوال على هذه الحرب وما دار فيها من كرّ وفرّ لم يتحقق أيّ من الأهداف المعلنة للحرب، لكن السعودية بقيت تمانع التسليم بالفشل والقبول بمائدة التفاوض للوصول إلى تسوية تحفظ بعضاً من ماء الوجه، وتفتح الباب لحلّ سياسي يشرك كلّ المكونات اليمنية في إعادة تكوين السلطة.

– خاضت السعودية مساراً مشابهاً في سورية ولم تسلّم بالفشل وبقيت تعاند وتكابر على رغم سقوط كلّ الأوراق التي كانت تعتبرها مصادر قوة لتغيير الواقع السوري، فلا الرهان على مسمّيات المعارضة، ولا الاستثمار على توظيف مفردات القاعدة ومتفرّعاتها سمحا بظهور أيّ متغيّر يمكن التأسيس عليه لحدوث انقلاب في التوازنات التي بدا واضحاً قبل التفاهم حول الملف النووي الإيراني أنها راجحة وتزداد انقلاباً لمصلحة الدولة السورية وجيشها حيث يعرف المتابعون أنّ حرب القلمون كانت هي الحرب الفاصلة التي ستقرّر مستقبل توازنات الميدان العسكري اللاحقة في سورية.

– يذهب الملك السعودي إلى واشنطن بعدما ترك يخوض خياراته ورهاناته ويأتي وقد استهلك كلّ ما يظنه قادراً على تغيير الوضع لمصلحته ليقف أمام الرئيس الأميركي طالباً التطمينات لعدم تعرّض حكمه لتهديد، فتحين فرصة الابتزاز الأميركي لتعويض أكلاف حروب السنوات الخمس الماضية هي اللحظة التي تنتظرها واشنطن، فتغدق الوعود بالحماية وصولاً إلى اعتبار أمن الخليج من أمن واشنطن وتبيع كلاماً بسقوف عالية حول سورية واليمن مقابل صفقات بعشرات مليارات الدولارات يحتاجها الاقتصاد الأميركي، ويمنح الملك السعودي فرصة القول إنه حصل على ما هو أهمّ من أيّ نتائج عسكرية في اليمن أو في سورية.

– لن تقدم واشنطن للملك السعودي طلبات تتصل بالانخراط في الحلول السياسية، بل ستكتفي بعرض العجز عن التغيير وضغط الوقت والحاجة إلى مخارج والتشجيع على رعاية أدوار كبرى للحلول السياسية مقابل موسكو وإيران، فيتمّ تنشيط اتصالات مسقط بصدد اليمن واتصالات موسكو باتجاه سورية.

– قبل أن يعود الملك أدرك اليمنيون أهمية أن تصل رسائلهم ممهورة بالتوقيع الواضح حول ما ينتظره لدى عودته، فكانت الأفخاخ التي نصبت للدبابات تحصد عشرات ضباط وجنود الإمارات ومثلها تفعل الصواريخ ومثلهما تساقط صواريخ توتشكا داخل السعودية وإصابتها لقاعدة عسكرية جوية فتصيب العشرات بين قتيل وجريح.

– يعرف أوباما ويعرف الملك أنّ نهاية الانتخابات التركية ستغيّر المنطقة، وأنّ أول تشرين الثاني سيكون موعد عجز رجب أردوغان وحزبه عن جعل تركيا شريكاً مستمراً في حروب المنطقة، فيجب أن ينتهي كلّ شيء عندها لأنّ كلّ شيء سيتغيّر، والشعار اليوم «لحقوا حالكم بهالشهرين»، والمشكلة السعودية هي أنّ اليمنيين يعرفون ذلك أكثر وسيعرفون كيف يلحقون حالهم أبكر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى