سيطرة داعش على الموصل تنذر بتنامي المتطرفين في الشرق الأوسط… واغتيال السفير الأميركي في بنغازي إشارة تحذير مبكرة
حسن حردان
سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» على مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية شكلت حدثاً مفاجئاً وإنذاراً خطيراً كشف حجم ازدياد قوة هذا التنظيم الإرهابي المتطرف وتصاعد نفوذه، إذ نما وترعرع في أحضان الاحتلال الأميركي للعراق والدعم الذي أغدقه عليه حكام السعودية حتى تمدد داخل الأراضي السورية وتوسعت سيطرته في العراق، وعندما أقدمت واشنطن ثم الرياض على رفع الغطاء عن داعش كان ذلك بسبب خروجه على سيطرتهما والسيناريو الذي رسم له، وليس لأنه تنظيم إرهابي متطرف وخطر يهدد بوجوده وأفكاره التكفيرية نسيج المجتمعات العربية بالتفكك والتمزق والتفتيت.
ويتبين اليوم أن خطر هذا التنظيم قد تجاوز تهديده العراق وسورية ليطاول المنطقة كلها والدول والحكام الذين دعموه وموّلوه ومكّنوه من امتلاك كل عناصر القوة المادية والتسليحية والبشرية حتى أصبح يملك جيشاً يضم عشرات الآلاف من المقاتلين المعبئين إيديولوجياً دينياً وبتطرف أعمى.
أرادت الإدارة الأميركية إثارة الفوضى في المنطقة كي تعيد صوغها وتركيب دولها وفق سيناريو أعدته مسبقاً يستهدف إعادة إنتاج الهيمنة الأميركية وإسقاط الدول والقوى المقاومة للاحتلال والهيمنة، لكنها ـ أي الفوضى ـ سرعان ما أن انفجرت وتشظت وفقدت معها واشنطن قدرة السيطرة عليها، ولهذا فإن الوحش الإرهابي الذي ربته ودعمته وغذته خرج على السيطرة هو الآخر لأنه كبر وبات يملك مصادر التمويل والتسليح ولم يعد بالإمكان احتواؤه.
من هنا فإن حديث الرئيس الأميركي باراك أوباما في حملته الانتخابية عن أنه تمكن من القضاء على أسوأ تهديد إرهابي ـ أي أسامة بن لادن ـ مسؤول القاعدة، لم يكن سوى للدعاية لأن القاعدة أصبحت قوة كبرى وتمددت وبات لها أنياب في كثير من دول العالم وتسيطر على مناطق شاسعة في العراق وبعض مناطق في شرق وشمال سورية، وهي الآن عازمة على إقامة دولتها في العراق والشام في المناطق التي سيطرت عليها. ففي ليبيا شكل اغتيال السفير الأميركي على أيدي عناصر أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة إشارة تحذير مبكرة إلى الفوضى المتصاعدة وخروج الأمور على السيطرة وتحول ليبيا إلى بؤرة تصدر الإرهاب إلى كل المنطقة، وما حصل في بنغازي مهد لما جرى ويجري في العراق.
لقد بات الوضع في العراق يهدد بجر المنطقة إلى حرب واسعة فالمسلحون يتدفقون عبر امتداد الحدود السورية العراقية، وإن تصعيد الحرب من قبل داعش سوف يؤدي إلى زيادة المشكلات بالنسبة إلى السياسة الأميركية التي باتت تواجه انتقادات حادة في طريقة تعاملها مع الجماعات الإرهابية المسلحة إذ تدعم بعضها في سورية تحت زعم أنها معتدلة فيما هي لا تختلف في أفكارها وممارساتها عن تنظيم داعش.
من جهة أخرى، يستعد الكونغرس الأميركي لمساءلة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لخرقه قانون إقامة اتصالات مع حكومة الوحدة الفلسطينية لكونها تضم حركة حماس المصنفة وفق القانون بأنها إرهابية. ويشكل أيضاً مساساً بـ»إسرائيل» حليفة أميركا، ويبدو من الواضح أن الكونغرس قد تحرك بتحريض من اللوبي الصهيوني في أميركا الذي له نفوذ واسع على أعضاء الكونغرس.
في هذا الوقت طالبت واشنطن «إسرائيل» بعدم اتخاذ أي خطوات مفاجئة ضد إيران وإن الإدارة الأميركية اطلعت الحكومة «الإسرائيلية» مسبقاً على جولة المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية.
«واشنطن بوست»: سيطرة داعش على الموصل تنذر بصعود المتطرفين مجدداً في الشرق الأوسط
تحدث الكاتب الأميركي ديفيد إجناتيوس في مقاله أمس بصحيفة «واشنطن بوست» عن استيلاء تنظيم داعش على مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، وقال: «إن تلك الخطوة تحمل إنذاراً بأن المتطرفين الذين ينتهجون العنف يصعدون مجدداً في الشرق الأوسط، وقد أصبح الوقت مناسباً ليوضح أوباما مزيداً بشأن خططه لمحاربة هذه الفوضى من دون أن يرتكب أخطاء الماضي نفسها».
وأضاف إجناتيوس: «إن أوباما في حاجة إلى تنبيه أميركا بشأن التهديد الإرهابي الجديد، فقبل 19 شهراً، أعيد انتخابه رئيساً على أساس أن سياساته أدت إلى القضاء على العناصر الأكثر خطورة للقاعدة، إلا أن التنظيم قد تحول وهناك معارك دموية جديدة مقبلة».
وأشارت الصحيفة إلى أن موضوع حملة أوباما الانتخابية كان يقول: «إن أسوأ تهديد إرهابي قُضي عليه، وكان حاضراً بقوة في المناظرة الثالثة بينه وبين منافسه الجمهوري في انتخابات عام 2012 ميت رومني وكان سند أوباما أن القيادة الأساسية لتنظيم القاعدة قد تم دُمرت». وتابعت: «لكن ها هي القاعدة تعود، وهذا ليس ذنب أوباما، فهناك كثير من العوامل شديدة التعقيد التي أدت إلى ذلك، لكنها تفسر أسباب غضب الجمهوريين من حادث القنصلية الأميركية في بنغازي. فهم يقولون إن هذا الحادث كان إشارة تحذير مبكرة إلى الفوضى المتصاعدة والتطرف في الشرق الأوسط، وإن أوباما قلل من أهمية هذه المشكلة».
وقالت «واشنطن بوست»: «صحيح أن غضب الجمهوريين ليس في محله، ويتخيلون مؤامرات غير موجودة ويشوهون سمعة الموظفين الأميركيين. إلاّ أن جزءاً من انتقادهم للتعامل مع حادث بنغازي حقيقي، فالتطرف قد عاد، وكانت بنغازي تمهيداً له».
ويمضى إجناتيوس قائلاً: «إن أوباما خلال خطابه في ويست بويت الشهر الماضي قام ببداية جيدة في تحديد استراتيجية جديدة لمحاربة الإرهاب حيث قال إن التهديد الأساسي لم يعد يأتي من قلب القيادة المركزية للقاعدة، ولكن من الجماعات والمتطرفين التابعين لها، واقترح أوباما فكرة إنشاء صندوق شراكات مكافحة الإرهاب بقيمة تصل إلى خمسة مليارات دولار يسمح لأميركا بتدريب وبناء كفاءات وتسهيلات للدول الشريكة التي تحارب الإرهاب». ويرى الكاتب «أن تلك فكرة جيدة لكن التقدم فيها بطيء للغاية».
«نيويورك تايمز»: الوضع في العراق يهدد بجر المنطقة إلى حرب واسعة
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: «إن مسلحين يتدفقون عبر امتداد الحدود مع سورية استطاعوا السيطرة على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية، في أكثر عملية مذهلة النجاح في عمليات التمرد التي تتسع سريعاً وتهدد بجر المنطقة إلى الحرب». وأضافت أنه «وفقاً لمسؤولين عراقيين فإنه بعد إحكام السيطرة على محافظة نينوى، كان مسلحون يتجهون على الطريق الرئيسية إلى بغداد وسيطروا على أجزاء من محافظة صلاح الدين». وأشارت إلى أن آلاف المدنيين فروا باتجاه الجنوب الشرقي نحو بغداد ومنطقة الحكم الذاتي في كردستان، حيث يجري الحفاظ على الأمن فيه.
ولفتت الصحيفة إلى «انهيار الجيش العراقي في مواجهة هجوم المسلحين، إذ ألقى الجنود أسلحتهم واستبدلوا بزاتهم العسكرية بأخرى مدنية واختلطوا مع الجماهير الفارة». وتابعت: «قام المسلحون بإطلاق سراح آلاف المساجين واستولوا على القواعد العسكرية ومراكز الشرطة والبنوك ومقار المحافظة، قبل أن يرفعوا العلم الأسود لجماعة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام على أعلى المباني العامة».
وأشارت الصحيفة إلى مشهد تناثر جثث الجنود وضباط الشرطة في الشوارع وقالت: «إن سيطرة المسلحين على مناطق واسعة من البلاد يتماشى مع مسار طويل من انهيار العراق منذ انسحاب القوات الأميركية في نهاية 2011».
وأضافت «نيويورك تايمز»: «هذا التصعيد في التمرد داخل العراق من المرجح أن يضيف مشكلات على صعيد السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي واجهت انتقادات حادة لمبادلتها خمسة عناصر طالبانية بالرقيب بوي بيرجدال، ويحتاج الآن للإجابة على أسئلة حول وفاة خمسة أميركيين بنيران صديقة في أفغانستان، مساء الاثنين». وقالت: «إن المنتقدين حذروا منذ فترة طويلة من أن انسحاب القوات الأميركية من العراق، من دون ترك قوة رمزية، من شأنه أن يحيى التمرد مرة أخرى».
وتطرقت الصحيفة من جانب آخر إلى «الدور الواضح لجماعة داعش، في الهجمات داخل العراق. هذا الأسبوع ما دفع البعض ومن بينهم السفير السابق لدى سورية روبرت فورد بالمطالبة بتسليح جماعات أكثر اعتدالاً في الصراع السوري، وتظهر الفوضى في مدينة الموصل كيف أن العنف في العراق يرتبط على نحو متزايد بالحرب الأهلية في سورية، إذ يعمل المتطرفون الآن على كلا الجانبين من الحدود التي يسهل اختراقها، وأكد مسؤولون محليون أن العديد من المقاتلين جهاديون جاؤوا عبر الحدود التي ينعدم فيها القانون بين العراق وسورية».
«إندبندنت»: النصر الذي حققه داعش سيغير السياسة في منطقة الشرق الأوسط
نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية مقالاً لباتريك كوبيرن بعنوان «فوضى في العراق». تساءل فيه: «إن كان الغرب سيتدخل مرة أخرى في العراق بعد أن سيطر الإسلاميون على مدينة الموصل، التي تعد ثاني أكبر مدينة في البلاد»، وقال كوبيرن: «إن سقوط الموصل بأيدي المتشددين الإسلاميين يعدّ ضربة موجعة للحكومة العراقية التي فرت قواتها من مواجهة هذه الميليشيا تاركة وراءها أسلحتها وبزاتها العسكرية».
ورأى الكاتب: «إن النصر الذي حققه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش سيغير السياسة في منطقة الشرق الأوسط، لأن القوى الغربية ستكتشف أن الجماعات الشبيهة بالقاعدة استحوذت على أجزاء واسعة من شمال العراق وشمال سورية، وقد أكدت الولايات المتحدة أنها تدعم أي تحرك قوي ومنسق لإعادة الأمور إلى نصابها في العراق».
«تايمز»: داعش تسعى لتوسيع سيطرتها لإنشاء إماراتها الإسلامية
وفي السياق عينه نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تحليلاً لكاثرين فيليب تناولت فيه سقوط مدينة الموصل بأيدي داعش. قالت فيه: «إن داعش التي حاربت المعارضة السورية تسعى إلى تمديد سيطرتها لتصل إلى الحدود العراقية، لتنشئ إمارتها الإسلامية التي تسعى إلى فرضها في منطقة الشرق الأوسط.» وأضافت: «يعد داعش من أغنى التنظيمات التي تشارك في الصراع الدائر في سورية، إذ يدفع أموالاً طائلة لعناصره ويمدهم بأفضل أنواع الأسلحة وأكثرها تطوراً»، بحسب كاتبة المقال. وعن مصدر تمويل تنظيم الدولة الاسلامية في بلاد الشام والعراق، قالت فيليب: «إنه مزيج من عوائد الخطف والتهريب والهبات من مؤيدي هذا التنظيم».
«يديعوت أحرونوت»: الكونغرس الأميركي يدعو إلى مساءلة كيري لدعمه حكومة التوافق
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت الإسرائيلية» «أن الكونغرس الأميركي سيستدعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري لمساءلته حول إعلان الخارجية الأميركية إجراء اتصالات مع حكومة الوحدة الفلسطينية، والتي أصبحت حماس جزءاً منها».
ونقلت تقريراً للقناة السابعة «الإسرائيلية» جاء فيه قول أعضاء في الكونغرس الأميركي: «إن إقامة الخارجية الأميركية علاقات مع حكومة الوحدة الفلسطينية التي من ضمنها حركة حماس تعتبر مخالفة للقانون الأميركي الذي يحظر التعاون مع كيان يؤيد الإرهاب، وتضمّن الحكومة الفلسطينية حماس يُعتبر مساساً بحليفة أميركا «إسرائيل». على حد زعمه.
وقالت الصحيفة: «إن نائب وزير الدفاع «الإسرائيلي» داني دانون صرح بأن «عدداً من المسؤولين الأميركيين ينوون وقف نية الإدارة الأميركية مواصلة العلاقات مع السلطة الفلسطينية، وفقاً للقانون الأميركي الذي يحظر التعامل مع حماس التي صنفت حركة إرهابية» على حد قوله.
«هآرتس»: واشنطن تدعو «إسرائيل» إلى عدم اتخاذ أي خطوة مفاجئة ضد إيران
ذكرت صحيفة «هآرتس الإسرائيلية» «أن الولايات المتحدة توصلت إلى تفاهمات مع «إسرائيل» بشأن عدم إقدامها على أي خطوة مفاجئة إزاء الملف الإيراني». وأضافت: «أن الإدارة الأميركية أطلعت «إسرائيل» مسبقاً على جولة المفاوضات الأميركية – الإيرانية التي انتهت أمس أول من أمس ».
ونقلت عن مسؤول «إسرائيلى» قوله: «إن «إسرائيل» راضية عن الموقف الصارم الذي تتمسك به القوى العظمى في المفاوضات، خصوصاً مطالبتها إيران بتقديم تنازلات واضحة في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم».
«هآرتس»: تهم الفساد تلاحق مسؤولين «إسرائيليين» كباراً
كشفت صحيفة «هآرتس الإسرائيلية» أمس أنه «من المتوقع أن يخضع مسؤولون «إسرائيليون» كبار للتحقيق من جانب الشرطة «الإسرائيلية»، وسيجرى التحقيق في مقر «الوحدة 443»، وهي وحدة التحقيقات لمحاربة الفساد والجريمة المنظمة مع عضو الكنيست بنيامين بن إليعازر من حزب العمل، ومع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غابي أشكنازي». وقالت: «يجرى التحقيق مع بن إليعازر في إطار شبهات ضده بالفساد والحصول على أموال من رجل أعمال لشراء بيت فخم في مدينة يافا، فيما عثرت الشرطة على مئات الآلاف من الشواكل في خزينته في فرع بنك «ديسكونت» في القدس، وكان بن إليعازر قد اضطر إلى سحب ترشيحه لمنصب الرئيس «الإسرائيلي» إثر التحقيق معه».
وتابعت الصحيفة: «فيما يخضع للتحقيق في وحدة الشرطة نفسها رئيس أركان الجيش السابق أشكنازي في إطار قضية «هارباز». ويشتبه في قيام أشكنازي بالاحتيال وخيانة الأمانة، بعد أن اطلع خلال توليه منصب رئيس أركان الجيش على وثيقة مزورة بهدف منع تعيين الجنرال «يواف جالانت» خلفاً له بالمنصب وجمع معلومات مسيئة عنه، وعدم منع نشرها في وسائل الإعلام».