روسيا: جسرنا الجوي الى دمشق سيتواصل إلى 24 من الشهر الجاري

كشفت دمشق أمس عن قيام وفد أمني سوري رفيع المستوى بزيارة الى مصر، بحث خلالها مع المسؤولين المصريين إمكانية التعاون في مجال مكافحة الارهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية وتسليم المطلوبين.

التقى الوفد الذي ضم دبلوماسي من وزارة الخارجية السورية وضابطاً من أحد الأجهزة الأمنية السورية، في مبنى وزارة الخارجية المصرية أحد مستشاري وزير الخارجية المصري ومسؤولين أمنيين مصريين.

الى ذلك، أكدت موسكو أمس أن الجسر الجوي لنقل الشحنات الى سورية يستمر من الاول وحتى 24 من الشهر الجاري، مؤكدة تغيير مسار طائراتها من اجواء بلغاريا الى اجواء ايران.

هذا وكانت بلغاريا قد استجابت لطلب واشنطن بإغلاق أجوائها بوجه الطائرات الروسية التي تنقل مساعدات انسانية الى سورية، أعلنت وزارة الخارجية البلغارية أن صوفيا رفضت فتح مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.

وأوضحت الوزارة أن الحكومة البلغارية رفضت طلباً قدمه الجانب الروسي خلال عطلة الأسبوع الفائت، بشأن فتح ممر جوي لطائرات نقل عسكري روسية، وذلك بسبب «شكوك قوية في تطابق طبيعة الشحنات على متن الطائرات مع ما أعلنته موسكو بهذا الشأن».

ونقل عن الناطقة باسم وزارة الخارجية البلغارية بيتينا جوتيفا أمس أن الوزارة اتخذت هذا القرار بصورة مستقلة في إشارة إلى تقارير إعلامية تحدثت عن ضغوطات أميركية على بلغاريا في هذا الشأن .

من جانب آخر، قال متحدث باسم وزارة الخارجية اليونانية إن موسكو أبلغت أثينا أنها لم تعد بحاجة إلى ممر جوي عبر المجال الجوي اليوناني، بل ستستخدم مساراً آخر يمر شرق الأراضي اليونانية.

وكانت أثينا قد أكدت رسمياً الاثنين تلقي طلب أميركي بإغلاق المجال الجوي للبلاد أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سورية، مضيفة أن هذا الطلب قيد الدراسة.

يذكر أن مصدراً دبلوماسياً يونانياً كان قد كشف أن أثينا رفضت إغلاق مجالها الجوي بوجه الطائرات الروسية التي تحمل مساعدات إنسانية إلى سورية، بناء على طلب سفارة واشنطن بأثينا.

جاء ذلك في وقت دعا وزير الخارجية النمسوي سيباستيان كورتس الغرب إلى إشراك روسيا وسورية وايران في الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.

ونقل عن كورتس قوله من طهران «بحسب رأيي، الأهم هو الحرب على الإرهاب. وهذا لا يمكن القيام به من دون دول، مثل روسيا وإيران. نحتاج إلى موقف واقعي بهذا الشأن، بما في ذلك ضم الأسد إلى الحرب ضد الإرهاب الذي أطلق تنظيم الدولة الإسلامية عنانه».

من جانبه، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني استعداد طهران للحوار مع أي دولة بهدف تحقيق الاستقرار في سورية، وذلك في معرض ردّه على سؤال حول امكانية الحوار مع الرياض أو واشنطن.

واعتبر روحاني وخلال استقباله نظيره النمسوي هاينز فيشر في طهران، أن مشكلة العالم في سورية هي تحديد الأولويات، وإذ رفض اي تدخل خارجي في مستقبل سورية دعا الى وقف إراقة الدماء وتوفير الأمن حتى يتمكن اللاجئون من العودة الى بلادهم.

واعتبر الرئيس الايراني ان سورية الأكثر أمناً تخدم مصلحة المنطقة والعالم واضاف انه على جميع دول المنطقة والدول المؤثرة ومنها اعضاء الاتحاد الاوروبي العمل في هذا المجال وان ايران ستحضر اي طاولة تكون نتيجتها الأمن والاستقرار والاستقلال وضمان حقوق الشعب السوري.

وأكد بأن المهم لطهران هو ارواح ابناء الشعب السوري وعودة المشردين وقال: «ان هذا الامر يخدم مصلحة المنطقة والعالم وان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر من واجبها الدولي والاقليمي والانساني والاسلامي الكبير اتخاذ اي خطوة لازمة للحيلولة دون مصرع وتشريد الشعب الاعزل ومكافحة الارهاب وطرد الارهابيين».

الى ذلك، بدأ سلاح الجو الفرنسي القيام بتحليقات استطلاعية فوق الأراضي السورية، فيما أكدت لندن استعدادها لشن مزيد من الغارات على مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية.

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكد أنه أعطى الضوء الأخضر لوزير دفاعه جان إيف لودريان، للبدء في عمليات استطلاع جوي فوق سورية لضرب «داعش»، مؤكداً أن بلاده لن تتدخل برياً في سورية.

وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن لندن لن تتردد في توجيه مزيد من الغارات على أراضي سورية تستهدف متشددين يخططون لشن هجمات في الأراضي البريطانية.

وأضاف «لن نتردد في فعلها مرة أخرى. إذا علمنا أن من المرجح شن هجوم مسلح، وإذا علمنا من المتورط في ذلك فينبغي أن نقوم بشيء ما».

وجاء هذا التصريح بعد أن أكد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للبرلمان أنه وافق على توجيه غارة جوية نفذتها طائرة من دون طيار بريطانية في سورية، إذ استهدفت جهادياً بريطانياً وعنصرين آخرين من تنظيم «داعش».

وأسفرت الغارة عن مقتل رياض خان من مدينة كارديف واثنين آخرين من التنظيم بينهما بريطاني آخر يدعى روح الأمين.

من جهته، أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أن أي حرب حقيقية على الإرهاب يجب أن تتم بالتنسيق مع الدولة الطرف في ذلك أي مع سورية والجانب العراقي.

وبين المقداد أن «الحرب على الإرهاب داخل سورية والتي تقوم بدعمها بعض الأطراف الخارجية دون تنسيق مع الحكومة السورية عبارة عن وهم وتغطية لفشل حقيقي وتضليل للشعوب سواء كان ذلك في بريطانيا أو فرنسا».

وشدد على أهمية احترام سيادة واستقلال البلد المعني وقال إن «فرنسا وبريطانيا عضوان دائمان في مجلس الأمن وأول من هو معني باحترام ميثاق الأمم المتحدة هي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي».

وأضاف المقداد إن المسألة المهمة هي أن مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تتم من قبل أطراف تقوم بحماية الإرهاب أو الاشتراك في الحرب على الإرهاب مع أطراف تقوم بدعم الإرهابيين متسائلاً: «كيف يمكن أن تقنعنا فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا بأنها تحارب الإرهاب مع دول مثل قطر والسعودية الطرفين اللذين يعلنان دائماً أنهما يدعمان الإرهابيين والمسلحين في سورية».

وتابع «إن سورية قيمت كل الخطوات السابقة التي تمت في هذا المجال بأنها خطوات نفاق وسياسات فاشلة وأكدنا على عناصر عدة في هذا المجال أن أي حرب حقيقية على الإرهاب يجب أن تتم بالتنسيق مع الدولة الطرف في ذلك يعني حكومة الجمهورية العربية السورية ومع الجانب العراقي».

هذا وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أن بلاده لن تشارك في الغارات الجوية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ضد مواقع «داعش» في سورية.

وقال رينزي الذي تطرق للسياسة الخارجية خلال برنامج تلفزيوني، «إن إيطاليا لن تشارك في الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش» في سورية، بعكس قرار كل من فرنسا وبريطانيا».

ولفت رينزي إلى أن المجتمع الدولي في حاجة إلى مشاريع طويلة الأجل في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، وأضاف: «بعض المبادرات أو الأفعال قد لا تفضي الى نتائج سليمة، على سبيل المثال، هل كانت الإطاحة بمعمر القذافي فكرة جيدة؟، لست واثقاً من ذلك، بالطبع كان ديكتاتوراً خطيراً للغاية، ولكن يجب توخي الحكمة والحذر قبل اتخاذ أي قرار في السياسة الخارجية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى