العراق نحو حرب قد تدوم سنوات ولا بد من إعلان حالة الطوارئ ولو كان على حساب النظام الديمقراطي المؤشرات والأحاديث الأميركية تمهد لاتصال رسمي بين أميركا وسورية لمكافحة الإرهاب
اهتمت البرامج السياسية على القنوات الفضائية أمس بمتابعة آخر التطورات في شأن قضية سلسلة الرتب والرواتب، وركزت أيضاً على تراجع الأوضاع في العراق وضرورة فرض حالة الطوارئ في البلاد في ظل مواجهة إرهاب كان وما زال يدعمه الكيان الصهيوني، في حين يبرز القلق «الإسرائيلي» من تعاظم قوة حزب الله التي ظهرت خلال حرب 2006 من جهة، ومن تعاظم الدور الإيراني في المنطقة من جهة أخرى، خصوصاً مع بوادر المفاوضات مع الجانب الأميركي.
تدل الأحداث التي تحصل في العراق المتمثلة بالتنظيمات المسلّحة الموجودة الآن في الموصل التي تتقدم باتجاه المدن العراقية الأخرى، إلى أن ما يجري هو بداية لحرب طويلة قد تستمر لسنوات، وأنه لا بد أن يكون هناك تحرك سريع من قبل الدولة العراقية في اتخاذ إجراء حالة الطوارئ في بلد حالته الأمنية مثل حالة العراق، لا بد أن يُتخذ حتى ولو كان على حساب النظام الديمقراطي وعلى حساب القانون العراقي، فلا يمكن الوقوف ومشاهدة ما يحدث في العراق، خصوصاً أن هناك مدناً أخرى من الممكن أن تسقط قريباً، فمحيط مدينة كركوك الغنية بالنفط على وشك السقوط والرمادي شبه ساقطة وتكريت وديالي كذلك.
في سياق آخر، يشكل قلق «إسرائيل» من تعاظم قوة حزب الله موضوعاً هاماً، فمنذ أن وضعت حرب تموز أوزارها في 2006، وهناك حديث «إسرائيلي» متواتر عن تعاظم قوة حزب الله، خصوصاً في ما يتعلق بقوته الصاروخية، الأمر الذي يمكن أن يمس ما تسميه «إسرائيل» التفوق الجوي والبحري. ومن الملاحظ في كلام رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية وكذلك في كلام رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال أن هناك تشديداً على أن تعاظم هذه القوه يفقد «إسرائيل» عنصر التفوق الذي كانت تحتفظ به في ما يتعلق بسلاحين مهمين من أسلحتها، وهما سلاحا الجو والبحر.
إلى ذلك، أثبتت الانتخابات الرئاسية السورية أنها رسالة لكل الدول التي تآمرت على سورية، وراهنت على أن هذه الدولة بعد تعرضها لحرب شرسة قادتها 183 دولة ولا تزال قائمة منذ ثلاث سنوات ونصف، ولن تستطيع أن تقيم هذه الانتخابات، لأن الدولة بحسب ما يروجون انهارت، حيث لا توجد فيها مؤسسات ولا إدارة ولا قرار مركزي، وإذ يقول السوريون للعالم، لن يكون لسورية قبر تحت الشمس، وهذا يعني أن سورية حققت انتصاراً سياسياً كبيراً يتوازى مع الانتصار العسكري الذي يحققه الجيش السوري في الميدان، وكل المؤشرات والأحاديث الأميركية تمهد لاتصال رسمي بين أميركا وسورية لمكافحة الإرهاب، وهناك صحوة إرهابية في كل الدول العربية وحتى الآن توجد خلايا نائمة في لبنان.