مرعي لـ«الرسالة»: العفو الذي أصدره الرئيس الأسد بعد الانتخابات هو أول خطوات تعزيز برنامج المصالحة الوطنية
أكد الباحث في الشؤون الدولية ورئيس فرع لبنان للاتحاد الوطني لطلبة سورية أحمد عبد السلام مرعي أن «أهمية الانتخابات السورية ليست في نتيجتها، لأن نتيجة هذه الانتخابات كانت واضحة منذ اللحظة التي أعلن الرئيس بشار الأسد ترشّحه لمنصب رئيس الجمهورية، ومع احترامنا الكبير للمرشحين ماهر الحجار وحسان النوري لكن لا يمكن اليوم منافسة الأسد الذي يقود معركة سورية الدفاعية منذ ثلاث سنوات ونصف، وبات خشبة الخلاص للسوريين جميعاً، ولكن أهمية هذه الانتخابات هي في إجرائها في ظروف آمنة وفي موعدها، وهذا يعني أن كل تهديدات الجماعات المسلحة ودول عربية وغربية بمنع إجرائها واستهداف مراكز الاقتراع لم يكن لها أي قيمة».
وقال مرعي إن «هذه الانتخابات رسالة لكل الدول التي تآمرت على سورية، وراهنت على أن هذه الدولة بعد تعرضها لحرب شرسة قادتها 183 دولة ولا تزال قائمة منذ ثلاث سنوات ونصف، ولن تستطيع أن تقيم هذه الانتخابات، لأن الدولة بحسب ما يروجون انهارت، حيث لا توجد فيها مؤسسات ولا إدارة ولا قرار مركزي، واذ يقول السوريون للعالم، لن يكون لسورية قبر تحت الشمس، وهذا يعني أن سورية حققت انتصاراً سياسياً كبيراً يتوازى مع الانتصار العسكري الذي يحققه الجيش السوري في الميدان»، متسائلاً: «هل كنا نتوقع أن الردود من بعض الدول العربية والغربية ردود إيجابية ومباركة لهذه العملية الانتخابية؟»، متابعاً: «إذا كانت هذه الدول ذاتها هي التي تشن هذه الحرب عليها، فمن الطبيعي أن تكون ردودهم بهذا الشكل السلبي»، مضيفاً إن «الانتخابات الرئاسية السورية أجريت وفقاً للشروط والمعايير الديمقراطية الدولية، وفي مقدمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإذا صدر تشكيك من هنا أو هناك في صحة هذه الانتخابات، فإن هذا التشكيك يأتي في إطار الاتهام السياسي الذي لا قيمة له أمام نتيجة الانتخابات الرئاسية والتي بموجبها فاز الأسد بولاية دستورية أولى بحسب الدستور الجديد».
وفي موضوع مستقبل الحل السياسي في سورية قال مرعي إن «المصالحات الوطنية استراتيجية سورية ذكية تنطلق من إيمان السوريين بأن الحل السياسي لن يكون إلا سورياً، وبنجاح هذه المصالحات واستمرارها تجويف لكل الحلول المقبلة من الخارج، وفي مقدمها سلسلة جنيف، مضيفاً أن «لا يخفى على أحد أن المصالحات الوطنية تأخذ الحيز والاهتمام الكبيرين من قبل القيادة السورية، وسوف تبقى جزءاً أساسياً من برنامج الأسد في المرحلة المقبلة. وشملت أولى خطوات تعزيز برنامج المصالحة الوطنية بالعفو الذي أصدره الأسد».