شلحت لـ«الميادين»: قلق «إسرائيلي» من تعاظم قوة حزب الله بعد حرب 2006 ودخول إيران في المفاوضات مع إميركا
أوضح الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات «الإسرائيلية» أنطوان شلحت أن «هناك قلقاً «إسرائيلياً» من تعاظم قوة حزب الله منذ أن وضعت حرب تموز أوزارها في 2006، وهناك حديث «إسرائيلي» متواتر عن تعاظم قوة حزب الله، خصوصاً في ما يتعلق بقوته الصاروخية، الأمر الذي يمكن أن يمس ما تسميه «إسرائيل» التفوق الجوي والبحري. فيجب أن نلاحظ أن في كلام رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية وكذلك في كلام رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال أن هناك تشديداً على أن تعاظم هذه القوه يفقد «إسرائيل» عنصر التفوق الذي كانت تحتفظ به في ما يتعلق بسلاحين مهمين من أسلحتها، وهما سلاحا الجو والبحر».
وأضاف شلحت إن «الهدف من وراء ذلك هو التهويل وتجنيد العالم ضد حزب الله أو ضد حماس أو ضد أي من حركات المقاومة، لكن بين السطور يمكن أن نتلمس قلقاً «إسرائيلياً» داخلياً من تعاظم هذه القوة لأن هذه القوة تصيب أساساً الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» والتي ظهرت في الحروب والعمليات العسكرية الأخيرة بأنها الخاصرة الرخوة للكيان الصهيوني».
وأشار إلى أن «هذه أول مرة يجري الحديث داخل الكيان عن ضرورة تغير الاستراتيجية لجيش الاحتلال بشكل يقلب الاستراتيجية أو العقيدة الحالية رأساً على عقب، ففي السابق تم الحديث عن إضافة ما يسمى بـ«رجل رابعة لنظرية بن غوريون» القائمة على أساس الردع والإنذار المبكر والحسم، فهذه «الرجل الرابعة» هي الدفاع لأن سابقاً الحرب «الإسرائيلية» كانت تقوم على نظرية الحروب التقليدية أي الحرب بين الجيوش الكلاسيكية وكانت الاستراتيجية تقوم على أساس نقل الحرب إلى ما يسمى بأرض الخصم، لكن في الحروب الأخيرة تبين أن فصائل المقاومة، خصوصاً حزب الله في لبنان تمكن من أن ينقل الحرب إلى داخل الجبهة «الإسرائيلية» ولذلك كانت هناك حاجة لإضافة عنصر الدفاع».
وختم شلحت حديثه مؤكداً أن «حديث «إسرائيل» عن فتح أربع جبهات في نفس الوقت هو واقعي، لكن هناك قلقاً من الجبهة الشمالية وهذا القلق تصاعد في الفترة الماضية، وكان هناك قلق موازٍ من الجبهة الجنوبية بالارتباط مع قطاع غزة، ويبدو أن في الأيام القليلة الفائتة هناك انخفاض في منسوب هذا القلق بالاعتماد على أن هناك نظاماً جديداً في مصر يتولاه العسكر»، مشيراً إلى أن «هذا النظام قد يكون أكثر تعاوناً مع «إسرائيل» في مجال كبح كل القوة الصاروخية لقطاع غزة وتبقى إيران في مقدمة القلق «الإسرائيلي» بالارتباط مع تطور برنامجها النووي ودخولها في مفاوضات مع الولايات المتحدة يمكن من خلالها أن تحقق إنجازات تدفع هذا البرنامج قدماً إلى الأمام»، مضيفاً أن «هناك حاجة كل عدة سنوات لشحن ما يسمى ببطاريات الردع «الإسرائيلية» لأن النظرية الأمنية «الإسرائيلية» تعتمد على عدة عناصر ولكن أهم عنصر من هذه العناصر هو الردع، لذلك تأتي هذه التهديدات لكي تشحن الردع في مواجهة هذه الجبهات الجديدة القديمة».