مخاطر التدخل البري السعودي في اليمن

ناديا شحادة

قتلى وجرحى وتدمير للبنية التحية ووضع إنساني كارثي نتيجة الهجمات التي شنتها قوات التحالف تحت مسمى عاصفة الحزم بقيادة السعودية، لاستعادة الشريعة وإجبار الحوثيين على الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها، وبعد فشل المملكة وفشل عاصفتها في إخضاع الحوثيين بات سيناريو التدخل البري مطروحاً كحل ثانٍ وأصبح جزءاً من خطة التحالف التي بدأت بتنفيذه، إذ ذكرت مصادر يمنية أن وحدات من قوات التحالف العربي تحركت من معسكر 107 في صافر باتجاه مديريتي حريب وبيجان في عملية برية هي الأولى ضد الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي صالح.

فالعملية البرية في اليمن بدأت والتحالف الذي تقوده السعودية أرسل 10 آلاف جندي استعداداً لمعركة صنعاء في مؤشر على عزمه لهزيمة الجيش اليمني والحوثيين بعد مقتل 60 جندياً على الأقل من الإماراتيين والسعوديين في 4 أيلول من العام الحالي.

يؤكد خبراء عسكريون ومحللون استراتيجيون أن التدخل البري للتحالف في اليمن مغامرة كبيرة ومخاطرة كان يجب تجنبها، فالتحديات التي تواجه قوات التحالف كبيرة وخطيرة فهي تواجه الجيش اليمني والحوثيين الذين يملكون الخبرة لإغلاق المنافذ المؤدية للمدن الرئيسية، وهذا ما أكده الفريق أشرف رفعت قائد العملية البحرية لغلق مضيق باب المندب في حرب تشرين عام 1974، فهذا الأمر يشكل عقبة رئيسية أمام أي جيش نظامي يحاول استخدام المعدات الثقيلة أو المركبات المصفحة، بما يعني أن هذه الأسلحة لن تكون مجدية في إجبار الحوثيين على الاستسلام.

فالتدخل البري وزج الآلاف من الجنود السعوديين والإماراتيين والقطريين في هذا الحشد العسكري الواسع، يعني المزيد من التورط للمملكة التي قادها القلق بشأن النفوذ الإيراني إلى التدخل عسكرياً في اليمن، إلا أن الحملة الجوية الضعيفة لم تحقق سوى القليل وكان من نتائجها وقوع كارثة إنسانية في اليمن وأظهرت محدودية الجيش السعودي، وهذا ما أكدته صحيفة «فانيننشال تايمز» البريطانية.

فمخاطر العملية البرية مع محدوية الجيش السعودي بحسب ما أكدت صحيفة «فانيننشال تايمز»، هل تتحملها السعودية أم أنها تعول على مشاركة مصر التي كانت لها تجربة سابقة في اليمن عام 1962 لحماية ثورة اليمن حيث أرسلت ما يقارب 70 ألف جندياً واستمرت الحرب لسنوات وتكبدت مصر خسائر في أرواح أبنائها حيث قتل حوالى 26 ألف جندي مصري.

مع التجربة المصرية السابقة في اليمن ومع تحذيرات المحللين الاستراتجيين والسياسيين من مخاطر التدخل المصري السعودي في اليمن حيث قال المحلل السياسي الأميركي جريجوري جونسون إن التدخل البري في اليمن سيكون خطأ كارثياً على السعودية ومصر وغيرها من دول التحالف، لافتاً إلى أن جماعة الحوثيين مدربة إلى جانب كونها تقاتل على أرضها، مشبها التدخل البري بالتحديات التي واجهتها الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان، إضافة إلى تحذيرات صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الحكومة المصرية من التدخل البري باليمن، مؤكدة أنه سيعرضها لمواجهة شرسة مع الحوثيين وسيحول اليمن إلى فيتنام مصر، فمع هذا التحذيرات من خطورة التدخل البري يبقى السؤال هل تتخذ القيادة المصرية قرار التدخل البري وتتورط مع السعودية أم أن الفرصة حانت للانفلات المصري من التأثير السعودي في لحظة ضعف المملكة وتورطها في ملفات المنطقة والتي أصبحت عاجزة عن احتواء الأوضاع التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم؟!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى