تقرير إخباري «العدالة والتنمية» المستفيد الأكبر من الانتخابات البلدية المغربية
قال محللون إن ما أحرزه حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل من تقدم مهم في الانتخابات البلدية المغربية الأسبوع الماضي وسيطرته على أغلب المدن المغربية يهيئ المشهد السياسي لتفوقه على بقية الأحزاب في الانتخابات التشريعية العام المقبل.
ورأى المحللون أن حزب العدالة والتنمية الذي يقود الائتلاف الحكومي استفاد من تراجع دور اليسار وسوء تنظيم الأحزاب السياسية وعدم تجديد نخبها وكذلك عدم توظيف الحزب للمال في العملية الانتخابية مما أكسبه قدراً من الصدقية أتاحت له تحقيق إنجاز مهم في الانتخابات البلدية.
وكانت الانتخابات البلدية أسفرت عن فوز العدالة والتنمية بعدد 5021 مقعداً ليسجل أفضل نتائج حصل عليها بالمقارنة مع 1500 مقعد فاز بها في انتخابات عام 2009.
ويقود العدالة والتنمية الحكومة منذ 2011 بدعاية تقوم على مكافحة الفساد مستفيداً من قدر أكبر من الحرية بعدما أجبرت الاحتجاجات في العالم العربي الملك محمد السادس على التخلي عن بعض صلاحياته.
وفي عام 2003 حصل الحزب على 600 مقعد عندما تدخلت الدولة لتحديد نسبة مشاركته بعد التفجيرات الارهابية الانتحارية التي شهدتها الدار البيضاء في العام نفسه وأشارت فيها السلطات بأصابع الاتهام إلى متشددين اسلاميين.
ومن إنجازات حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة أيضاً أنه استطاع أن يزيح حزب الاستقلال من مدينة فاس إحدى قلاعه التاريخية بسيطرته على هذه المدينة، كما سيطر الحزب للمرة الأولى في تاريخه على أهم المدن المغربية ومن بينها العاصمة الرباط والدار البيضاء وطنجة وفاس ومراكش وأغادير.
وقد حقق الحزب كل ذلك رغم أنه احتل المركز الثالث وراء حزب الأصالة والمعاصرة الذي حصل على 6655 مقعداً وحزب الاستقلال الذي حصل على 5106 مقاعد ليعتبره بعض المحللين الفائز الأكبر من الانتخابات التي أجريت في الرابع من أيلول.
رغم هذا يرى بعض المحللين أن إنجازات الحزب نسبية لا ترجع كلها إلى اقتناع الناخبين به بقدر ما ترجع لتقلص دور خصومه وبخاصة اليسار. ويشيرون إلى مفارقة تمثلت في أن أداء الإسلاميين في المدن كان أفضل منه في الريف والبادية حيث الجذور الطبيعية للمرجعية الإسلامية.