تحالف استراتيجي روسي ـ سوري ثابت

فاديا مطر

في موقف لم يبتعد بخطوطه العريضة والدقيقة عن الدعم المنسق بين الحلفاء في محور المقاومة يمتد الدعم الروسي لسورية في الحرب الممنهجة التي تُمارس عليها منذ بدايتها، فقد وردت تقارير أثارت مخاوف وقلق واشنطن بتحشيد قوات عسكرية روسية، لتقوم سورية بنفي وجود قوات روسية تقوم بدور قتالي، إذ أكد نائب وزير الخارجية السوري د. فيصل المقداد الخميس 10 أيلول الجاري ثبات موقف موسكو في دعم الدولة السورية لتحقيق توازن قوى يسمح لها بإدارة ملف مكافحة الإرهاب وإنتاج معطيات حقيقية لحلّ سياسي للأزمة في سورية، نافياً أي حديث عن وجود عسكري روسي على الأرض.

وشددت موسكو من جهتها على أنّ توريدها للمعدات العسكرية إلى سورية يتطابق بالكامل مع القانون الدولي، وأنها قد تدرس تقديم دعم إضافي لمكافحة الإرهاب، حيث أكدت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية الأربعاء 9 أيلول الجاري أنّ الخبراء يقدّمون المساعدة في ما يتعلق بإمدادات الأسلحة الروسية إلى سورية التي تقول موسكو إنها تهدف إلى محاربة الإرهاب. وقالت المتحدثة باسم الوزارة إنّ روسيا ترى أنشطة حديثة «غريبة للغاية» في شأن سورية تهدف إلى إساءة تمثيل موقف روسيا في محاربة الإرهاب، وأكدت وجود خبراء عسكريين روس في سورية، وكشفت أنّ مهمّتهم تتمثل في تدريب العسكريين السوريين على استخدام المعدات الروسية الجديدة.

وأردفت زاخاروفا: «إذا ظهرت هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات إضافية من جانبنا من أجل تكثيف مكافحة الإرهاب، فنحن سندرس هذه المسائل بلا شك، وسنعتمد في ذلك حصرياً على القانون الدولي والقوانين الروسية، وأكدت زاخاروفا أنّ الأسلحة التي يسلّمها الجانب الروسي إلى الجيش السوري مخصصة لمواجهة الخطر الإرهابي.

وتابعت الديبلوماسية الروسية قائلة إنّ موسكو تنطلق من أنّ التنسيق مع القوات المسلحة السورية يجب أن يمثل جزءاً مهماً من توحيد الجهود التي تبذل في سياق مكافحة الإرهاب، وذلك في إطار مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاصة بتشكيل تحالف واسع لمواجهة الخطر الإرهابي.

فيما أشار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى أنّ المتحدثة الروسية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت أن الاتحاد الروسي دعم سورية في الماضي وسيدعمها الآن وسيدعمها في المستقبل، مبيّناً أنّ هذا النهج الاستراتيجي هو الذي يحكم العلاقة بين سورية والاتحاد الروسي.

أما واشنطن فتعمل على وضع عراقيل أمام نقل المساعدات الروسية لسورية، إذ تضغط على عدد من الدول لحملها على إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات التي تحمل تلك المساعدات، فهو دعم روسي اعتمد مكافحة الإرهاب الذي بثته الدول الغربية على الأرض السورية وهو ما عبّرت عنه القيادة الروسية مرات عدة باستخدامها حق النقض «الفيتو» لمرات متعدّدة بالاشتراك مع الصين، فيما شكل في نظر الدول الغربية سابقة قوية بدأت بالفيتو الروسي في 2 تشرين الأول عام 2011 ليلحقه فيتو ثان في 4 شباط 2012 وقرار الفيتو الثالث في 18/7/2012 ضدّ قرار عقوبات على سورية ليشكل الفيتو الرابع في /23/5/2014، والذي أثار حفيظة كل من الولايات المتحدة وفرنسا اتجاه الدعم الروسي للدولة السورية.

فقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 20 نيسان الماضي أنه وبفضل الفيتو الروسي – الصيني ظهرت بوادر للتسوية في سورية، فالتحالف الاستراتيجي بين روسيا والقيادة السورية منع انزلاق الحرب الدائرة في سورية إلى إسقاط الدولة عبر المبادرات الروسية الحوارية الداعمة لخيار المصالحة ومكافحة الإرهاب، عبر استضافة مؤتمرات تشاورية وحوارية امتدّت داخلياً وإقليمياً ودولياً ساعدت في ترسيخ مكانة الدولة السورية كدولة تعتمد خيارات شعبها. فالتحالف الاستراتيجي بين الدولة الروسية والدولة السورية الداعمة لمحور المقاومة لا تستطيع يد الغدر أن تمتدّ إليه مهما ضخوا من مؤامرات ومال وسلاح وإرهاب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى