استطلاع للرأي: أغلب الألمان لا يقلقهم تدفق اللاجئين
قال بيتر سلامة المدير الاقليمي لصندوق الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمس إن ملايين آخرين من السوريين قد يصبحون لاجئين ويتوجهون إلى أوروبا ما لم تنتهِ الحرب.
وأضاف: «قد يكون هناك ملايين وملايين آخرون من اللاجئين يغادرون سورية ويقصدون الاتحاد الأوروبي وأماكن أخرى»، وتابع قائلاً: «إن هناك نحو ثمانية ملايين شخص مشردون داخل سورية».
من جهتها، رحبت الأمم المتحدة أمس باقتراح قدمه الاتحاد الأوروبي لاستقبال 160 ألف لاجئ بوصفه خطوة على الطريق الصحيح لكنها دعت إلى إقامة مراكز استقبال كبيرة على الفور في اليونان وإيطاليا والمجر.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان إن الدول الأوروبية يجب أن تلتزم بالقانون الوطني والدولي في إدارة حدودها بما في ذلك الحق في طلب اللجوء بسبب الحرب والاضطهاد.
وأضافت: «تشير تقديراتنا الأولية إلى احتياجات أكبر لكن يجب أن ينصب التركيز الآن على مشاركة كل الدول الأعضاء في هذه المبادرة وتنفيذ هذا سريعاً».
هذا وأعلنت الأمم المتحدة أن حوالى 7600 مهاجر معظمهم من اللاجئين السوريين وصلوا إلى مقدونيا من اليونان خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وقال ألكسندر كراوز المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس، «لدينا معلومات من زملائنا اليونانيين تشير إلى أن الحافلات التي تقل المهاجرين في طريقها، وبالتالي فإنهم سيصلون قريباً، ويواصل المهاجرون التدفق».
وفي السياق، رحب وليام سبيندلر المتحدث باسم المفوضية بعرض واشنطن استقبال عشرة آلاف لاجئ سوري لكنها قالت إن هذا لا يتناسب مع حجم النزوح الجماعي للفارين من الحرب والاضطهاد. وقال «بالقطع الولايات المتحدة يمكنها ويجب ان تفعل المزيد لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح».
سبيندلر أضاف إن المفوضية سترسل الى المجر وصربيا ومقدونيا واليونان امدادات طوارئ تكفي 95 ألف شخص، وهي عبارة عن وحدات منازل سابقة التجهيز لإيواء 300 أسرة بموافقة الحكومة لتقديم ملاجئ موقتة ليقضي اللاجئون فيها الليل، مشيراً أن المفوضية على اتصال مع السلطات في المجر التي تتولى بناء سياج على الحدود مع صربيا «وتراقب عن كثب» دور الجيش. وأضاف: «بالطبع نتوقع من السلطات ان تحترم حقوق اللاجئين سواء كان ذلك من جانب الشرطة أو الجيش».
هذا وأعلنت الدنمارك أنها لن تشارك في الخطة التي طرحها رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر لتقاسم 160 ألف لاجئ بين دول الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، أغلقت السلطات النمسوية الطريق A4 قرب الحدود مع هنغاريا بسبب تدفق المهاجرين الذين يتوجهون سيراً على الأقدام باتجاه العاصمة فيينا.
وأوضح متحدث باسم شرطة ولاية بورغنلاند النمسوية أن الطريق أغلق بعد أن وجد عشرات المهاجرين فيه، مشيراً أن حوالى 8 آلاف من المهاجرين عبروا الحدود الهنغارية النمسوية الخميس وأن نحو 3.6 ألف قد عبروا هذه الحدود أمس.
و أعلن وزير مالية بافاريا الألمانية مرقس سودر أن قدرات البلاد لن تكفي لاستيعاب العدد المتزايد من اللاجئين القادمين إلى ألمانيا، مشيراً أن قرار المستشارة الألمانية أنغيلا مركل فتح الحدود موقتاً واستضافة جميع اللاجئين السوريين كان استثنائياً لكنه قد يتحول إلى قاعدة.
وحذر سودر من خطر التحديات طويلة الأمد بسبب اختلاف قيم الكثير من اللاجئين عن القيم الأوروبية، مشيراً إلى أن هناك حاجة إلى الوقت من أجل إدماج اللاجئين في المجتمع الألماني وليس فقط لإعادة توزيعهم. وأكد أن ألمانيا لا يمكن أن تكون دائماً بلداً مضيفاً لجميع اللاجئين في العالم.
الى ذلك، لم يستبعد رئيس الاستخبارات الألمانية غيرهارد شيندلر سابقاً أن يتسلل إرهابيون من تنظيم «داعش» إلى ألمانيا في صفوف اللاجئين، في حين أعلن وزير الداخلية الإسباني خورخيه فرناندس دياس أمس أن الحكومة الإسبانية ستتخذ الإجراءات المطلوبة من أجل منع دخول مسلحين مرتبطين بتنظيم «داعش» الإرهابي في صفوف اللاجئين القادمين إلى إسبانيا.
وأكد الوزير الاسباني أن الأجهزة الأمنية تعتبر مستوى الخطر الإرهابي في البلاد «عالياً»، مشيراً إلى أن البلاد ستستضيف اللاجئين في أي حال لكن ذلك يجب أن يتم وفقاً لإجراءات أمنية محددة.
وفي لاتفيا أعلنت رئيسة الوزراء لايمدوتا سترايوما أن الائتلاف الحاكم في هذا البلد الأوروبي الواقع في منطقة البلطيق سيوافق آجلاً أم عاجلاً على استضافة المزيد من اللاجئين، مشيرة إلى أن لاتفيا تبقى آخر دولة في الاتحاد الاوروبي لم توافق حتى الآن على السماح بدخول المزيد من اللاجئين.
يذكر أن الائتلاف الحاكم في لاتفيا فشل أمس في التوصل إلى اتفاق بشأن استضافة 776 لاجئاً بدلاً من 250 لاجئاً وفقاً لخطة سابقة.
هذا وأقر البرلمان الأوروبي أول من أمس اعتماد معايير موحدة وملزمة لقبول وتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد، تشمل خطة طارئة لتوزيع 160 ألف لاجئ، وذلك بعد أن دعا رئيس المفوضية الأوروبية دول الاتحاد الأوروبي إلى المزيد من الجهود من أجل معالجة أزمة اللاجئين القادمين إلى القارة الأوروبية.
الى ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس أن أكثر من نصف الألمان لا يشعرون بأنهم مهددون بسبب التدفق الذي لم يسبق له مثيل للاجئين على البلاد في حين أظهر استطلاع آخر أن أغلب الألمان غير راضين عن طريقة تعامل بلادهم مع الأزمة.
الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «إنفراتست» لاستطلاعات الرأي لمصلحة محطة إيه آر دي التلفزيونية العامة قال ان 61 في المئة من الألمان لا يشعرون بالقلق من زيادة عدد اللاجئين بينما عبر 38 في المئة عن القلق في شأن هذا.
وقال أربعة من بين كل خمسة إن حياتهم اليومية لم تتغير على الإطلاق بسبب المهاجرين وقال اثنان في المئة فقط إن حياتهم تأثرت بوضوح بتزايد عدد المهاجرين.
وأظهر استطلاع مشابه في وقت سابق أجرته وكالة «إيلاب» لاستطلاعات الرأي أن الرأي العام الفرنسي تحول في شكل مثير إلى دعم بالغالبية لاستيعاب مزيد من المهاجرين من مناطق الحروب مثل سورية.
وأظهر استطلاع آخر أجرته مؤسسة «إمنيد» لمصلحة تلفزيون إن 24 الخاص أن غالبية الألمان غير راضين عن معالجة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل لأزمة اللاجئين. وقال حوالى اثنين من كل ثلاثة شاركوا في الاستطلاع إن الحكومة الألمانية تؤدي عملاً «سيئاً إلى حد ما» أو «سيئاً للغاية».
وقال نحو 36 في المئة إن الحكومة لا تفعل ما يكفي لمساعدة اللاجئين بينما قال 27 في المئة إن برلين تفعل أكثر مما يكفي.
وأجري استطلاع «إنفراتست» في الفترة من السابع حتى التاسع من ايلول وشارك فيه 1021 شخصاً. كما أجري استطلاع «إمنيد» يوم التاسع من ايلول وشارك فيه أكثر من 1000 شخص.
وفي السياق، نقلت وكالة للأنباء عن وزيرة التكامل الدنماركية إنغر ستويبرغ قولها، إن الدنمارك لن تشارك في خطة اقترحها رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر لتقاسم 160 ألف لاجئ، وقالت «نحن بالفعل استوعبنا حصة كبيرة». وأضافت أن من حق الدنمارك أن تبقى خارج خطة الاتحاد الأوروبي.