طلاب وتلاميذ سورية يعودون إلى المدارس ومعهم الأمل بمستقبل أفضل للوطن

تقرير: ماهر أبو البرغل

مع بداية العام الدراسي الجديد عاد ملايين الطلاب والتلاميذ في سورية إلى مقاعدهم، متجاوزين صعوبات وتحديات الأزمة، متحدين وأسرهم الإرهاب الذي دمر الآلاف من مدارسهم وقتل العشرات من زملائهم ومعلميهم، وتعود معهم الآمال بمستقبل أفضل للوطن.

وليكتمل اليوم الدراسي يحضر المعلمون أيضاً حاملين معهم رسالتهم المقدسة ببناء جيل واعٍ متزن يحمل قيم المواطنة والإنسانية قادر على المساهمة في بناء وطنه فيثبتون مرة جديدة تحملهم لمسؤوليتهم الوطنية والاجتماعية، على رغم أن بعضهم وصل الصيف بالشتاء للمشاركة في العملية الامتحانية والدورات المكثفة للطلاب المتضررين من الإرهاب.

وعبر الطالبان من الصف التاسع جورج المقدسي وناديا حسن عن سعادتهما بلقاء الأصدقاء من جديد وعودتهما للمدرسة ليكملا تحصيلهما العلمي على رغم كل التحديات المحيطة بهما، مشيرين إلى أنه وعلى رغم تخوفهما من استهداف الإرهابيين لمدارسهما بقذائف الهاون لإلا أنهما قررا المجيء وإكمال مسيرة العلم ليحققا طموحهما ويرسما مستقبلهما بالطريقة التي يريدانها.

ويبين كل من أيمن الرفاعي وجودي جانو من الصف الثالث الثانوي أن العام الماضي كان مليئاً بالصعوبات ولا سيما نتيجة عدم انتظام ساعات تقنين الكهرباء وزيادتها الى جانب صعوبة التنقل التي تؤخرهما عن موعد الدوام والقذائف الإرهابية التي أدت إلى استشهاد الكثير من الطلاب، مؤكدين إصرارهما على المضي قدماً ومواصلة حياتهما الطبيعية لأنهما أبناء الحياة.

من جهة أخرى، مدرس الرياضيات في معهد الشهيد باسل حافظ الأسد وليد الحوش يشير إلى أهمية التزام الطلاب بالدوام المدرسي والانضباط وتنظيم الوقت لضمان نجاحهم مبيناً أن المدارس تبني الإنسان فكرياً وعقائدياً.

ويؤكد مدير المعهد سليم محرداوي تجهيز المدرسة وفق التعليمات الناظمة التي تصدرها وزارة التربية من توزيع الطلاب وإعادة تشكيل المدرسين وترتيب الأثاث لافتاً إلى «إقبال نسبة كبيرة جداً من الطلاب والبدء بإعطاء الدروس منذ اليوم الأول من العام الدراسي».

ومن ثانوية الشهيد باسل الأسد للمتفوقين المختلطة، يبين الطالبان جودي زند الحديد وعمار علي الاستمرار بالعملية التعليمية على رغم التحديات والصعوبات والأعمال الإرهابية التي تواجههما، آملين بتخفيض ساعات التقنين وحل مشكلة الازدحام الصباحي ليقدما نتائج أفضل.

ويشير معاون مدير الثانوية عمر عكاري إلى إقبال الطلاب بشكل كامل والالتزام بالدوام منذ الساعة الأولى.

وفي إطار سعيها لمراعاة ظروف الطلاب وتخفيف العبء على التلاميذ وذويهم دعت وزارة التربية مديرياتها في المحافظات الى عدم التشدد مع التلاميذ والطلاب في موضوع اللباس المدرسي وقبول المناسب منه والحرص على الدقة في تحديد المطلوب من اللوازم المدرسية.

وتعرضت المدارس على مدى السنوات الماضية إلى استهداف إرهابي ممنهج ومتواصل في سبيل إيقاف مسيرة العلم والمعرفة بسورية وتعميم ثقافة الجهل والتكفير وأدت الاعتداءات الإرهابية وفق إحصاءات الوزارة إلى خروج 5 آلاف مدرسة عن الخدمة من أصل 22 ألفاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى