مونديال الكرة والسياسة

ناصر قنديل

– افتتاح المونديال يعلن موسماً ينتظره العالم على رغم كثرة الانشغالات وحجم الأحداث الكبرى التي تهزّه، بينما ستكون قلوب الناس وعقولها مع الكرة التي ستدخل الشباك وتهزّها، و«البناء» تسير على هدي انشغالات الناس واهتماماتها، وستحاول مع بدء المونديال أن تلبّي تطلّب قرائها بالأفضل في المتابعة والتعليق والمعلومات والتحليل.

– مونديال الرئاسة اللبنانية المبكّر بشباك فارغة، سيواصل الفرقاء محاولات التسجيل كلّ في مرمى الآخر، وربما يستنفد الوقت المستقطع، وندخل الوقت الإضافي، ويليه ضربات الترجيح، لكن في النهاية ثمة فائز بين فريقين متقابلين، في منطقة لن تنتهي بلا غالب ولا مغلوب، وعالم سينتهي المونديال فيه بغالب ومغلوب، مهما كانت الهزائم مخفية وسلسة وتراعي حفظ ماء وجه المهزوم، فكيف بلبنان الواقف على كلّ خطوط تسجيل الأهداف، وكلّ هدف يسجل في المنطقة والعالم ستسجل نسخة منه في مرمى صاحبها، ونسخة في مرمى فريق لبناني.

– العراق شغل العالم الشاغل، ففيه كلّ أشكال ما هو شعبي وما هو إرهابي، وما هو صادق وما هو مزيّف، وما هو حق وما هو باطل، وما هو سهل بسيط وما هو شائك ومعقّد، وكلّ شيء يحتمل التفسير وعكسه، وهذا المشهد العراقي السوريالي يسمح بالاستثمار الخارجي على خيارات ورهانات تبدأ من تقسيم العراق وتنتهي بحسم هويته المقاومة، وعندما يصبح خيار التقسيم شعبياً هل يعني أنه صار صحيحاً؟ وإذا صارت الفتنة المذهبية شعبية هل تصير خيراً؟ وإذا صار التدخل الخارجي تحت شعار مكافحة الإرهاب هل يصير وطنياً واستقلالياً، وإذا أصبح الذبح بفتوى هل يصير حلالاً؟ إنه العراق حيث ستحسم صورة المنطقة وخرائطها مهما كانت المواقف والسلوكيات للأطراف المتنازعة، ومبرّراتها فالمهم بالنتيجة هل سيقسّم العراق أم سيحفظ وحدته؟ وهل سيعود العراق تحت نوع من السيطرة الأجنبية أم سيحفظ وحدته؟ وفقاً لمفاهيم كرة القدم، يبدو الأهم هو تسجيل الهدف من دون ارتكاب فاول يضع اللاعب خارج الملعب بكارت أحمر.

– نجح وزير التربية اللبناني في إنقاذ الامتحانات الرسمية وتفادي الفكاك مع هيئة التنسيق النقابية والمعلمين، وهذا يسجل له في نهاية نفق بدا مظلماً جداً في بداياته، ويسجل له جرأة القول إنّ تصحيح الامتحانات لن يتمّ قبل إقرار السلسلة، وبلغة المونديال تفادى الوزير كارت أصفر وكارت أحمر وسدّد وأصاب فصار هداف اللعبة.

– نسي الكثيرون في ظلّ تصاعد الوضع الأمني في العراق أنّ المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية أنجزت تقدماً كبيراً، وأنّ ما سيليها من مفاوضات إيرانية ـ فرنسية وإيرانية ـ ألمانية وإيرانية ـ بريطانية سيكون مشابهاً في التقدم والمحادثات الروسية ـ الإيرانية فوق النقاش، إيران تبدو وفق المونديال من سيرفع الكأس في نهاية المباريات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى