كاميرون يلتقي رئيس الحكومة وقائد الجيش مؤكداً دعم لبنان في مواجهة «داعش» سلام: أزمة اللاجئين لن تنتهي إلا بحلّ سياسي يوقف الحرب في سورية
أكد رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون أنّ بلاده عازمة على بذل قصارى جهدها للمساعدة على تعزيز الأمن في لبنان في مواجهة «داعش»، وأنها تدعم التوافق السياسي بين القادة اللبنانيين للتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية.
وكان كاميرون وصل إلى بيروت صباح أمس في زيارة قصيرة، بدأها بتفقّد خلالها مخيم تل الزهور في سهل تربل في زحلة، ثم التقى نظيره اللبناني الرئيس تمام سلام في السراي الحكومية، حيث عقدا اجتماعاً عرضا خلاله مجمل الأوضاع في لبنان والمنطقة، وخصوصاً أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان، تلاه مؤتمر صحافي مشترك استهله سلام قائلاً: «سررت بالاستماع إلى تأكيد السيد رئيس الوزراء لموقف بلاده الداعم للبنان والحريص على وحدته وسيادته ومساندته في كلّ ما يعزِّز أمن بلادنا واستقرارها في ظلّ الأزمة السياسية التي نواجهها، والمتمثلة في الشغور الرئاسي، وفي ظلّ الأحداث المأساوية الجسيمة التي تجري في هذه المنطقة من العالم».
وأضاف: «اغتنمت هذه المناسبة لأشيد بالجهود التي تقوم بها حكومة السيد كاميرون لمساعدة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، من أجل تعزيز قدراتها في المعركة التي تخوضها مع الإرهاب. كذلك أعربت عن شكري للحكومة البريطانية على تقديماتها لقطاع التعليم في لبنان. ملف النازحين السوريين كان أيضاً موضع بحث وقد عرضت للسيد رئيس الوزراء العبء الهائل الذي يتحمله لبنان جراء وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على أراضيه، وخصوصاً في ظلّ تراجع المساعدات الدولية التي لم تصل أبداً إلى المستوى المطلوب لمواجهة هذه المأساة. إننا نعتقد أنّ مشكلة النزوح، التي وصلت اليوم إلى قلب أوروبا، هي ظاهرة لن تتوقف عن التمدد إلا بالتوصل إلى حلّ سياسي يوقف الحرب في سورية. ونحن نرى أنّ بريطانيا العظمى، باعتبارها إحدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وبما لها من صداقات ووزن في العالم، وخصوصاً في منطقتنا، قادرة على أداء دور فاعل في هذا الاتجاه .وقد اتفقنا على أنّ نجاح عملية التصدي للإرهاب في المنطقة، يكمن في تقوية نهج الاعتدال والمعتدلين وفي العمل من أجل إحلال سلام شامل».
وقال كاميرون: «أردت أن أحضر إلى هنا كي أرى بنفسي التحديات التي تواجه لبنان الذي يحمل عبء اللاجئين الهاربين من سورية ولأفهم كيف يمكن أن نساعدكم أكثر. كانت هذه مناسبة سمحت لي بأن اتحدث الى الرئيس سلام بشأن السبل التي تسمح بتعزيز العلاقات بين بلدينا».
وتوجه إلى الرئيس سلام قائلاً: «حضرة الرئيس أنتم تضطلعون بمهمة صعبة جداً في ظروف حالكة، فكونوا على ثقة بأنّ المملكة المتحدة إلى جانب لبنان وتدعم سعيكم لبناء بلد يتسع لكلّ أبنائه مزدهر ومستقر، لكنّ لبنان في أمس الحاجة إلى رئيس ليتمكن من السير قدماً. لبنان في حاجة إلى رئيس ليقود البلاد ويمثلها دولياً ويكون شريكاً للملكة المتحدة، ويعمل معكم ومع القادة السياسيين اللبنانيين لدفع التوافق السياسي قدماً وإلى تخطي الظروف الصعبة التي تواجه بلدكم».
وأضاف كاميرون: «ناقشنا أيضاً خطر التطرف الإسلامي الذي يواجهه بلدانا والأمور التي يمكن القيام بها للتغلب على هذا الخطر. لا شكّ أنّ الخطر هنا محدق بشكل أكبر مع «داعش» على مسافة 60 كيلومتراً من الحدود، ولهذا السبب فإنّ المملكة المتحدة عازمة على بذل قصارى جهدها للمساعدة على تعزيز الأمن في لبنان. سبق لنا أن وفرنا التدريب لزهاء 5000 جندي لبناني وساعدنا في بناء مجموعة من أبراج المراقبة على الحدود الشمالية مع سورية، واليوم يمكنني أن أعلن عن استمرار برنامج «التدريب والتسليح» للجيش اللبناني.
وجال كاميرون ووزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب على عدد من المدارس الرسمية في ساحل المتن الشمالي التي تستقبل نازحين من سورية والعراق، في حضور سفير بريطانيا الجديد في لبنان هيوغو شورتر وفريق عمل كاميرون. وتوقفا في متوسطة سدّ البوشرية الرسمية للبنات التي تبلغ قدرتها الإستيعابية نحو 750 تلميذاً وهي تستقبل 600 تلميذ نازح في دوام بعد الظهر، فيما تستقبل 300 تلميذ في دوام قبل الظهر بينهم 84 تلميذ نازح .
واطلع بو صعب رئيس الوزراء البريطاني على خطة الوزارة الهادفة إلى استيعاب المزيد من التلامذة النازحين مجاناً. وشرح بوصعب تفاصيل الخطة مؤكداً «التزام لبنان من خلال وزارة التربية تقديم التعليم لكلّ طفل موجود على الأراضي اللبنانية».
كما التقى كاميرون قائد الجيش العماد جان قهوجي في قاعدة رياق العسكرية وكرّر التزام المملكة المتحدة «الصارم استقرار لبنان، لا سيما الشراكة مع الجيش اللبناني عبر برنامج «التدريب والتسليح» الهادف إلى الحدّ من امتداد النزاع السوري ومكافحة خطر داعش على الحدود»، معلناً أنّ بريطانيا «ستستمر في دعم هذا البرنامج عبر توفير 7.5 مليون دولار هذه السنة».