مهنا: آمن بمبادئ النهضة وجمع بين سلاحين…الوعي والمقاومة

شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي وعائلة الراحل، المناضل القومي الأمين خالد أبو حسن، في مأتم حزبي وشعبي حاشد، في مدينة الشويفات، بحضور وفد مركزي ضمّ رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، عميد الداخلية عبد الله وهاب، عضو الكتلة القومية النائب د. مروان فارس، منفذ عام الغرب بدري شهيّب وأعضاء هيئة المنفذية، عدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات الحزبية في المنطقة.

كما شارك في التشييع عدد من ممثلي الاحزاب، رئيس بلدية سرحمول نظير نور الدين، رئيس بلدية الشويفات السابق هيثم الجردي، ورئيسها الأسبق الدكتور وجيه صعب، عضو المجلس المذهبي الدرزي فاروق الجردي، عدد من المشايخ، فاعليات سياسية وتربوية، وحشد من القوميين والمواطنين.

مهنا

وخلال التشييع، ألقى نائب رئيس الحزب توفيق مهنا كلمة قال فيها: كلّ نفسٍ ذائقة الموت… والموت حق، ونحن نؤمن بأنّ الحياة وقفة وشهادة للحق، هذا ما كان عليه أميننا الراحل خالد أبو حسن الذي نفتقده اليوم جسداً، لكنّ روحه قيّمة ونضالاته وعطاءاته تتجاوز حقيقة الموت وواقعه.

الموت يفني الجسد، أمّا المبادئ، مبادئ الحياة، فتنتصر على الموت.

وأضاف: الأمين الراحل خالد أبو حسن قياديّ في حزبنا، وكان المربّي والمقاوم والمناضل. عرفته منذ الثمانيات، ترافقنا في مسيرة الحزب وفي خضمّ صراع وأحداث وتحوّلات كبرى. في كلّ هذه المراحل وما يزيد على أربعة عقود من السنين لم يكن خالد الأستاذ المربّي فقط، بل كان الدارس والباحث في شؤون التربية ومفهومها، وكم قرأنا له من أدبيات يعرّف فيها المعنى الحقيقي للتربية القومية الاجتماعية، التي لا تنقل المعرفة العلمية فقط، بل التربية التي تُنشئ الأجيال، وتبني النفوس، وتعزّز القيم، وتجعل من الثقافة عنصراً حياً، وتتخذ من العلم نهجاً ورسالة لها غاية وهدف.

وتابع مهنا: في بلادنا كثير من المتعلّمين، ولكن ما نفتقد إليه هو الكثير من التربويين الذين ينشئون أجيالنا على التعاليم الصالحة التي تخدم المجتمع والحياة، وتحرّر الإنسان من علل مستعصية، سواء كانت علل الأنانية أو الطائفية أو العشائرية أو التبعية أو غيرها.

أضاف: عرفت الأمين خالد مقاوماً في مراحل الاجتياح «الإسرائيلي» 1982 وتعاونّا وحملنا أوزار تلك المرحلة الصعبة. وهذه المدينة وهذا الجبل الأشمّ تعرّضا لاجتياح، كما تعرّضت العاصمة بيروت والجنوب والبقاع ومعظم الجبل، وكان الأمين خالد ركناً مقاوماً بالكلمة، بالموقف، بالرسالة، بالتعبئة، بالدور وبالمسار. يعزّز من دور المقاومين بالدم، لأننا نحن نؤمن بأنّ فلسفة المقاومة هي دماء عزيزة لأنّ شهادة الدم هي أزكى الشهادات. لكننا أيضاً نؤمن بأنّ المجتمع معرفة والمعرفة قوة. وخالد كان يجمع بين الأمرين، بين سلاحين… سلاح الوعي وسلاح النضال والمقاومة.

وأردف مهنا: عرفته مغترباً، وقد ترافقت معه في رحلة إلى ليبيريا عام 1987 وكان مثال المغترب الذي يحمل قضية أمة ورسالتها، ويحمل قيم معنى الاغتراب فكان لماحاً، وكان حاضراً، وكان قدوة بين رفقائه وفي الجالية.

الأمين الراحل كان صاحب مبدأ، ورجلاً من رجال النهضة… معطاء على كلّ صعيد، لم يعرف في حياته وقتاً لإضاعته، بل شغله بكلّ ما تعني الكلمة… شغله في تثقيف نفسه كما في تثقيف الأجيال. شغله في العمل على نفسه، كما في العمل داخل حزبه وفي المجتمع ليوصل الرسالة التي فيها كلّ الخير وكلّ العز وكلّ القيم لهذه الأمة العظيمة، التي عُرِفَت بأنّها أمة الرسالات وأمة الحضارات وأمة الفلسفة وأمة تفتخر بكنوزها…

هذه الكنوز فلسفةً وفكراً وأدباً وآثاراً وتراثاً يدمّرها العدو اليهودي ومَن ربّاهم من قوى الإرهاب والظلام، لكن هذه الأرض ستبقى تحملنا… تحمل أسماءنا وصورنا… تحمل حضارتنا ضدّ يد الإجرام والإرهاب من المسجد الأقصى في فلسطين إلى أيّ شبر من أرضنا في لبنان أو في سورية أو في العراق أو في أيّ مكان.

وقال مهنا: سنبقى نحمل هويتنا وأسماءنا وبصماتنا، بكلّ ما تعنيه الكلمة، لأننا نحن من أمة حرة آمنا بأنّ القوة والوعي والمقاومة هي السبيل إلى حماية وجودنا وكياننا ومصيرنا الذي تتهدّده عواصف… ولكن كما قال سعاده: أمة كم من تنّين قد قتلت، والأمة قرّرت أن تقتل تنين الشرور والتقسيم والتجزئة.

ولذلك نقول إنّ خالداً كان رسالة وعي قومي اجتماعي، ووعي ثقافي من أجل الأمة والإنسان. نفتقده، لكن عزاءنا كبير لأننا سنبقى أوفياء للرسالة التي حملها.

وختم مهنا قائلاً: بِاسم الحزب السوري القومي الاجتماعي رئيساً وقيادة مركزية وأمناء وكوادر وقوميين، نحيّيكم ونحيّي مشاركتكم، وننقل أخلص التحيات إلى العائلة والأهل، إلى هذه المدينة التي حضنتك يا أمين خالد وكنتَ ابناً بارّاً، تعمل على وحدتها وترفع من شأنها كما تعمل من أجل الأمة وترفع من شأنها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى