هل تطلق القدس الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؟
صعدت قوات الاحتلال «الإسرائيلى» صباح أمس ولليوم الثالث على التوالي من اعتداءاتها على المسجد الأقصى المبارك وأقدمت على تحطيم بوابات الجامع القبلي التاريخية، واندلاع حريق داخل المصلى القبلي للمسجد جراء إطلاق قوات الاحتلال القنابل عليه، على رغم الاستنكار الدولي من تصاعد أعمال العدوان في حرم المسجد.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن قوات الاحتلال اقتحمت في شكل «وحشي» المسجد الأقصى من باب المغاربة واعتدت على المعتكفين فيه عبر إطلاق وابل من القنابل الصوتية الحارقة والغازية والسامة والأعيرة المطاطية ما أدى إلى أصابة أكثر من ثلاثين فلسطينياً، واعتقال أربعة فلسطينيين.
في غضون ذلك امتدت المواجهات مع الاحتلال إلى البلدة القديمة في القدس وعلى أبواب الحرم القدسي الشريف بخاصة حطة والسلسلة والمجلس ما أدى الى وقوع إصابات في صفوف المقدسيين.
وقال مصدر في القدس إن قوات الاحتلال لا تزال تحاصر المسجد بعدما انسحبت منه وتحاصر أبواب الحرم القدسي، كما تمركزت تلك القوات في نقاط مختلفة من باحات الحرم القدسي الشريف، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال قدمت الحماية لمجموعة مستوطنين دخلت من باب المغاربة.
ونقل المصدر عن ناشطين داخل الأقصى اندلاع حريقين في المسجد جراء إلقاء قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت أثناء عملية الاقتحام، أحدهما في الجهة الشمالية حيث المصلى الجنائزي والآخر في الجهة الجنوبية، وتمكن المرابطون وحراس المسجد من إخمادهما.
وقفة احتجاجية
إلى ذلك، طالبت فصائل المقاومة السلطة الفلسطينية بألا يقتصر رد فعلها على ما يجري في المسجد الأقصى والقدس المحتلة على الشجب والاستنكار… جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية في رام الله للتضامن مع الأسرى وشجب ممارسات الاحتلال بحق المدينة المقدسة.
هذا وينذر المشهد في مدينة القدس بانتهاء مرحلة المناورات والتي كانت تنفذها تل أبيب مع مستوطنيها في باحات المسجد الأقصى والوصول إلى مرحلة كسر العظم والمتمثلة بتقسيم المسجد المبارك زمنياً ومكانياً.
وارتد صدى ما تشهده المدينة المقدسة في الضفة الغربية، فالفعاليات التي تتعلق بالأسرى الفلسطينيين انقلب طابعها إلى فعاليات تناصر المسجد والمرابطين فيه.
إدانات دولية
ومع تصاعد الإعتداءات الصهيونية في الأقصى، حذر مبعوث الأمم المتحدة الى الشرق الأوسط من ان «المواجهات بين القوات «الإسرائيلية» وشبان فلسطينيين في باحة المسجد قد تشعل اعمال عنف في المنطقة»، على حدّ قوله.
وقال منسق الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف أمام مجلس الأمن الدولي: «فيما يواجه الشرق الأوسط دوامة مفرغة من الإرهاب والتطرف، أن مثل هذه الاستفزازات الخطيرة يمكن ان تشعل اعمال عنف تتجاوز جدران المدينة القديمة في القدس المحتلة ».
وبدورها، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجیة الایرانیة مرضیة أفخم، الدول الإسلامیة لإتخاذ موقف سریع تجاه انتهاكات الكیان الصهیوني للمقدسات الاسلامیة، واعتداءاته الأخيرة على المسجد الأقصى.
ونقلت «إرنا»، عن افخم استنكارها اقتحام المسجد الأقصی من قبل قوات الاحتلال، وما يحصل من انتهاك صارخ لحرمة المقدسات الإسلامیة، قائلة إن اجراء الكیان الصهیوني اللقیط والقاتل للاطفال في تقسیم المسجد الأقصی زمنیاً ومكانیاً یتنافی مع القوانین الدولیة.
من جهتها، نددت الخارجية الأميركية بما سمته «تصاعد أعمال العنف في المسجد الأقصى» خلال اليومين الماضيين، داعية الجانبين الفلسطيني و«الإسرائيلي» إلى ضبط النفس وتجنب أي «عمل استفزازي».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن بلاده تشعر بـ»قلق بسبب زيادة العنف والتوتر المتصاعد» في منطقة «جبل الهيكل» على حدّ زعمه .