عشرات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى لليوم الرابع
اقتحم عشرات المستوطنون صباح أمس باحات المسجد الأقصى في القدس على خلفية تصاعد وتيرة العدوان على الأقصى في شكل «غير مسبوق» في الأيام الأخيرة.
وتحدثت مصادر عن اعتداءات «إسرائيلية» طوال الليل على المقدسيين في أحياء عدة من القدس المحتلة. يأتي ذلك، فيما تعالت اصوات «إسرائيلية» داعية إلى إغلاق الحرم القدسي أمام الفلسطينيين.
هذه الاعتداءات تأتي استكمالاً لاقتحامات نفّذها جنود الاحتلال والمستوطنون أول من أمس لباحات الأقصى، وأدت إلى اندلاع مواجهات مع المرابطين والمعتكفين في داخله.
ونقلت إذاعة الاحتلال عن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تعهده بـ «وضع معايير جديدة لردع ومنع عمليات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة بخاصة في القدس ومحيطها»، وذلك خلال جلسة ترأسها نتانياهو مع وزراء بحضور عدد من المسؤولين الأمنيين والمستشار القانوني للحكومة ورئيس بلدية القدس وغيرهم.
وتقرر خلال الجلسة «تشديد الإجراءات المتخذة للتعامل مع حوادث إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، ومنها النظر في احتمال تغيير تعليمات إطلاق النار على الذين يقومون بهذه الممارسات، وتحديد سقف أدنى قضائي ملزم للعقوبات المفروضة عليهم وفرض غرامات عالية على القاصرين مرتكبي هذه الاعمال وأولياء أمورهم».
وقالت وسائل إعلام العدو إن وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف طالبت بإقفال الحرم القدسي أمام المسلمين.
وفي ردود الفعل على الاعتداءات «الإسرائيلية» اعتبر أمين سر الهيئة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن القدس هي ما يوحد العرب على رغم خلافاتهم.
وأكد عريقات في حديث للزميلة «الميادين» أن الفلسطينيين لن يسمحوا لرئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو بتمرير مخططات تقسيم الأقصى. وحذر من نيات «إسرائيل» الدفع نحو المزيد من العنف، كما رأى أن لا فرق بين إرهاب داعش والارهاب «الاسرائيلي».
ودعت فلسطين إلى تدخل المجتمع الدولي لمنع الاعتداءت «الإسرائيلية»، وسط تحذيرات أممية من توسع دائرة العنف خلف أسوار القدس الشرقية.
وفي بيان لها، طالبت الخارجية الفلسطينية بوقف مساعي الحكومة «الإسرائيلية» إلى تحويل النزاع الفلسطيني «الإسرائيلي» إلى صراع ديني، بسبب الاقتحام المتكرر للقوات «الإسرائيلية» للمسجد الأقصى بهدف تأمين دخول المستوطنين واستخدام القوة وسط إطلاق كثيف للنار وقنابل الصوت والغاز ضد المصلين والمرابطين العزل في المسجد الأقصى.
كما دعت الخارجية المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي، إلى تحمل مسؤولياتهم والتدخل العاجل لوقف العدوان «الإسرائيلي» المتواصل على المسجد الأقصى وحماية المقدسات الدينية، وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة، وفقاً لمبادئ القانون الدولي، واتفاقيات جنيف.
وحملت فلسطين الحكومة «الإسرائيلية» مسؤولية التصعيد غير المسبوق على الأقصى.
ودعا صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى ضرورة عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، في شأن الانتهاكات التي تمارسها القوات «الإسرائيلية» في المسجد الأقصى، مضيفاً أن مجلس الأمن سيشكل ضغطاً على واشنطن لأنها الدولة الوحيدة القادرة على إيقاف «إسرائيل»، على حد قوله.
على الصعيد العالمي أعرب المنسق الخاص الروسي لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف عن قلقه من تواصل أعمال العنف في محيط المناطق المقدسة في القدس القديمة.
واعتبر ملادينوف أن مثل هذه الاستفزازات الجدية قادرة على إشعال العنف خارج أسوار المدينة القديمة في القدس.
كما حذر الاتحاد الأوروبي من أي «استفزاز» إثر تجدد المواجهات في المسجد الأقصى مجدداً دعوته إلى الحفاظ على الوضع القائم في المسجد.
وأفادت مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية بأن تصعيد العنف يمثل استفزازاً وتشجيعاً على الكراهية والعنف، وخصوصاً خلال فترة الأعياد اليهودية ومع اقتراب عيد الأضحى، مضيفة أن التزام كل الأطراف الهدوء وضبط النفس أمر ضروري في هذه الآونة.
وقدم الأردن مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي في شأن التطورات الأخيرة التي تشهدها مدينة القدس الشرقية ومحيطها.
وينص مشروع البيان على دعوة مجلس الأمن جميع الأطراف إلى وقف التحريض وأعمال العنف، والاحترام التام للقانون الدولي، والسماح للمصلين المسلمين بالتعبد في المسجد الأقصى بسلام وهدوء، بعيداً من العنف والتهديدات والاستفزازات.