أبي خليل: التحية لكم يا صنّاع المستقبل الواعد والمشرق والتحية لأبطالنا الذين يقاتلون الإرهاب على امتداد جغرافيا الأمة
أقامت مديرية كفرسلوان التابعة لمنفذية المتن الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي، حفل التكريم السنوي للطلاب الناجحين في الامتحانات الرسمية خلال العام الدراسي المنصرم 2014/2015 ، بحضور العميدة الدكتورة لور أبي خليل ممثلة مركز الحزب، المندوب السياسي لجبل لبنان الجنوبي حسام العسراوي، منفذ عام المتن الأعلى د. عادل حاطوم وهيئة المنفذية، مدير مديرية كفرسلوان رواد حاطوم وهيئة المديرية، وجمع من القوميين. كما حضر مختار البلدة بسام حاطوم، ووفد من الحزب التقدمي الاشتراكي وأهالي الطلاب.
عرّفت الاحتفال مذيع المديرية وفاء حاطوم، وألقت كلمة المديرية بترا عمار حاطوم استهلتها بقول سعاده: الطلاب هم نقطة الارتكاز في العمل القومي، ولهذا كرّسنا هذا التقليد السنوي في كفرسلوان نكرّم طلابنا، ونحثهم على مواصلة طلب المعرفة، لتحصين مجتمعنا الذي يعيش في ظلّ التخبّط، والتناحر الطائفي والمذهبي، وكل ما ينتج عن الجهل والتعصّب، وقد وضعت عقيدتنا أسس التخلص من هذه الأمراض الاجتماعية الخطيرة التي تدمّر المجتمع.
كلمة مركز الحزب
ثم ألقت العميدة د. لور أبي خليل كلمة مركز الحزب وجاء فيها: ما من شيء يضيء المشهد العام المظلم في بلادنا إلا أولئك الأبطال الذين يندفعون بكلّ عزيمة صادقة وشجاعة قلّ نظيرها لمقاتلة الاحتلال والإرهاب، ولا يهابون الموت. فتحية لهؤلاء الأبطال على امتداد جغرافيا الأمة، لا سيما الشهداء منهم الذين بهم نعتز ولهم نوجّه تحية إكبار وإجلال.
وما من أمر يثلج الصدر ويبشر بمستقبل واعد اليوم، إلا الجيل الذي ينشأ على قيم الحق والخير والجمال، مثلكم، فلكم التحية يا صنّاع المستقبل المشرق.
وتوجهت أبي خليل إلى الطلاب بالقول: تتخرّجون اليوم من مرحلة دراسية، وقد اغتنيتم بالمعرفة والعلم والمناقبية، وهي فضائل ستلازمكم على امتداد مسيرتكم في جامعاتكم ومتحداتكم وحياتكم، ما يجعل منكم علامة فارقة في مجتمع تتفشى فيه الطائفية والمذهبية.
إنّ ما يواجهنا من تحدّيات يتمثل بمحاولات تفتيت بلادنا وضرب وحدتنا الاجتماعية وتحويلنا قطعاناً طائفية ومذهبية وقبلية، بهدف إضعافنا وتجريدنا من عناصر قوتنا، واستلاب إرادتنا حتى يسهل على العدو استعمارنا واحتلالنا وإخضاعنا… وهذا الإرهاب الوحشي الحاقد الذي يقتل شعبنا ويدمّر حضارتنا هو الأداة التي يستخدمها عدونا اليهودي المتغطرس، لذلك وجب علينا نحن، أن نتمسك أكثر فأكثر بمبادئ النهضة، وأن نعمل على نشرها بين أبناء أمتنا، وأنتم أيها الجيل الجديد بعض مشاعلنا، لأنكم أبناء الحياة، وأبناء نهضة الحياة المرتكزة على الإنسان الجديد المجتمعي.. وصناع النصر الآتي، نحملكم المسؤوليات وهي أن نعمل للحياة، حياة العز والرقي والحرية، ونحن من يحمل همّ الناس ومطالبها، نحمل هذا الهمّ لأن الشأن الاجتماعي في صميم عقيدتنا القومية. لذلك نحن من يرفع لواء التخلص من النظام الطائفي في لبنان لأنه ولادة أزمات، أما الآخرون فهم أبناء هذا النظام والمستفيدون منه.
واعتبرت أبي خليل أنّ الحراك الحقيقي والفعلي لتحقيق مطالب الناس ولتحقيق العدالة الاجتماعية، يبدأ بتحرير النفوس من لوثة الطائفية والمذهبية. وتحرير النفوس من الطائفية له ممرّ إجباري وحيد هو النهضة القومية، وكلّ ما عدا ذلك شعارات فضفاضة تخدم أجندات خارجية استعمارية…
وقالت: إنّ المفارقة الكبرى حين نسمع بعض الأصوات تقول بأنها تحرّرت من طائفيتها، في حين أنّ ذات هذه الأصوات كانت ترفع شعارات طائفية ومذهبية… إنها حقاً لمفارقة كبرى تعبّر عن حالة انفصامية توظفها السفارات والمؤسسات المتعدّدة الجنسيات لتحقيق أهدافها.
إنّ المشاكل الاجتماعية كالفساد وغياب الإنماء وتقاسم الحصص، وأزمات النفايات والكهرباء والماء، كلها يتحمّلها النظام الطائفي، وهذا النظام لا يسقطه حراك من هنا وحراك من هناك، لأنه محروس من قوى دولية استعمارية. إنّ إسقاط هذا النظام يبدأ بتحرّر الإنسان من أدران الطائفية، ويبدأ بخطوات جادّة ومسؤولة تذهب باتجاه سنّ قانون انتخابات عصري مرتكزه لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي، ويبدأ بتحصين لبنان في مواجهة التحديات الكبرى المتمثلة بالاحتلال الصهيوني وبالإرهاب الذي يرتكب أفظع الجرائم، وليس عبر إحداث فوضى يسعى لها أعداء لبنان وهم المستفيدون منها.
تشهدون ما تعانيه أمتنا من جرائم الإرهاب والتطرف في مختلف كيانات أمتنا، وتشهدون مخططات العدو لتصفية المسألة الفلسطينية، ومعظم العرب متخمون بأموال النفط، يستخدمون أموالهم لدعم المجموعات الإرهابية المتطرفة ولشنّ حروب على أنفسهم…
وأضافت: أما نحن وكما كنا طلائع المواجهة في فلسطين منذ العام 1936، وتحرير لبنان من الاحتلال الصهيوني منذ تموز عام 1982، والسدّ المنيع في مواجهة مخططات التقسيم والشرذمة، خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ها نحن نخوض مواجهة حقيقية ضدّ مشاريع الأعداء ومخططاتهم… وها هم رفقاؤنا الأبطال ـ نسور الزوبعة يواجهون الإرهاب على مدى الأرض السورية في الشام، يبذلون دماءهم، ويرتقون شهداء، إلى جانب الجيش السوري البطل، وكلّ القوى الشريفة.
نحن أبناء الحياة ونعمل من أجلها ليحيا أبناء شعبنا بحرية وأمان، وقد قال سعاده: «إن لم تكونوا أحراراً من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم»، لذا لن نسمح لقوى الشرّ والتطرف أن تصادر حريتنا بعناوين جاهلية، وهي سبقت التتار والمغول بفنون القتل وتدمير حضارتنا، ومحاولة اقتلاع تاريخنا من جذوره.
واختتمت كلمتها بالقول: علينا جميعا أن نتسلح بالمعرفة، ونتعمّق في دروس المقاومة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والقتالية، وأن نتوحد على مدى الأمة في مواجهة هذا الوحش القادم من نفايات الأرض.
ثمّ قدّمت أبي خليل الشهادات التقديرية والكتب للطلاب. وفي الختام أقيم حفل كوكتيل.