العطار: سيظلّ عويل الرمال في سمع الدنيا شاهداً على إجرام الإرهابيين
أصدر الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، في الثالث من أيلول الجاري، مرسوماً حمل الرقم 229 لعام 2015، القاضي بمنح الشهيد عالم الآثار خالد الأسعد، وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، وذلك لإنجازاته المهمة في علوم الآثار.
وللمناسبة، اقيم ظهر أمس احتفال في مكتبة الأسد في دمشق، سلّمت خلاله الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية السورية ، الوسام لأسرة الشهيد، ممثّلةً بنجله وليد، مدير آثار تدمر.
وقالت الدكتورة العطار في كلمة ألقتها بعد تقليد الوسام: «المجد لك يا قائد الوطن لقد حملت جراحاتنا وشددت على عزائمنا وأحزنتك مواكب شهدائنا الأبطال الميامين. غير أنك بشجاعتك الرائدة وإرادتك الحديدية التي لا تعرف الجزع أو الإحباط، جعلت من الأسى ينبوعاً لمواصلة النضال والتصدّي لهمجية الذين عبثوا بقيم الحياة وبالأديان، وامتدت أيديهم الكافرة بالمدى ليمارسوا الذبح المجرم. وكان الرجل الجليل والعالم المناضل والعارف المختص باللغة التدمرية والوطني المنتمي خالد الأسعد، من ضحاياها، ليروي دمه الطاهر ترابك يا تدمر».
وأضافت: «شاء الرئيس الأسد الذي يجلّ النضال ويكرّم المناضلين، وأن يمنحك يا خالد وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، ويرسمك نجماً على راياتنا، إلى جانب أحبتنا من الشهداء الأبرار».
وتابعت: «يا رفاق الشهيد وآله وأبناءه، لا تجزعوا. و يا خالد الأسعد أنت تدمر وتدمر أنت، وكل ذرّة في تدمر تشهد على جهودك وما بذلت. تعرفك وتعرفها وسيظلّ جرحك الطاهر نازفا يرعف في قلوب مواطنيك، ويظل عويل الرمال في سمع الدنيا، شاهداً على إجرام المجرمين وعلى براءة النبل في محيّاك. حجّتك مكتوبة بالدم الموار بالغضب على المعتدين الآثمين، وكلماتك في عمق ما تؤديه وما كتبت خالدة خلود الحقيقة».
وقالت موجّهة حديثها إلى روح الشهيد الأسعد: «علّقوك، ويا للعار على الأعمدة التي رفعتها بالجهد والعرق وبأبسط الوسائل، إلى أن تمكنت وبمساعدة الأصدقاء في البعثة اليابانية من الحصول على رافعة سهّلت عليك مواصلة العمل. ليس بمقدورنا أن ننساك أو أن ننسى حجم الهمجية والوحشية في ارتكاب هؤلاء التكفيريين جريمة الذبح بِاسم الدين، والدين منهم براء. خالد الأسعد أنت لم تمت، أنت تحيا معنا في ضمائر مواطنيك، وفي ذاكرتهم بين الأحبّة الذين رحلوا عنّا وما رحلوا. من الشهداء العظام الذين عطّروا أرضنا وسماءنا بكبير التضحيات. لك تقدير الوطن وقائد كفاح الوطن الرئيس بشار الأسد، ولك كل الإجلال من علماء الآثار في العالم ومن رفاقك في العمل الأثري، ومن كل مواطن يعزّ عليه وطنه».
وختمت العطار كلمتها قائلة: «لقد صبرت وصابرت، لم تهن ولم تستسلم، وبقيت صامداً متحمّلاً صنوف الآلام. فالوطن كان عندك الأغلى، والحياة في سبيله ترخص. عشت عزيزاً ورحلت كريماً مثل الميامين من أبطال جيشنا الباسل وأبناء شعبنا المناضلين. خالد الأسعد الخلود لك ولهم، ما بقيت تدمر مملكة الخلود والخالدين».
حضر حفل التكريم رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام، وعضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام الدكتور خلف المفتاح، ووزراء: التربية والسياحة والثقافة، ورئيس مجمع اللغة العربية، ورئيسا اتحاد الكتّاب العرب والصحافيين، والمديرون العامون للمؤسسات الإعلامية.