صحافة عبرية
أعلن رئيس بلدية القدس الصهيوني نير بركات، الحرب ضدّ الشبان الفلسطينيين الذين يلقون الحجارة والزجاجات الحارقة. وقال أن على الشرطة استخدام الذخيرة الحيّة إذا أرادت مواجهة تصاعد الهجمات ضدّها وضدّ المواطنين اليهود. مشدّداً على أن هذا النوع من العنف غير مقبول في أيّ مكان في العالم، وأن «إسرائيل» تُظهر تسامحاً زائداً.
وقال: «على مدى السنوات القليلة الماضية، حتى عندما قامت الشرطة بالإمساك بقاصرين قاموا بإلقاء الحجارة، تم إطلاق سراحهم بسرعة كبيرة جداً من قبل المحاكم. وبالتي زادت ثقتهم بأنفسهم».
واقترح بركات زيادة الاستثمارات على الأرض على شكل كاميرات مراقبة جديدة وبرامج تعقّب أكثر تطوّراً لتوفير معلومات إضافية من شأنها تدعيم الاتهامات ضدّ من يلقي الحجارة.
وقال: «نناقش هنا انتشاراً مختلفاً للشرطة، وأن تكون الشرطة أكثر استجابة واستخداماً للقوة ضد من يلقي الحجارة والزجاجات الحارقة»، ولكنه رفض الخوض في تفاصيل كيفية انتشار القوات.
وقال بركات: «على الشرطة أن تُظهر شدّة أكبر بكثير من أجل وقف التهديد، وعلى الأشخاص الذين يقومون بإلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة أن يدركوا أنهم إذا عرّضوا حياة أشخاص آخرين للخطر، فسيعرّضون حياتهم هم للخطر».
وتابع قائلاً: «عليهم أن يعرفوا أنه عندما يقبض عليهم، سيقبعون في السجن لسنوات طويلة وسيدفعون غرامات ثقيلة».
قبّة حديدية في «أسدود»
نصب الجيش «الإسرائيلي» صباح أمس الخميس في مدينة «أسدود» بطارية لمنظومة القبة الحديدية لاعتراض القذائف الصاروخية. وذكرت «الإذاعة العامة الإسرائيلية» أن نشر البطاريات يأتي تحسباً لإطلاق صواريخ من غزة، ردّاً على إعادة السلطات «الإسرائيلية» اعتقال الأسير محمد علان الذي يخضع للاعتقال الإداري.
وكان علان قد أضرب عن الطعام لنحو 53 يوماً، ما أدّى إلى تدهور وضعه الصحي، وحاولات السلطات «الإسرائيلية» إخضاعه للتغذية القسرية إلا أنها فشلت بسبب رفض مؤسسات حقوقية دولية، ونقابة الأطباء «الإسرائيليين» هذا الإجراء كونه غير إخلاقي وغير إنساني.
وقرّرت المحكمة «الإسرائيلية» لاحقاً وقف اعتقاله الإداري موقتاً لحين علاجه وتعافيه من أعراض الإضراب داخل المستشفيات «الإسرائيلية»، إلا أن السلطات «الإسرائيلية» أعادت اعتقاله أمس أثناء خروجه من المستشفى.
الحكومة «الإسرائيلية» تصادق على استخدام القناصين في القدس
صادقت الحكومة «الإسرائيلية» أمس على السماح لجيشها في القدس، بإطلاق النار من بنادق قنص من طراز «روغر» على الشبان الذين يتصدون لاقتحامات المستوطنين والقوات «الإسرائيلية» للمسجد الأقصى وفي مناطق مختلفة من القدس.
وكان رئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو، قد قرّر الأربعاء، تشديد العقوبات على هؤلاء الشبان. وأعلن في اجتماع طارئ مع عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين «الإسرائيليين»، تعديل قواعد الاشتباك وإرساء عقوبة دنيا لرماة الحجارة وغرامات مهمة بحق القاصرين الذين يرتكبون هذه الجرائم وأهاليهم.
كما أكد نتنياهو أنه لن يسمح بمنع زيارات اليهود للمسجد، علماً أنه منذ يوم الأحد الماضي ومع بدء السنة العبرية الجديدة، يشهد المسجد الأقصى مواجهات عنيفة بين الشبان وعناصر الشرطة «الإسرائيلية» الذين يحاولون إرساء سياسة التقسيم المكاني والزماني في الأقصى.
وفي أعقاب هذه المصادقة، أطلق قناص من القوات «الإسرائيلية» الرصاص الحيّ في العيساوية على شاب خلال مواجهات في المنطقة، ما أدّى إلى إصابته في الجزء السفلي من جسده.
في حروب «إسرائيل» الأخيرة لم تكُن قيادة الجيش منسّقة
رأى الجنرال المتقاعد في الجيش «الإسرائيلي» غابي سيبوني، الذي شغل قائد وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكريّة «أمان»، في دراسةٍ جديدةٍ، أنّه في وثيقة استراتيجية الجيش التي نُشرت مؤخراً للمرّة الأولى منذ عام 1948، تمّ التأكيد على تشخيص الهدف الأشمل من روتين الجيش وأهميته، إضافة إلى المعركة الدائرة والمتواصلة، والتي تسعى إلى استبعاد الحرب وتمكين الدولة من فترة هدوء طويلة ما أمكن ذلك.
ولفت سيبوني، الذي يعمل باحثاً كبيراً في مركز أبحاث الأمن القومي «الإسرائيلي»، التابع لجامعة «تل أبيب»، إلى أنّه قد تحددت أربعة أهداف للمعركة التي بين الحربين، وهي إضعاف عناصر القوة السلبية في المنطقة مثل حزب الله وحماس والتنظيمات الجهادية الأخرى، وتقليص تعزيز قوة الأعداء من خلال المنع والوقاية، وفي بعض الأحيان منعهم بالقوة من التزود بالوسائل القتالية الاستراتيجية كاسرة التوازن، والتي من شأنها أن تحدّ بشكل فارق من حرية تحرك الجيش «الإسرائيلي» وزيادة الضرر المتوقع لـ«إسرائيل»، وخلق ظروف أفضل للانتصار في حرب مستقبلية من خلال العمليات التي تحسّن قدرات قوات الجيش «الإسرائيلي»، وتدشين شرعية لعمليات «إسرائيل» ونزع أساس شرعية عمليات العدو ـ من بين الكثير من الأمور ـ من خلال فضح العقيدة التي من وراء أعماله واستخدامه الدروع البشرية. مشيراً إلى أنّ كل ذلك من خلال عمليات سرية مغطاة وعلنية متعددة المجالات مدمجة، وإلى جانب العمليات العسكرية خطوات إعلامية أيضاً واقتصادية وقضائية وسياسية.
وتابع قائلاً: في المعارك الأخيرة في لبنان 2006 وفي قطاع غزة 2009، 2011، 2014 تحرك الجيش «الإسرائيلي» على ضوء مفهوم الإخضاع، حتى وإن كانت هذه الصيغة لم تذكر صراحة تآكل قوة العدو على اعتبار المبدأ التوجيهي للعمل، هكذا استخدم الجيش «الإسرائيلي» قوة ضخمة ومتواصلة من النيران بهدف سحق قدرات العدو وبُناه التنفيذية، هذا المفهوم كلف الجبهة «الإسرائيلية» الداخلية أثماناً باهظة برزت باستمرار القتال، بينما ما يزال العدو يحافظ على قدرته على إطلاق القذائف والصواريخ، العدو الذي لم يكن قلقاً في شأن بقائه، وكان بالإمكان أن تكون نسبة الدمار والأضرار الناتجة عن عمليات الجيش «الإسرائيلي» أكبر.
وفي وثيقة استراتيجية الجيش «الإسرائيلي»، قال سيبوني: استلّ رئيس الأركان السيف ولوّح بالعقدة المستعصية التي خلقها مفهوم المعركة، وحدّد حدوداً واضحة: رئيس الأركان هو قائد المعركة الوحيد في الجيش «الإسرائيلي»، ومن خلال القيادة العامة يصدر أوامره لجميع مقرات القيادة الإقليمية وبقية قيادات استخدام القوة، وأنّه يقع على عاتق القيادات الرئيسية واجب تطوير علمي منهجي في مجال تخصصهم، وأنّ الموارد التشغيلية يجب أن تكون في يدي القيادة العامة، وهي من تمنحها للقيادات الرئيسية وفق المهمات.