إدانة الصمت العربي عن العدوان ودعوات للمقاومة

شهد لبنان أمس يوم غضب لبناني فلسطيني نصرة للمسجد الاقصى، حيث نظمت لقاءات تضامنية ومسيرات واعتصامات احتجاجية دانت الصمت العربي والدولي إزاء الاعتدءات والجرائم وانتهاك حرمة المقدسات في فلسطين المحتلة وسط مخاوف من قيام العدو الصهيوني بتهويده.

المخيمات

ففي مخيم المية ومية نظمت حركة «حماس» اعتصاماً تضامنياً عند المدخل الرئيسي للمخيم، تخلله حرق الاطارات المشتعلة احتجاجاً ورفع المشاركون صوراً للمسجد الأقصى وسط هتافات الغضب، في الوقت نفسه نظمت القوى الاسلامية في عين الحلوة لقاء تضامنياً مع الأقصى تحت عنوان «الاقصى يستغيث» في قاعة مسجد خالد بن الوليد.

ودعا مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان الى «اعتبار الجمعة يوماً لنصرة الأقصى المبارك، متوجهاً الى ائمة وخطباء المساجد في صيدا ومخيماتها للتركيز في خطب الجمعة على الاعتداءات «الإسرائيلية» على المسجد الأقصى وإدانة هذا الاعتداء الصهيوني وإطلاق صرخة واحدة تستنهض الأمة من أجل نصرة لحرماتها ومقدساتها».

وقد تناول خطباء المساجد في المدينة، الخطر الداهم الذي يتهدد المسجد الأقصى.

ونظمت حركة «فتح» اعتصاماً أمام مسجد بلال بن رباح في مخيم الجليل الفلسطيني – بعلبك، تحدث خلاله مسؤول شعبة الجليل وبعلبك مزيد أسعد عن «الوضع الفلسطيني الراهن وما يجري في المسجد الأقصى»، وقال: «ليس غريباً أن يتحول المسجد الأقصى إلى ساحة حرب مفتوحة ورباط دائم مما جعل الأقصى والقدس في خطر دائم، ولا يمر يوم إلا وفيه خبر إرتقاء شهيد وخبر إقتحام وإعتداء وهدم وحفريات تهدد المسجد المبارك».

ودان أسعد الصمت العربي وتوجه إلى أبناء القدس وفلسطين «بالتحية والإكبار لصمودهم حتى نحقق رفع الراية فوق كنائس ومآذن القدس الشريف».

بر الياس

ونفذت جمعية «قولنا والعمل» اعتصاماً حاشداً «نصرة لإخواننا في الأقصى» بعد خطبة وصلاة الجمعة، وذلك أمام مسجد عمر بن الخطاب في بر الياس في البقاع الأوسط، وتقدم المشاركين رئيس جمعية «قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطان وحشد من الأهالي اللبنانيين والفلسطينيين، المسيرة سارت أمام المسجد باتجاه الطريق العام وقد ارتفعت الهتافات بالتلبية للمسجد الأقصى وفلسطين، وشعارات الموت لأميركا و«إسرائيل»، كما رفعت لافتات كتب عليها عبارات التحذير من سقوط الأقصى وطلب الدعم و«النصرة» لها.

وألقى القطان كلمة قال فيها: «يقتلون الجميع ويهودون المسجد الأقصى ونرى الصمت المطبق من كل حكام العرب والمسلمين لأنهم متواطئون مع العدو «الإسرائيلي» والإستكبار العالمي، فمن هنا نقول لكل شعوب العالم ولكل الشعوب الإسلامية أن تنتفض لنصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد الأقصى ، فهم يعملون من أجل إسقاط المسجد الأقصى من أجل هدم المسجد الأقصى فماذا تنتظرون يا مسلمون ويا عرب؟! أتظنون أن عروشكم ستبقى إن سقطت فلسطين أو سقط المسجد الأقصى، لذلك يجب على كل أحرار العالم أن يكونوا مع المرابطين المجاهدين في المسجد الأقصى لأننا على يقين بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وأن هذا العدو «الإسرائيلي» لا يفهم إلا لغة القوة لذلك كل المفاومضات والاتفاقات يجب أن تسقط».

من جهة أخرى، أرسل رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب فؤاد السنيورة، رسائل احتجاج إلى كل من:الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وإلى الاتحاد الاوروبي، بسبب تفاقم وتمادي الاعتداءات «الاسرائيلية» على المسجد الأقصى، استنكر فيها «هذه الأعمال العدوانية وبين خطورتها وأبعادها وانعكاساتها الممكنة على العالم والمنطقة ما يؤدي الى زيادة التوتر في المنطقة والتطرف في العالم واللجوء الى استخدام العنف».

وطالب السنيورة في هذه الرسائل «اتخاذ الاجراءات الضرورية لمواجهة وإدانة العدوان «الاسرائيلي» المتفاقم». وأجرى لهذه الغاية اتصالاً هاتفياً مع العربي.

ورأى مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح في خطبة الجمعة «أن «إسرائيل» تستغل أوضاع الشعوب العربية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، والصمت العربي يشجعها على ذلك»، مطالباً بتدخل عربي عاجل لإنقاذ المسجد الأقصى.

حمّود

وقال إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود في الموقف السياسي الاسبوعي الذي يلقيه في خطبة الجمعة: «عندما أحرق المسجد الأقصى عام 1969، قالت رئيسة الوزراء «الإسرائيلية» آنذاك غولدا مائير إنها «لم تنم ليلتها خوفاً من رد الفعل العربية»، وعندما استيقظت ولم تر ردود الفعل التي توقعتها قالت: «نستطيع أن نفعل ما نشاء هذه أمة نائمة».

وأضاف: «اليوم لا يستطيع نتنياهو أن يقول الكلام نفسه، اليوم في الأقصى شباب وفتيات، رجال ونساء، مرابطون يواجهون المخططات «الإسرائيلية» بالهمة العالية والإرادة القوية وبأسنانهم وأحجارهم وحناجرهم. اليوم في غزة أنفاق تحت الأرض وصواريخ جاهزة لضرب أي نقطة في الأرض المحتلة، وهناك مقاومة في لبنان جاهزة لخوض معركة غير مسبوقة».

وتابع: «المؤامرة الأميركية – الإسرائيلية – العربية نجحت في تدمير سورية والعراق وليبيا وغيرها، ونجحت الاستخبارات الأميركية والغربية في إنتاج التكفيريين الإرهابيين بأسماء متعددة وأشكال متنوعة، ونجحوا في كثير من مخططاهم في أكثر من مكان، ولكنهم لم ينجحوا في تدمير إرادة الشرفاء والمقاومين وأهل الإيمان الصحيح».

وشدد على ان «الأقصى منتصر وصامد اليوم رغم الخيانة والتخلف والجاهلية العربية الحديثة».

وندد بـ«الفتاوى المزعومة التي تدعي انه لا يجوز للنساء المشاركة في الدفاع عن المسجد الأقصى بحجة عدم الاختلاط وكشف العورات»، وأكد أن «هذه الفتاوى المزعومة لا ترتكز على مفهوم إسلامي حقيقي ولا تهدف إلا لتثبيط المرابطين في الأقصى خدمة للحلف الأميركي – الإسرائيلي – العربي الذي ذكرناه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى