انفجار المواجهات الفلسطينية بوجه الاحتلال يسقط خطة تخريب الأقصى عون يحدّد غداً ثوابته وخطوطه الحمراء في حفل تسليم باسيل الرئاسة
كتب المحرر السياسي
بينما كانت الأنباء الواردة من الخارجية الأميركية والبيت الأبيض والبنتاغون تتركز على التعاون مع موسكو، بعد فشل محاولات الضغط المتعدّدة، كانت أنباء موسكو تتحدّث عن لقاء متوقع بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في نيويورك محوره التباحث حول الوضع في سورية، أشار إليه كيري، بينما قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إنّ اجتماعاً قد يضمّ لافروف مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، بينما قالت مصادر إعلامية في نيويورك إن لقاء قد يضمّ الثلاثة لافروف وكيري ودي ميستورا يتناول التحضيرات لـ«جنيف 3» بعدما بدا أنّ النظرة نحو المرحلة الانتقالية في ظلّ الرئيس السوري بشار الأسد صارت أقرب لتكون أساس التفاهم مع صدور مواقف أوروبية وازنة بهذا الاتجاه، خصوصاً عن بريطانيا وألمانيا وأسبانيا والنمسا.
البيت الأبيض قال إنّ برنامج تدريب «المعارضة السورية المعتدلة» فشل فشلاً ذريعاً وهو في طريق الإلغاء، ووزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يعلن أنّ التنسيق العسكري الروسي الأميركي سيبدأ في سورية على قاعدة فهم الأسباب الروسية ومن ضمنها تمسكها بدعمها للحكومة السورية.
في موازاة التطورات المحيطة بالحرب في سورية ومساعي الحلّ السياسي والتفاهمات الدولية والإقليمية ومساراتها، خطفت فلسطين مرة أخرى الأضواء وحبست الأنفاس بعدما نجح شبانها في إشعال مواجهات شاملة في الضفة والأراضي المحتلة العام 1948 دفاعاً عن المسجد الأقصى وتضامناً مع المدافعين عنه، وبدأت صرخات المقاومين بالتلويح بإسقاط هدنة غزة تعلو على أصوات الداعين إلى تجميد مديد للصراع لقاء مغانم الحكم، بحيث صار ممكناً القول إنّ فرص «إسرائيل» بفرض أمر واقع في الأقصى يهدّد بقاءه ومستقبله عبر إطلاق قطعان المستوطنين قد تلقى ضربة قاسية.
لبنان المرتبك والمتوتر على إيقاع التسخين السياسي والسخونة الشعبية، بين الحوار والحراك والحركة الديبلوماسية، سيكون غداً على موعد مع العماد ميشال عون ليتحدّث بمناسبة تسليم رئاسة التيار الوطني الحر إلى وزير الخارجية جبران باسيل حيث قالت مصادر التيار إنّ عون سيحدّد ثوابت التيار وخطوطه الحمراء في كلمته التي وصفتها بالتاريخية.
عون «قاتل الاحتيالات»
بانتظار ما ستؤول إليه الجلسة الثالثة للحوار الوطني الثلاثاء المقبل لجهة الحضور والنتائج، تترقب الأوساط السياسية كلمة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الأحد المقبل الساعة الخامسة والنصف مساءً في مسرح بلاتيا في جونية.
وعلمت «البناء» أن العماد عون سيتحدث في المناسبة عن السنوات العشر التي مرت على تأسيس التيار الوطني الحر في 22 أيلول 2005 وما تحقق من تطلعات التيار وما يجري من مخاوف حذر منها في حينه».
ولفتت مصادر التيار الوطني الحر لـ«البناء» إلى أن العماد عون سيؤكد مجدداً ضرورة إجراء انتخابات رئاسية من الشعب أو من مجلس نيابي منتخب وفق قانون انتخابي جديد على أساس النسبية يمثل اللبنانيين تمثيلاً عادلاً. وشددت المصادر على أن «خدعة الدوحة التي مررت انتخاب الرئيس ميشال سليمان مقابل قانون انتخابي حرر نسبياً وصول بعض النواب إلى المجلس النيابي من خارج كنف تيار المستقبل لن يتكرر اليوم ولن يقبل التيار الوطني الحر إلا بقانون انتخابي جديد على أساس النسبية ورئيس جمهورية قوي، لأن ما يجري اليوم داخل طاولة الحوار من طرح لمشروع الحكومة لقانون انتخاب هو عملية احتيالية احتوائية لقانون الانتخاب بالتوازي مع سعي غربي لانتخاب رئيس يوافق على إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان بأي ثمن». وأكدت المصادر أن «العماد عون لن يكون صانع الرئيس هذه المرة بل سيكون قاتل الاحتيالات».
وكان وزير التربية الياس بوصعب قد زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، ولفت بو صعب بعد اللقاء إلى أنه حمل إلى بري دعوة مباشرة من العماد ميشال عون للمشاركة في الاحتفال الذي سيقيمه التيار، مؤكداً «أهمية التواصل الدائم مع بري».
قهوجي ينفي
وفي ظل هذه الأجواء الضبابية، عاد ملف التعيينات الأمنية إلى الواجهة من بوابة ترقية عدد من الضباط والذي يشمل قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز يمكن أن يشكل مدخلاً رئيسياً لتفعيل عمل الحكومة وعودة مجلس الوزراء للانعقاد.
وفي السياق، نفت قيادة الجيش في بيان جملةً وتفصيلاً «ما ورد في إحدى الصحف المحلية، من كلام منسوب إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي، حول ترقيات عدد من كبار الضباط، وأكدت بأن قائد الجيش لم يدل بأي تصريح لأي وسيلة إعلامية حول الموضوع المذكور».
وأكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن ملف ترقيات الضباط لن يطرح على طاولة الحوار الوطني ولم يطرح في الجلسة السابقة، لأن العنوان لا يحتمل أن يطرح في حوار واسع يضم مجموعة متناقضات ولا يمكن الانتقال من بند الرئاسة الذي يستحكم بعمق الحوار إلى بندٍ آخر».
ولفتت المصادر إلى أن «الممر الحقيقي لملف الترقيات هو حوار تيار المستقبل وحزب الله، وإذا جرى التفاهم عليه بينهما يمكن أن تنجح تسوية الترقيات، وأشارت المصادر إلى أن هذا العنوان طرح في لقاء الثلاثاء الماضي بين حزب الله والمستقبل».
خطة شهيب فرصة جدية لمعالجة الأزمة
على صعيد آخر، لا تزال خطة الوزير أكرم شهيب لمعالجة أزمة النفايات مدار أخذ ورد بين الأفرقاء السياسيين والمجتمع المدني والمناطق للوصول إلى اتفاق نهائي بموضوع المطامر، في ظل استمرار الاعتراض من المجتمع المدني وأهالي بعض المناطق لوجود المطامر في مناطقهم.
وفي هذا الإطار، أعلن اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار «إعطاء فرصة لخطة وزير الزراعة أكرم شهيب وسنساهم بفتح مطمر الناعمة لمدة 7 أيام بعد التأكد من فتح المراكز المقترحة بالخطة».
ورفضت حملة «إقفال مطمر الناعمة» في مؤتمر صحافي خطة شهيب وإعادة فتح المطمر لسبعة أيام بحجة «عدم وجود حل بديل»، مستغربة «عدم اعتماد الحل البديل للحركة البيئية في استخدام مراكز الفرز وهو الأقل كلفة»، ورحبت بـ«قرار المعالجة الملحوظ في خطة الوزير شهيب بشرط أن يعلن رسمياً تعيين اللجنة المسماة من قبل الحملة والجمعيات الأهلية الموجودة في القرى المحيطة بالمطمر، وذلك لمراقبة ومتابعة تنفيذ قرار المعالجة».
وعقد لقاء في البيال ضم وزيري الداخلية نهاد المشنوق والزراعة أكرم شهيب ورؤساء البلديات والاتحادات البلدية في عكار وخبراء بيئيين تخلله نقاش وشرح للخطة التي لا تزال تواجه جملة من التحديات. وأكد شهيب بعد اللقاء ضرورة الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني في ملف النفايات، أشار إلى أن الخطة هي الفرصة الأخيرة لحل هذه الأزمة».
وقال وزير الاقتصاد آلان حكيم لـ«البناء» إن «خطة الوزير شهيب تنتظر لتطبيقها الاتصالات بين جميع الأفرقاء السياسيين ومع المجتمع المدني والمناطقي للوصول إلى اتفاق نهائي بموضوع المطامر، لكن يمكن القول أن موضوع المطامر قد انتهى».
وأشار حكيم إلى أن «تطبيق أي خطة أو قانون لن يحظى بموافقة ورضا جميع الشرائح الشعبية بل ستبقى شريحة معينة ترفضه، لكن يجب تغليب المصلحة العامة ومصلحة الدولة والمواطنين على المصالح الخاصة».
وأوضح حكيم أن «فتح مطمر الناعمة سيكون فقط لفترة قصيرة جداً، كما أن هذا المطمر يملك هيكلية بيئية والمشكلة ليست في نقل النفايات إليه بل بنوعية النفايات، أي رميها مع العوادم في حين أنه يجب فرز النفايات قبل الطمر».
ولفت إلى أن «خطة شهيب ليست علمية وكاملة مئة في المئة، لكن لا بديل عنها وقابلة للتطبيق بشقيها المدى الحالي والبعيد، وأكد أن الخطة ستطبق لأنها فرصة جدية لمعالجة أزمة النفايات».
الحراك إلى الشارع مجدداً
على خط الحراك المدني وبعد الاشتباكات المتنقلة التي تشهدها الساحات والتي أخذت منحى تصعيدياً خطيراً، تشهد ساحة رياض الصلح مساء اليوم وغدٍ تظاهرات لتأكيد حضور المتظاهرين في الشارع وللتأكيد على مطالبهم وعلى رأسها استقالة وزير البيئة محمد المشنوق.
ودعت حملة «بدنا نحاسب» إلى النزول والتظاهر اليوم عند السادسة مساءً للمشاركة في «سوق أبو رخّوصة» في ساحة رياض الصلح.
وأكد الناشط في الحراك الشعبي عربي العنداري لـ«البناء» أن «تظاهرة الأحد ستجمع كل مجموعات الحراك وستنطلق من برج حمود لرمزية مكب النفايات فيه، إلى ساحة النجمة مروراً بشركة كهرباء لبنان والتي ترمز إلى الفساد والهدر في قطاع الكهرباء».
وقال: «التظاهرة ستكون حاشدة والمواطنون سيلبون النداء رداً على التحريض والقمع الذي تمارسه السلطة التي لن تستطيع إرعاب المتظاهرين وإخافتهم بل سيخرجون للتعبير عن رأيهم بالمطالب نفسها التي تتلى في البيانات وأبرزها استقالة وزيري البيئة والداخلية وانتخابات نيابية عادلة وإعلان خطة طوارئ لحل أزمة النفايات وفرزها قبل طمرها والإفراج عن أموال البلديات».
وأوضحت مصادر في الحراك الشعبي أن «القيمين على الحراك غير مسؤولين عن شتائم بعض المتظاهرين بحق بعض القيادات، واضعاً هذه الممارسات بإطار «حالات فردية غاضبة من السلطة»، وشدد على أن «الحراك يتعاطى مع السلطة والمؤسسات وليس قضية شخصية مع أي زعيم في السلطة، وممارسات البعض لا تعبر عن رأي الحراك بل تستغله لتشويهه».
الجيش يداهم مخيم النازحين في عرسال
أمنياً، تعرضت قوة من الجيش لإطلاق نار أثناء مداهمة مخيمات نازحين في عرسال، ما يطرح من جديد قضية النازحين السوريين في لبنان تزامناً مع افتعال أزمة اللاجئين السوريين في أوروبا، وبالتالي تبرز مخاوف حقيقية من احتمال سعي جهات ما لتحريك مخيمات النازحين في لبنان التي تأوي عدداً كبيراً من مسلحي تنظيمي «داعش» و«النصرة» لأهداف مشبوهة.
وفي السياق، أشارت قيادة الجيش، في بيان أنه و«أثناء قيام قوة من الجيش بدهم أحد مخيمات النازحين السوريين في منطقة عرسال بحثاً عن مشبوهين، تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلحين في داخل المخيم، من دون تسجيل إصابات في صفوف العسكريين، فرد عناصر القوة على النار بالمثل، ما أدى إلى إصابة السوري شادي موسى موسى بجروح غير خطرة، وقد أوقف الجريح الذي اعترف بانتمائه إلى أحد التنظيمات الإرهابية، وشروعه بإعداد حزام ناسف لتفجيره بأحد مراكز الجيش، كما تم توقيف ثلاثة سوريين آخرين للاشتباه بمشاركتهم في إطلاق النار».