البريطانيون في حيرة من أمرهم: نقصف مواقع النظام أو أوكار «داعش»؟!
ما أن أعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون عن نيّته المشاركة في حرب «جدّية» ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، حتّى ووجه بسيل من الانتقادات. علماً أنّ هذا القرار يحتاج إلى «إقرار» من مجلس العموم البريطاني. مناقشة القرار والتصويت عليه ينطلقان في تشرين الثاني المقبل، وابتداءً من اليوم، يقع البريطانيون في حيرة: أيقصفون مواقع النظام في سورية، أم يقصفون مواقع «داعش»؟
صحيفة «غارديان» البريطانية سلّطت الأضواء على هذه المسألة، ونشرت مقالاً لبول مايسون يقول فيه إنه بدءاً من تشرين الثاني المقبل، يمكن لمجلس العموم البريطاني أن يبدأ النقاش حول إمكانية السماح للحكومة بشنّ هجمات جوية في سورية. وهو ما يعتبره الكاتب محاولة ثانية بعدما فشل مسعى الحكومة نفسها للمشاركة في قصف سورية عام 2013، غير أن القصف هذه المرة يستهدف الجهة الأخرى من الصراع، لا نظام الأسد. ويضيف الكاتب أن الحكومة تشعر بالتوتر من حدوث موجة احتجاجات في سورية على النمط العراقي، ويعتبر أن لها الحق في ذلك، إذ إن الشعب البريطاني يشعر بالقلق أيضاً.
وفي سياق الحديث عن سورية، نشرت صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية تطرّقت فيه إلى الزيارة السريعة التي قام بها رئيس وزراء «إسرائيل» إلى موسكو لمناقشة وجود وحدات عسكرية روسية في سورية. واعتبرت الصحيفة أن الزيارة السريعة التي استمرت لبضع ساعات، التقى خلالها نتنياهو الرئيس فلاديمير بوتين. كان من أهدافها مناقشة كيفية منع حدوث اشتباكات مسلحة بين الوحدات العسكرية الروسية و«الإسرائيلية» في سورية.
في حين نشرت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية مقابلة لمراسلها في اسطنبول ريتشارد سبنسر، أجراها مع من وصفته طبيباً سورياً ومهرّب بشر في الوقت نفسه.
«غارديان»: الاختيار بين قصف الأسد أو قصف «داعش»
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً لبول مايسون تحت عنوان «أربعة أسئلة يجب الاجابة عنها قبل أن نختار قصف الأسد أو داعش».
يقول مايسون إنه بدءاً من تشرين ثاني المقبل، يمكن لمجلس العموم البريطاني أن يبدأ النقاش حول إمكانية السماح للحكومة بشنّ هجمات جوية في سورية.
وهو ما يعتبره الكاتب محاولة ثانية بعدما فشل مسعى الحكومة نفسها للمشاركة في قصف سورية عام 2013، غير أن القصف هذه المرة يستهدف الجهة الأخرى من الصراع، لا نظام الأسد.
ويضيف الكاتب أن الحكومة تشعر بالتوتر من حدوث موجة احتجاجات في سورية على النمط العراقي، ويعتبر أن لها الحق في ذلك، إذ إن الشعب البريطاني يشعر بالقلق أيضاً.
ويوضح مايسون أن هناك نوعاً من الحنق في الغرب بسبب ما أدى إليه التدخل الغربي في العراق وفي أفغانستان وعدم قدرة القوى الغربية على بناء أنظمة ديمقراطية بعدما قام بغزو الأنظمة الديكتاتورية هناك وتفكيكها.
ويقول مايسون إن ما يحدث الآن يعرف في العالم العسكري بأنه نوع من الشلل وتقبع جذوره في عمق التحالفين الذين قاما بغزو أفغانستان والعراق وكانت بريطانيا مشاركة في كل منهما.
ويعدّد مايسون أسباب هذا الشلل وأهمها، وقوف كل من روسيا والصين أمام أيّ محاولة للتحرّك في مجلس الامن الدولي لاستصدار قرار بالتدخل العسكري في سورية بهدف وقف المذابح.
«نوفيه إيزفستيا»: الخوف من غير قصد
تطرّقت صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية إلى الزيارة السريعة التي قام بها رئيس وزراء «إسرائيل» إلى موسكو لمناقشة وجود وحدات عسكرية روسية في سورية.
وجاء في المقال: وصل إلى موسكو أمس وفد «إسرائيلي» برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعضوية رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال غادي آيزنكوت ووزير الاستيعاب لشؤون القدس زئيف آلكين، في زيارة سريعة استمرت لبضع ساعات، التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين. وبحسب وسائل الإعلام «الإسرائيلية» فإن أحد أهداف هذه الزيارة، مناقشة كيفية منع حدوث اشتباكات مسلحة بين الوحدات العسكرية الروسية و«الإسرائيلية» في سورية.
يشير مراقبون إلى أن نتنياهو كان ينوي في البداية التوجّه إلى نيويورك للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبعد ذلك يتوجّه إلى موسكو للقاء الرئيس بوتين.
على رغم عدم صدور تعليق من أي جانب على هذا التغيّر في توالي اللقاءات، إلا أن الجميع يعلمون أن الهدف من لقاء نتنياهو مع رئيس الدولة التي تجهز القوات السورية بالأسلحة وتحتفظ بقاعدة بحرية لها أهمية خاصة في أوضاع المنطقة.
تؤكد صحيفة «هاآرتس» العبرية استناداً إلى مصدر رفيع المستوى في «إسرائيل»، أن نتنياهو ينوي من خلال زيارته إلى موسكو تسوية المسائل التالية: كيفية منع حدوث اصطدامات بين الوحدات العسكرية الروسية والقوات «الإسرائيلية» في سورية، نظراً إلى احتمال زيادة عدد أفراد الوحدات العسكرية الروسية هناك.
من جانبه أشار العقيد المتقاعد، يانيف روخوف في مقابلة مع صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» إلى أنه لا يستبعد احتمال قيام الطائرات الروسية المقاتلة والصواريخ ومنظومات الرادار بالحدّ من حرية القوات الجوية «الإسرائيلية» في الأجواء السورية. لأن «إسرائيل» لا تتخوف أبداً من الجيش السوري. أما وزير الدفاع «الإسرائيلي» موشيه يعالون فيقول إن نشر وحدات عسكرية روسية على الحدود السورية ـ «الإسرائيلية» لا يشكّل أيّ خطر على الدولة اليهودية في الوقت الراهن.
كما أن «إسرائيل» لا يمكنها السماح بتوريد الأسلحة الروسية أو الإيرانية إلى حزب الله الذي يقاتل إلى جانب القوات السورية النظامية. أي من المحتمل أن تكون هذه المسألة موضع نقاش مع الرئيس بوتين أيضاً. يعلم «الإسرائيليون» أن «داعش» لا يهاجم بلدهم لأنه غارق في حرب مع الشيعة، ومع ذلك لا يمكن لـ«إسرائيل» اعتبار حزب الله أو إيران حلفاء لها. لقد أكد نتنياهو مرّات عدّة على أن إيران تشكل الخطر الرئيس الذي يهدّد بلاده، وبحسب رأيه، فإن طهران لم تتخلّ عن صنع القنبلة النووية والنية في استخدامها ضدّ «إسرائيل».
تحاط مباحثات بوتين ونتنياهو بالسرّية دائماً، إذ إنه إلى الآن تحيط هالة من السرّية إزاء ما جرى خلال زيارة نتنياهو القصيرة المفاجئة إلى موسكو في أيلول عام 2009 التي استمرت بضع ساعات أيضاً. حينذاك، وصل نتنياهو إلى موسكو على متن طائرة خاصة مؤجّرة بمبلغ 20 ألف دولار، وقد برّرت الحكومة «الإسرائيلية» غياب نتنياهو بأنه يقوم بجولة تفتيشية للقواعد السرّية التابعة للموساد المنتشرة على الأراضي «الإسرائيلية». من جانبها أعلنت موسكو أن رئيسَي الدولة والحكومة بوتين ومدفيديف لم يلتقيا نتنياهو.
تجدر الإشارة إلى أنه يمكن فهم السرّية التي تحيط بالمباحثات الروسية ـ «الإسرائيلية» دائماً إذا أخذنا بالاعتبار علاقات الصداقة الشخصية بين بوتين ونتنياهو. أما ما يخصّ علاقتهما بالرئيس الأميركي أوباما، فإنه بالنسبة إليهما هو شريك وزميل لا غير. وأكثر من هذا فإن «إسرائيل» تعتبره أقل ودية معها من بين جميع رؤساء الولايات المتحدة الذين سبقوه.
«ديلي تلغراف»: طبيب سوري يتحوّل إلى مهرّب بشر
نشرت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية مقابلة لمراسلها في اسطنبول ريتشارد سبنسر مع من وصفته طبيباً سورياً ومهرّب بشر في الوقت نفسه.
تقول الجريدة إن «أبا محمد» أصبح الآن أكثر غنى من أيّ وقت سابق عندما كان يعمل طبيباً في مدينة حلب السورية، إذ إن عمله في تهريب مواطني بلاده إلى أوروبا قد جلب له أرباحاً تعدّت 60 ألف جنيه استرليني في الشهر الماضي فقط، لكنها ليست حياة سهلة على الإطلاق.
ويوضح سبنسر أن المقابلة التى أجراها مع «أبي محمد» في أحد مقاهي اسطنبول واستغرقت ساعات، تخللتها مكالمات كثيرة استقبلها على هواتفه الخلوية الثلاثة.
ويضيف أن بعض المكالمات التى تلقاها كانت من عملاء منتظرين بينهم أسرة سورية تريد أن ينقلها إلى أوروبا، لكنه ردّ بحزم رافضاً وقال: ليس قبل أن تسدّدوا المال المتبقي على أخيك»، مشيرا إلى أنه نقله إلى أوروبا قبل أشهر ولم يسدّدوا نحو 1000 دولار متبقيّة عليه.
ويعرّج سبنسر على مكالمة أخرى تلقاها من أحد العاملين معه، إذ أخبره أن عشرات اللاجئين يشعرون بالقلق بعدما أوقفتهم الشرطة، بعدما خرجوا من المدينة في حافلة كبيرة. فردّ عليه: «قل لهم إنهم لن يبيتوا في المدينة ليلة واحدة، سيسافرون فوراً».