محلي لـ«الميادين»: الناتو أوصل «داعش» إلى ما وصل إليه اليوم عبر الدعم المسلح بكل أنواع الأسلحة الفتاكة
أوضح الصحافي والكاتب السياسي حسني محلي أن «ما حصل في العراق هو نتيجة تواطؤ وخيانة من قبل ما يسمى بالوحدات العسكرية التي كانت موجودة في الموصل لأنه من غير المنطقي وبأي شكل من الأشكال أن ينسحب 65 ألف عسكري من الموصل مقابل 1500 إرهابي من داعش، لكن الأهم في كل ما حدث هو التوقيت الزمني لهذه العملية التي صادفت مع التقارب الأميركي – الإيراني والانفتاح الإيراني على الغرب والمحادثات الإيرانية – الروسية والإيرانية – الألمانية في طهران فالتحالف السني الموجود في المنطقة والذي تترأسه السعودية وقطر وتركيا هم الذين حضّروا لهذا السيناريو الذي انتهى بدخول داعش إلى الموصل».
وأضاف: «إذا حاولنا أن نربط ما حدث في العراق فيجب أن نربطه ببداية الأحداث في سورية لأنه عندما وقفت 100 دولة ضد سورية كان الجميع يعرف أن ما ستصل إليه سورية هو ما وصل إليه العراق الآن، لأن داعش يضم عشرات الآلاف من الأجانب الذين وصلوا إلى تركيا ودخلوا منها إلى سورية».
وأكد محلي أن «الذين راهنوا على سقوط النظام في سورية لم يتوقعوا بأن النظام سيصمد ثلاث سنوات لذلك فتحوا الحدود على مصراعيها وقدموا كافة أنواع الدعم للمجموعات المسلحة، بالإضافة لتطوع الآلاف من الأتراك للقتال بصفوف المجموعات المسلحة في سورية».
وحول دعوة تركيا الناتو لضرب «داعش» في العراق، قال محلي: «هذا أشبه بالكوميديا لأن الناتو هو من أوصل داعش إلى ما وصل إليه اليوم عبر الدعم المسلح بكل أنواع الأسلحة الفتاكة وغير الفتاكة».
وفي ما يتعلق بمجلس الأمن والإجراءات التي سيتخذها، أوضح محلي أن «مجلس الأمن أصبح «مسخرة» وفق المعايير الدولية الموجودة الآن، وازدواجية التعاملات داخل المجلس حيث تجسد ذلك بشكل واضح في القضية السورية. وعلى سبيل المثال إصدار مجلس الأمن بياناً ينتقد فيه بشدة هجوم داعش على الموصل»، متسائلاً: «لماذا لم يصدر المجلس بياناً ينتقد فيه احتلال داعش للرقة السورية؟ إذن مجلس الأمن فقد المنطق والعدل الذي ينادي به».
أما بالنسبة لقضية أوكرانيا فقد أكد محلي أنها «لم تعد قضية مجلس الأمن بقدر ما هي قضية العلاقات الروسية الأميركية والروسية الأوروبية، وروسيا اليوم بأقوى حالاتها والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يقبل بأي شيء، فهو يعرف نقاط الضعف عند الأوروبيين ونقاط الضعف عند الاميركيين بالعلاقة الأوروبية الأميركية».
وعبّر محلي عن رأيه الشخصي بالنظام السعودي واصفاً إياه بأنه أخطر نظام في العالم وليس على مستوى المنطقة فقط، فالسعودية مولت الانقلاب على اللمبي في 73 من خلال الاستخبارات الأميركية وهي التي ورطت الشعب الشيشاني الذي كان معتدلاً ويفهم الاسلام بكل تفاصيله وسهولته، لكن السعوديين دمروهم من خلال إرسال رجال الدين الوهابي إلى الشيشان وكذلك فعلوا مع شعب البوسنة».
وختم محلي حديثه قائلاً إن «الاستراتيجية السورية – المصرية هي التي تستطيع أن تحسم كل مشاكل المنطقة، لكن السعوديين بدهائهم قاموا بالاتصال بعد ساعة من انقلاب 30 تموز في مصر بالسيسي ودعموه بـ6 مليار دولار من أجل أن يمنعوا اقتراب مصر من سورية» .