الجواهري لـ«أن بي أن»: ضغط «إسرائيلي» على أميركا لعدم إنهاء ما يحصل في الموصل
أكد الكاتب والمحلل السياسي العراقي أبو ميسم الجواهري أن «حالة من اليأس قد أصابت الطرف الكردي الذي كان يتوقع من الانتخابات أن تأتي لمصلحته، بالتالي هو الذي لديه مصلحة مما حدث في الموصل لإحداث شيء يحاولون الضغط من خلاله أو تغيير الخريطة»، مشيراً إلى أن «ما يطلبه الأكراد هو شيء خارج الحدود، فالبرزاني يريد أن يبني دولته على حساب العراق ككل ويريد مردود النفط فقط للأكراد، كذلك مردود الجمارك وغيرها وهذا ما رفضه المالكي لأنها مطالب غير مشروعة».
وأشار إلى أن «ما حصل من تقدم داعش في الموصل رفع معنويات المجموعات المسلحة في سورية أيضاً ولكن هؤلاء ليسوا إلا وسيلة يقوم من خلالها الطرف الدولي بإنضاج خططه ومن بعدها سيتخلى عنهم».
وأوضح أن «البشمركة لها نشاطات عصابات فقد اشتبكوا مع الجيش العراقي، بالتالي هذا ليس تصرف شريك بل تصرف عدو يريد استغلال وابتزاز العراق إلى درجة اتفاقهم مع داعش لتحقيق مصالحهم، ومعظم المجتمع السني في العراق لا يرضى إلا بوحدة العراق كاملاً بجميع طوائفه إلا فئة قليلة من السنة المعتدلين كأسامة النجيفي وجماعته، وأعتقد إنهم سيدفعون الثمن والمستفيد الوحيد هم الأكراد». مؤكداً أن «الجميع يدرك بأن ما حدث هو مؤامرة خطيرة قادها النجيفي بالتواطؤ مع أخيه وحقق ما حققه وتقف من ورائه تركيا والسعودية، ولكنه إذا لم يذوب مع الأكراد لن يحقق أي فائدة فهو مجرد وسيلة».
ورأى أن «أميركا ليست جادة أبداً في دعم الحكومة العراقية أو الجيش العراقي لأن اللوبي «اليهودي» يضغط عليها وسيعيق تقديم أي مساعدة من الجانب الأميركي للعراق وجيشه، ومن مصلحة أميركا إنهاء هذا الوضع في الموصل لكن «إسرائيل» تضغط بشكل كبير باتجاه استمرار ما يحصل في العراق. وهذا اللوبي هو نفسه من منع تسليح الجيش العراقي ومنع أي طرف دولي من تسليحه، والجيش العراقي يستند إلى خلفية جماهيرية واسعة جداً، هناك آلاف المتطوعين من العشائر العراقية وهناك حالة كبيرة من الوعي داخل هذه الشرائح التي ترفض تعرض أي جزء من بلادها للخطر»، مشيراً إلى أن «قد مورست حرب نفسية وإعلامية هائلة في العراق تجاه ما حدث في الموصل وكانت هناك خدعة كبيرة استطاعت أن تحقق انهياراً نفسياً داخل صفوف الجيش العراقي، ولكنه الآن استعاد توازنه ونظم صفوفه».
وختم: «حاول داعش احتلال بيجي والجيش استعادها في اليوم نفسه، ولكن لديهم خلايا نائمة تنهض فجأة وتقوم بممارسة حرب إعلامية ونفسية عن سقوط منطقة لم تسقط. وهذا يدل على وجود جهاز كامل يعمل معهم. كما أن سيطرة «داعش» الآن فقط في الموصل والقوات العراقية تضرب أهدافاً لهم عن طريق الطيران ولن تمكنهم من الوصول إلى بغداد لإسقاط الحكومة والعملية السياسية التي ابتدأت بنجاح المالكي»، مشيراً إلى أن «بعض الجهات تحاول التخطيط لتغيير الواقع تغييراً حقيقياً ولكن أمامهم معوقات حقيقية تتمثل بالجيش العراقي القوي ووعي الشعب العراقي تماماً لما يحدث وموقف دولي رادع لن يسمح لـ«داعش» بالسيطرة في المنطقة».