حزب الله: 14 آذار مستفيد

أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ حزب الله «ذهب ليقاتل في سورية «دفاعاً عن مشروع المقاومة وليس دفاعاً عن نظام ولا عن شخص ولا عن جماعة ولا عن حزب، ذهب ليدافع عن مشروع المقاومة المتكامل الذي تعتبر سورية إحدى دعائمه»، لافتاً إلى أنّ المحاولة الجديدة التي تقوم بها روسيا ساهمت «في إعطاء دعم إضافي لسورية لمواجهة التكفيريين لأنهم اكتشفوا كما اكتشف العالم أنّ الأميركيين ومن معهم كاذبون فهم يريدون مشروع داعش والنصرة والتكفيريين من أجل تخريب المنطقة».

وقال قاسم، في كلمة ألقاها في ذكرى شهداء هونين في حسينية البرجاوي:

«أدركت فرنسا وبريطانيا وأميركا ومن معهم أنّ أي خيار في سورية، على المستوى السياسي، لا يمكن أن يكون من دون الرئيس الأسد، فبعد أربع سنوات ونصف أدركوا الحقيقة التي كنا نقولها منذ اليوم الأول».

وأضاف: «نحن نريد القضاء على داعش والنصرة وليس الاحتواء، ونساند كلّ المحاولات التي تواجه هذا الخطر في أي موقع وفي أي مكان، وعندما نواجه التكفيريين في سورية إنما نواجههم في لبنان وفي كلّ موقع حقّ، نحن لا نبحث عن الجغرافيا، وإنما نبحث عن الموقف الذي يحمي أجيالنا ويحمي مستقبلنا ومن دون هذا الموقف في سورية لم يكن بإمكاننا أن نحمي لبنان».

وأشار قاسم إلى أنّ «الفساد في لبنان أصبح نموذجاً بحيث أنّ التباري بين عدد كبير من المسؤولين والقوى التي تعمل في الساحة هو بمقدار الفساد مع التغطية عليه، الفساد يتطلب محاسبة، وفي هذا النظام الطائفي وفي هذه التركيبة الطائفية الموجودة لا تستطيع الآليات المعتمدة أن تحاسب أحداً. إذاً ما هو الحلّ؟ الحلّ هو أن يعرف السياسيون أنهم معرضون للمحاسبة. والجهة الوحيدة التي تستطيع المحاسبة هي الشعب، ولا يستطيع الشعب أن يحاسب إذا لم يكن هو قادراً على الانتخاب الحرّ، ولا انتخاب حرّاً في لبنان إلا مع قانون النسبية على قاعدة لبنان دائرة واحدة».

ولفت إلى أنّ «إيران اليوم في قلب المعادلة العالمية … وأثبتت جدارتها كمنافس حقيقي يقف في المقابل ليطرح مطالبه ويقبل ويرفض».

وختم قاسم: «اليوم نقول للعرب، خير لكم أن تلاقوا اليد الإيرانية الممدودة من أجل معالجة المشاكل الموجودة في المنطقة، فمن دون إيران لا تستطيعون معالجة أي مشكلة، وفي مواجهة إيران ستسقطون في مشاكلكم، لأنكم تبحثون عن الحلّ في مكان آخر».

واعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق خلال أسبوع الشهيد فضل سلامي في بلدة عبّا الجنوبية، أنّ «قوى الرابع عشر من آذار هي المتهمة أولاً وأخيراً بإطالة أمد الشغور الرئاسي لأنها المستفيدة من إطالة أمده كونها الفريق الممسك بالقرار الحكومي، وهذا ما يفسر العرقلة المستمرة لانتخاب رئيس للجمهورية يمثل القوى الوطنية والمسيحية أكثر من غيره».

وإذ لفت إلى «المراهنة على تغيير حزب الله لموقفه من ترشيح العماد ميشال عون من خلال الحوار أو عامل الوقت»، شدّد على أنّ «موقف حزب الله النهائي في الملف الرئاسي قبل النووي وبعده، وقبل الحوار وبعده هو ترشيح الرئيس الأكثر تمثيلاً مسيحياً ووطنياً وهو المرشح ميشال عون وهو لا يبدّل تبديلاً».

من جهة أخرى، استقبل رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم أمين السيد أمس، الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد على رأس وفد من قيادة التنظيم. وتداول المجتمعون، بحسب بيان للعلاقات الإعلامية في الحزب في «الأوضاع والمستجدات الإقليمية والمحلية، وتوقفوا أمام الهجمة التي تتعرض لها المنطقة وسبل تحصينها في مواجهة المؤامرات التي تتعرض لها في شتى الميادين الأمنية والسياسية والثقافية».

وأكدوا أنّ «أي مشروع نهضوي للارتقاء إلى مستوى المواجهة يجب أن يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية تبدأ بإعادة الاعتبار إلى القضية الفلسطينية كنقطة مركزية تشكل الحلقة الأساسية لقيام نهضة الأمة على المستوى السياسي، والمحور الثاني هو المقاومة لما تشكله من قاعدة صلبة في مواجهة الهجمة العسكرية والأمنية وضرورة تعميمها ودعمها بكلّ الوسائل والإمكانات المتاحة. والمحور الثالث هو النهضة الشعبية الواعية التي أسقطت الديكتاتوريات الجائرة التي كانت تقف حاجزا بين الشعوب وتطلعاتها نحو حياة كريمة عزيزة وأهمية العمل على مواجهة مشاريع الاحتواء التي حاولت تجيير الثورات لصالح قوى الإستكبار في العالم والمنطقة».

واستنكر المجتمعون ما «يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات صهيونية بهدف تهويده كما استنكروا الصمت الدولي والعربي المريب الذي يشجع العدو على ممارسة عدوانه المستمر على المقدسات في فلسطين».

وشدّدوا على «أهمية طاولة الحوار وضرورة التعاطي معها بأقصى جدية ممكنة لمواجهة الأوضاع الصعبة التي يعاني منها لبنان من خلال العمل على إنجاز قانون انتخاب عصري يؤمن صحة التمثيل والشراكة الحقيقية لمختلف الأطراف السياسية من جهة ويحقق المطالب الشعبية في محاسبة الفاسدين والمقصرين الذين تسببوا بتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي خدمة لمصالحهم الضيقة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى