لجنة الـ7 ـ فلسطين تقاوم ـ كَسَب حرة ـ تقسيم العراق والسعودية وتركيا
ناصر قنديل
– في هذه الزاوية ومع بدء الأزمة حول كيفية إدارة مجلس الوزراء لصلاحيات رئيس الجمهورية بعد شغور كرسي الرئاسة، تقدمت باقتراح تشكيل لجنة من سبعة وزراء يمثلون أكبر الكتل التي تمثل الطوائف الرئيسية السبعة التي تتمثل في الحكومة، ومن بينهم وعلى رأسهم رئيس الحكومة ومعه نائب الرئيس ووزير المالية عن طوائفهم وباقي الوزراء يمثلون الكتل الأكبر نيابياً ووزارياً بالتالي في طوائفها، على أن تتولى اللجنة الإدارة التمهيدية والختامية لتولي مجلس الوزراء لصلاحيات رئيس الجمهورية، فتكون تعبيراً ميثاقياً عن إدارة بلد مكوّن طائفياً، خصوصاً لجهة الحفاظ على مكانة الطوائف المسيحية التي يمثل اطمئنانها منصب رئاسة الجمهورية، ويكون تعقيداً لآلية الإدارة لتأكيد التشجيع على أنّ الأولوية هي لانتخاب الرئيس العتيد وملء الشغور وليس لإدارة البلاد بصورة تبدو سلسة وطبيعية مع ومن دون رئيس، ووفقاً للمعلومات الواردة عن مجلس الوزراء أمس أنّ الاقتراح نوقش بشكل جدي في مجلس الوزراء وهو على الطريق ليبصر النور.
– فلسطين مهما حاولوا تغييبها ليتقدم المشهد نحو عناوين أخرى ستبقى هي المقدمة، وقضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ستظلّ هي قضية القضايا التي أفشلت حكومة بنيامين نتنياهو أي أمل بالتوصل إلى حلّ لها، وشكل ذلك أحد أبرز أسباب فشل المفاوضات التي ترعاها واشنطن، وصار واضحاً وفقاً للتجارب المتكرّرة أنّ الطريق الوحيد لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال هو المقاومة وليس سواها، وأنّ القيادة الإسرائيلية لا تفاوض على مستقبل الأسرى إلا وهي تحت الضغط بوجود من يقابلهم بيد المقاومة الفلسطينية، ثبت أمس أنّ بيان جماعة داعش عن تبني خطف المستوطنين في الخليل كان تسريباً إسرائيلياً منسّقاً مع جماعات من القاعدة للتوظيف المتبادل، فتبدو القاعدة كمن يردّ على الذين يتساءلون عن سرّ مهادنتها لإسرائيل عقوداً من الزمن بينما لم تترك من شرها دولة ولا شعباً إلا وأزهقت أرواحاً وأسالت دماء، فتقول ها نحن نستهدف «إسرائيل»، ومن جهة أخرى تعطي «إسرائيل» مبرّر القول إنّ ما تتعرّض له ليس فعل مقاومة مشروع ناتج من حق مسلوب هو حق الأسرى بالحرية، بل هو فعل إرهابي يجعلها جزءاً في هذه الجزئية تحديداً من ضحايا الإرهاب، وبعد سقوط المزاعم وعدم وضوح الجهة الخاطفة وتكتمها على هويتها، أدارت «إسرائيل» التصويب على حماس واستطراداً على المصالحة الفلسطينية التي شاركت واشنطن في استهدافها تحت شعار أنّ حماس هي المسؤولة عن خطف المستوطنين، والأمل أن تنجح المقاومة الفلسطينية بتجنّب الحملات العسكرية الإسرائيلية التي ستفقد قيمتها مع مرور أول أيام الخطف وينجح المقاومون في التخفي، ليكون بعدها الأمل بالحرية لآلاف الأسرى.
– كسَب وما أدراك ما كسَب، كسَب عادت حرة يا أحرار، قبل أسابيع عندما تمكنت مجموعات شيشانية من دخولها، وطبّل وزمر الإعلام المتورّط في الحرب على سورية، وقال الكثير عن أهمية كسَب الاستراتيجية ومكانتها في تغيير كلّ وجهة الحرب في سورية، وخصوصاً ما يتصل بمستقبل حلب، صارت كسَب بعدما استردّها الجيش السوري مدينة بلا قيمة عند هذا الإعلام، كما صار حال يبرود وقبلها النبك وقبلهما القصيْر، فكلّ الدنيا تتوقف عند مستقبل موقع يحتله المسلحون المتورّطون في الحرب، ويصير الموقع بلا قيمة عندما يستردّه الجيش، لكن كسَب مهمة وتأثيرها لا يمكن إنكاره لا في رسم مستقبل حلب ولا في ترسيم حدود الدور التركي في الحرب على سورية، والتحدي الذي خاضه الجيش السوري هو الذي فرض على الأتراك الانكفاء أو اختيار المواجهة المباشرة في لحظة حرجة لا يتحمّلونها.
– المستقبل العراقي المعرّض لخطر التقسيم ورمي ثلث العراق بيد القاعدة، مهما جرى من محاولات تمويهه بمسمّيات ثورة وتمرّد، لا يمكن اعتباره تحدياً لإيران وسورية وحلف المقاومة وحدهم، بل هو تحدّ سيجرّ نفسه على تركيا والسعودية خطراً بالتقسيم وبتمدّد القاعدة في بيئة مناسبة وجاهزة للتفاعل وباتت على طول الحدود.