التدخّل الروسي أساسٌ في مهمّة القضاء على «داعش»

لا يزال التدخل الروسي على خطّ محاربة الإرهاب في سورية والعراق، على رغم التباين في وجهات النظر بين موسكو وواشنطن حول الآلية والاستراتيجية، يتعرّض لعددٍ من التحليلات الإعلامية والصحافية، بين تأييد ورفض، وانتقاد الاستراتيجية وتشجيعها.

صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية تطرّقت إلى مسألة المواجهة مع «داعش»، مشيرة إلى أنّ البلدان الغربية التي كان قادتها يغضّون البصر عن جرائم «داعش» في سبيل الإطاحة بنظام الأسد، بدأت الآن تعي أن العالم يواجه خطراً كبيراً. خصوصاً مع وجود معلومات عن نوايا «داعش» القيام بأعمال إرهابية في أوروبا وسعيه إلى الحصول على أسلحة الدمار الشامل. آملةً أن يدرك الغرب مدى الخطر الذي يخيّم على العالم، وأنّ دعوة روسيا إلى إنشاء تحالف دوليّ فعّال بمشاركة سورية والعراق وإيران والأكراد، هو الوسيلة العملية لمواجهة هذا الخطر. كما نقلت عن نائب وزير خارجية النمسا سبستيان كورتس قوله: نحن بحاجة إلى موقف براغماتي شامل ينصّ على إشراك الأسد في المعركة ضدّ «داعش»، لأن الأولوية لمكافحة الإرهاب وهذا غير ممكن من دون روسيا.

إلى ذلك، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تقريراً أشارت فيه إلى أنّ أجهزة الاستخبارات الأميركية أقرّت بأن عدد الأجانب الذين تسلّلوا إلى سورية والعراق منذ عام 2011 من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فيهما، يقدّر بنحو ثلاثين ألف شخص، أي ضعف التقديرات السابقة التي نشرت قبل سنة.

فيما نشرت صحيفة «جمهورييت» التركية موضوعاً جديداً عن أساليب القمع التي يمارسها نظام رجب طيب أردوغان بحق معارضيه، مشيرة إلى مقتل فتاة في التاسعة من عمرها وإصابة خمسة مواطنين بجروح في اعتداءات شرطة نظام أردوغان على المدنيين في مدينة بيسميل في محافظة ديار بكر جنوب شرقي تركيا.

«نيزافيسيمايا غازيتا»: كيف ننتصر على «داعش»؟

تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى مسألة المواجهة مع «داعش» ومحاولات رجال الدين وضع قاعدة نظرية لمكافحة التطرّف ووضع حدّ له. وجاء في المقال: تتصدّر الأزمة السورية اليوم الأحداث العالمية، إذ أصبحت أكثر دموية بعدما أعلن المتطرّفون إقامة «دولة الخلافة» على أجزاء من سورية والعراق. وصدمت الأعمال الوحشية التي اقترفها هؤلاء الذين يسمّون أنفسهم «مجاهدين» البلدان العربية والعالم بأسره.

والآن، بدأت البلدان الغربية التي كان قادتها يغضّون البصر عن جرائم «داعش» في سبيل الإطاحة بنظام الأسد، تعي أن العالم يواجه خطراً كبيراً. خصوصاً مع وجود معلومات عن نوايا «داعش» القيام بأعمال إرهابية في أوروبا وسعيه إلى الحصول على أسلحة الدمار الشامل.

نأمل أن يدرك الغرب مدى الخطر الذي يخيّم على العالم، وأنّ دعوة روسيا إلى إنشاء تحالف دوليّ فعّال بمشاركة سورية والعراق وإيران والأكراد، هو الوسيلة العملية لمواجهة هذا الخطر.

هناك ثلاثة عوامل مهمة لمثل هذا التعاون في مواجهة الخطر: أولاً، الفشل التام لجهود الولايات المتحدة الرامية إلى تشكيل معارضة مسلحة معتدلة في سورية. ثانياً، تدفق آلاف اللاجئين إلى أوروبا من بلدان الشرق الأوسط وغالبيتهم من سورية. وثالثاً، المساعدات الإضافية التي تقدّمها موسكو لحكومة الأسد على شكل أسلحة ومعدّات عسكرية.

إن السبب الحقيقي لتطوّر الإرهاب ليس الفقر والبطالة في عدد من البلدان الإسلامية فحسب، لا بل قبل كل شيء، ما يقوم به الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة، التي قرّرت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي الإطاحة بأنظمة الحكم في العراق وسورية وليبيا الموالية برأيهم للاتحاد السوفياتي.

وأشار الاقتصادي جيفري ساكس قبل أيام في مقال إلى أن إنقاذ سورية يجب أن يتم عبر مجلس الأمن الدولي فقط. وأن مشاكل المنطقة بدأت منذ ربع قرن، عندما حاولت واشنطن الإطاحة بالأنظمة التي كانت مدعومة من الاتحاد السوفياتي.

وأوضح بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الأميركي عام 1991، لقائد القوات الأميركية في أوروبا ويسلي كلارك هذا الأمر بالقول: لقد أدركنا أنه يمكننا من دون عقاب، أن نتدخل عسكرياً في شؤون المنطقة. وليس بإمكان الاتحاد السوفياتي عمل شيء لوقفنا. أي لدينا 5 إلى 10 سنوات للإطاحة بالأنظمة الموالية له في العراق وسورية وغيرها من البلدان، قبل أن تتمكن دولة عظمى مقبلة «الصين» من تحدينا في المنطقة.

بعد أحداث 11 أيلول عام 2001، ظهرت الحجّة المنتظرة للقضاء على صدّام حسين، ثم قدّم «الربيع العربي» إمكانية للإطاحة بنظامَي ليبيا وسورية.

من الصعوبة بمكان التنبؤ حالياً بتطور الأحداث، ولكن من الواضح أن القوى التي تعتقد أن الخطر الحقيقي الذي يهدد الشرق الأوسط والأدنى والعالم يأتي من «داعش»، بدأت في تعزيز مواقفها. لذلك ظهرت في واشنطن وبلدان الغرب أصوات تطالب بعدم مساواة حكومة الأسد و«داعش».

يقول سبستيان كورتس نائب وزير خارجية النمسا: نحن بحاجة إلى موقف براغماتي شامل ينصّ على إشراك الأسد في المعركة ضدّ «داعش»، لأن الأولوية لمكافحة الإرهاب وهذا غير ممكن من دون روسيا.

أما الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي فيقول أن بالإمكان تحرير سورية من «داعش» خلال عدة أشهر، «إنها مسألة قيادة، والاعتماد على الدول المجاورة لسورية والمباشرة بالحوار مع روسيا وبوتين».

مع ذلك، نعتقد أن استخدام القوة للقضاء على هذا الورم السرطاني غير كاف. فمن الضروري فضح مزاعم المتطرّفين الأيديولوجية، في شأن حقهم في تفسير القرآن والسنّة. ولأجل هذا يُعقَد في موسكو بداية تشرين الأول بدعوة من رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا ـ العالم الإسلامي»، رستم مينيخانوف مؤتمر يحضره مشاهير رجال الدين المسلمين من البلدان العربية والإسلامية، لصوغ قاعدة نظرية لمكافحة التطرّف ووضع حدّ له.

«جمهورييت»: مقتل فتاة على يد شرطة أردوغان في ديار بكر

قتلت فتاة في التاسعة من عمرها وأصيب خمسة مواطنين بجروح في اعتداءات شرطة نظام رجب أردوغان على المدنيين في مدينة بيسميل في محافظة ديار بكر جنوب شرق تركيا.

وذكرت صحيفة «جمهورييت» التركية أنّ قنّاصة شرطة أردوغان المنتشرين على أسطح الأبنية العالية استهدفوا المدنيين عقب فرض حظر التجوّل على أربعة أحياء في المدينة ومحاصرتها. مشيرة إلى مقتل فتاة في التاسعة من عمرها وإصابة خمسة آخرين على إثر إلقاء الشرطة قنبلة على منزل في المدينة.

وأشارت الصحيفة إلى إصابة عدد كبير من المواطنين بجروح بسبب إطلاق الشرطة النار بطريقة عشوائية على المنازل في المدينة.

بدوره قال عمر أونن رئيس فرع حزب «الشعوب الديمقراطي» في محافظة ديار بكر إن الطفلة المقتولة والمصابين هم أقارب علي شيمشك الرئيس المشترك لحزب «المناطق الديمقراطية»، مؤكداً أنّ الشرطة استهدفت أسرة شيمشك بشكل متعمد.

ولفت أونن إلى أن نظام أردوغان يمارس ألاعيب قذرة في شرق تركيا وجنوب شرقها، بهدف الفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة. موضحاً أنه يشنّ حرباً نفسية قذرة أيضاً ضدّ أهالي مدينة سور في محافظة ديار بكر.

وكان سكان مدينة سور قد أكدوا أن قوات الأمن التركية شنّت هجمات على المدينة وأطلقت النار بطريقة عشوائية على المنازل في آخر أيام عيد الأضحى، فيما انتشر القنّاصة على أسطح الأبنية العالية وبدأوا إطلاق النار على المواطنين، معتبرين أن الهدف ارتكاب مجازر بحق أهالي المدينة عقاباً لهم على رفضهم سياسات أردوغان وحكومة حزب «العدالة والتنمية».

من جانب آخر، وفي سياق الفضائح المتواصلة التي تلاحق أردوغان وحكومته، نشر الكاتب والباحث التركي أرغون بويراز الذي ألّف كتباً عدّة حول حياة رئيس النظام التركي، الصورة الأصلية للشهادة الجامعية التي يحملها أردوغان.

ونقلت مواقع تركية عدّة عن بويراز قوله في تعليق نشره على حسابه على موقع «تويتر»، إن الشهادة الجامعية الموجودة لديه مصدقة في عام 1994. لافتاً إلى أنها تختلف عن الشهادة الجامعية التي كانت نشرتها إدارة جامعة مرمرة السنة الماضية.

وأشار بويراز إلى وجود شهادتين جامعيتين مختلفتين بِاسم أردوغان. مؤكداً أن الشهادتين مزوّرتان. وبالتالي يجب أن تسقط عنه صفة رئيس الجمهورية لأن الرئيس ينبغي أن يكون متخرّجاً من كلّية مدة الدراسة فيها أربع سنوات.

ونشر بويراز صورة للشهادة التي صدّقها أردوغان من كاتب العدل عام 1994 ولم يظهرها للعيان، وأضاف أن أردوغان كان يعمل في بلدية اسطنبول الكبرى خلال السنوات التي زعم أنه كان يدرس فيها في الجامعة بحسب سجلّه في التأمينات الاجتماعية. فضلاً عن أنه كان موظفاً في التنظيم الشبابي لحزب «الخلاص الوطني الإسلامي» التركي، وكان متزوجاً من أمينة ولديه أولاد، والأمر المثير للاستغراب أنّ السجلات تكشف عن عمل أردوغان في شركة لإنتاج النقانق على رغم مرور أكثر من أسبوعين على التحاقه بالجيش ليؤدّي الخدمة الإلزامية.

وأفاد بويراز أن جامعة مرمرة التركية منحت أردوغان شهادتين جامعيتين على خلفية الجدل الذي أثير حول حمل أردوغان شهادة جامعية مزوّرة السنة الماضية، الأمر الذي لا مثيل له في أيّ مكان بالعالم.

«نيويورك تايمز»: ثلاثون ألف أجنبيّ انضموا إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق منذ 2011

أقرّت أجهزة الاستخبارات الأميركية بأن عدد الأجانب الذين تسللوا إلى سورية والعراق منذ عام 2011 من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فيهما، يقدّر بنحو ثلاثين ألف شخص، أي ضعف التقديرات السابقة التي نشرت قبل سنة.

وكان مسؤولون أميركيون قد قدّروا السنة الماضية عدد الأشخاص الذين توجهوا إلى سورية والعراق للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فيهما بـ15 ألفاً ينحدرون من 80 دولة. إذ فتح نظام رجب أردوغان حدود بلاده على مصراعيها أمام تسلل آلاف من هؤلاء الإرهابيين إلى سورية منذ بداية الأزمة فيها وقدّم لهم الدعم اللوجستي والمادي، ووفّر لهم مراكز الإيواء والتدريب وغير ذلك.

وكشف تقرير جديد أعده محللون في الاستخبارات الأميركية ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية مقتطفات منه، أن ثلاثين ألف مقاتل أجنبي من مئة دولة تقريباً، سافروا إلى العراق وسورية منذ عام 2011، وانضموا إلى التنظيمات الإرهابية فيهما.

ومن بين هؤلاء الإرهابيين، 250 أميركياً، علماً أن تقارير صدرت قبل سنة تقريباً أشارت إلى أن مئة0 أميركي فقط انضموا إلى هذه التنظيمات.

وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الإرهابيين الأجانب انضموا إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، ما يشكل دليلاً صارخاً على فشل ما سمّته «الجهد الدولي» المبذول من أجل تأمين الحدود مع سورية وتشديد قوانين مكافحة الإرهاب والعمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في إطار ما يسمّى «التحالف الدولي» لوقف تدفّق الإرهابيين وتسللهم إلى سورية.

وأوضحت الصحيفة أن نتائج تقرير الاستخبارات الأميركية يتزامن مع تحقيق أجراه الكونغرس على مدى ستة أشهر حول انضمام المقاتلين الأجانب إلى التنظيمات الإرهابية. وخلص إلى نتيجة مفادها أن الولايات المتحدة فشلت على نطاق واسع في إيقاف الأميركيين عن مغادرة بلادهم والانضمام إلى الإرهابيين.

يأتي ذلك في وقتٍ تعرّض البرنامج الأميركي لتدريب الإرهابيين الذين تطلق عليهم واشنطن تسمية «معارضة معتدلة» في سورية، لضربة قوية مع اعتراف الولايات المتحدة مؤخراً بأنّ الذين درّبتهم وسلّحتهم في تركيا بإشرافٍ منها، سلّموا بعض العتاد العسكري الذي زوّدتهم به إلى تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى