القعيد لـ«الميادين»: الإدارة الأميركية تشعُر بانعدام قدرتها على إدارة العالم
أوضح الكاتب والصحافي المصري يوسف القعيد أن «ما يحدث في العراق هو شكل جديد لتفتيت المفتت وتقسيم المقسم وتجزيء المجزأ من الوطن العربي وفق مسألة جديدة تسمى «داعش»، لكنها في نفس إطار محاولة العدو الصهيوني لتفتيت وشرذمة الوطن العربي»، مؤكداً أن «محاولة «داعش» اليوم أخطر من شبيهاتها القاعدة والإسلام السياسي لأنها تستخدم أسلحة لا تُستخدم إلا مع الجيوش النظامية».
وأضاف القعيد أنه «ليس هناك إعفاء للولايات المتحدة والعدو «الإسرائيلي» من مسألة «داعش»، فلو تابعنا مُناقشات الكونغرس الأميركي لوجدنا أن أميركا لم تتفاجأ أبداً بـ«داعش»، فأميركا هي من احتلت هذا البلد وكانت السبب الجوهري في كل هذه المظاهر الموجودة فيه الآن».
وتمنى القعيد أن لا تسقط بغداد جراء هذه الحرب المفتوحة عليها الآن، قائلاً: «يكفينا ما شهدناه من سقوط لعواصم عربية في النصف القرن الأخير».
واعتبر القعيد أن «رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فقد شرعيته والقوى الأخرى غير مستعدة لأن تتضامن معه باستثناء إيران التي تعتبره مندوباً لها داخل العراق»، مشيراً إلى أن «لا قيمة للانتخابات في أي دولة عربية طالما هناك أمية واحتياجات للمواطن العادي، فالانتخابات لا تعبّر مطلقاً عن إرادة الشعب»، معتبراً أن «الذي يعبر عن إرادة الشعب هو إرادة الشارع والميدان والقدرة على التظاهر».
وقرأ القعيد الخطوة الأميركية بتحريك حاملة الطائرات جورج بوش وقطع حربية بحرية أخرى إلى القرب من السواحل الجنوبية للعراق، كما يلي:
«إن أوباما أعلن بصريح العبارة أن التدخل الأميركي في العراق بناء على طلب من المالكي لن يتم إلا بعد أن تتفق الأطراف العراقية على حد أدنى من التوافق، وهو يعرف جيداً استحالة أن يحدث مثل هكذا توافق لأن ما يجري في العراق فيه بعد طائفي وهو ما يمثل الهدف الأميركي القديم بتقسيم العراق والوطن العربي وفق هذا المبدأ».
ورأى القعيد أن «يجب أن يكون حامي العراق هو جيشه الوطني وأن يكون التدخل الأميركي الورقة الأخيرةـ لأن أميركا عندما تتدخل لا تخرج بسهولة وتبقى فترات أطول من أي وعود تطلقها، إضافة إلى أنها لن تذهب إلى أي مكان إلا وخربته ودمرته وتركته على شفا الانهيار».
وأضاف القعيد أن «الإدارة الأميركية تشعُر بتسرب الأمور من بين يديها وبانعدام قدرتها على الحسم وعجزها عن إدارة العالم بالطريقة التي تحدثت عنها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، فهم الآن يحاولون السيطرة ولكن من دون قدرة على فعل شيء، وهم كما سهلوا لداعش الحصول على السلاح ليست لديهم النية لتسليم أسلحة لمعارضات من نوع خاص سواء في سورية أو في العراق، لأن المستفيد الوحيد من كل هذا التخبّط والصراع في المنطقة هو العدو «الإسرائيلي» لأن وطناً عربياً غير مستقر هو أقصى آمال الولايات المتحدة والكيان «الإسرائيلي».
وأكد القعيد أن «من يريد تقسيم الوطن العربي هي أميركا، فالغرب ليس أكثر من حديقة خلفية للولايات المتحدة تنفذ ما تريده، فلا يوجد أي صوت أوروبي غربي يستطيع أن يختلف مع ما تريده أميركا».
وفي اختتام حديثه، أكد القعيد أن «المستفيد الأساسي من عملية اختطاف المستوطنين «الإسرائيليين» هي «إسرائيل» لأنها منذ أن حدث التوافق بين حماس وفتح، وهي في حالة انزعاج وتوتر لدرجة أن نتنياهو انشأ إدارة كاملة في مكتبه لملاحقة أي دولة أوروبية تقرر أن تتعامل مع هذا الاتفاق الفلسطيني وتعترف به، وهذا الكلام لا يعني أن «إسرائيل» هي من قامت بعملية الاختطاف، لكن من الممكن أن تكون هناك تيارات داخل حماس ليست سعيدة بالخطوة التوافقية بين حماس وفتح، بالتالي تريد أن تفسد هذه الاتفاقية وتلغي مثل هكذا مشاريع وحدوية داخل فلسطين، إضافة إلى أن مثل هكذا أعمال يعطي لـ«الإسرائيليين» بحسب رغبتهم وجهة نظرهم أن يفعلوا في الضفة كما فعلوا في غزة».