علي عبد الكريم: نحن على سكة الخلاص بفضل صمود سورية والمقاومة
عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري الأوضاع مع زواره في عين التينة، حيث التقى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء: «كانت جولة أفق بعد الذي حدث ويحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة والمواقف الروسية والأميركية والاستدارات الأوروبية. ما يجري في المنطقة، والذي قرأ فيه دولة الرئيس بأنه استثمار لصمود كبير جسّدته سورية، جيشاً وشعباً وقيادة، والذي عبّر عنه في هذا الحراك الدولي الذي كان لروسيا دور محوري فيه. ويستشرف هذا الدور مستقبلاً فيه مصلحة للإنسانية جميعاً في مواجهة إرهاب، وكلّ الذين دعموا وموّلوا وسلحوا وما زالوا يكابرون في رعاية هذا الإرهاب صاروا يستشعرون ارتدادات هذا الخطر عليهم، وبالتالي كان هذا التوافق الدولي الذي بعضه واضح وصريح وبعضه لا يزال يأخذ مواقف تحمل عناوين متعددة ولكن بغاية واحدة هي مواجهة الإرهاب. لقد استشعر الجميع ارتدادات هذا الإرهاب ومخاطره عليهم وتقدير الذي يعلن هذا الموقف أو الذي يقوله مداورة بأنّ سورية وجيشها ورئيسها والصمود المذهل للشعب السوري الذي احتضن هذا الجيش وهذه المقاومة تنوب عن البشرية جميعاً في مواجهة الإرهاب». وأضاف: «طبعاً تحدث دولته عن لبنان، وعن المخارج التي يجري البحث عنها، وعن الحوار والحرص على الوصول إلى قانون انتخابي عادل يعتمد النسبية، وعن الخروج من الدوامة التي يعاني منها هذا البلد العزيز».
واعتبر «أنّ ما يقوم به الرئيس بوتين، وما تحدث به الرئيس روحاني وكذلك الرئيس الصيني وما تتحدث به قوى فاعلة في فرنسا وبريطانيا والمسؤولة الأولى في ألمانيا، ما يتحدث به الجميع الآن، نواباً وسياسيين وكتّاباً استراتيجيين، وما يقرّ به الجميع من خطأ السياسات الخارجية لهذه الدول تجاه أوطانهم والمصلحة الإنسانية. وبالتالي فإنّ هذا الكلام هو تعبير عن ارتباك وفشل وإحباط أكثر منه تعبير عن مواقف حقيقية».
وردّاً على سؤال حول مواقف دول خليجية، رأى علي أنّ «الذي حدث ويحدث كشف الطوابق كلها لذلك فإنّ هذه الدول تعرّت وانكشفت مواقفها وارتكاباتها ليس في حقّ سورية فقط بل في حق شعبها. ما يجري في هذه الدول وفي تركيا هو ارتباك. نحن نرجو العافية لهذه المنطقة ولشعوب هذه الدول لأننا حريصون على هذه الشعوب. وإذا كان قادة هذه الدول هم أعداء شعوبهم فنحن حريصون على هذه الشعوب لكي تبرأ منهم ومن السياسات التي أذت سورية وشعبها وهجّرت ودمّرت حضارات في العراق وفي سورية وهي تصيب مصر بأذى كبير أيضاً، وهي أخّرت الحلول للقضية الفلسطينية العادلة وزورت الحقائق، ولكن رغم كلّ هذه الخسائر والدمار نحن على سكة الخلاص والعافية بفضل صمود سورية وبفضل المقاومة في لبنان وانتصارها في العام 2006. فلولا كلّ هذه الانتصارات وكل هذه المواقف التي جسدتها روسيا والصين في أقدام السيادة الدولية والشرعية لما كان العالم الآن ينعم بأنه وصل إلى سكة الخلاص من إرهاب يتهدّد الكون بأكمله».
ولدى سؤاله عن النازحين السوريين الذين يموتون غرقاً، أجاب: «هذه نتائج السياسات الحمقاء التي قادتها حكومات أردوغان والخليج التي موّلت هذه الإرهاب وبكل أسف برعاية أوروبية وأميركية. إنّ مصلحة الكون أن يشخص الأمور تشخيصاً صحيحاً ويسمى من موّل هذا الإرهاب ومن فتح الحدود له وعطّل تنفيذ القرارات الدولية، وخصوصاً 2170 و 2178. كلّ هذه الأمور لو طبقت تطبيقاً أميناً، لو كانت السياسة التي يتحدث فيها بالدفاع عن حقوق الإنسان والغيرة على هؤلاء اللاجئين، لو كان هولاند وكاميرون والرئيس أوباما وكلّ هؤلاء أمناء على حقوق الإنسان وعلى الشعارات التي يرفعونها لما كان حصل كلّ هذا الأمر، ولما كانت هذه المآسي لتحدث لا للعراقيين ولا للسوريين ولا للفلسطينيين ولا أيضاً لشعوبهم لأنّ هذه المآسي يتشارك فيها الآن كلّ العالم وارتداداتها على كلّ العالم. أما العدل والمعايير الواحدة لكلّ البشرية وإما ظلم سيتقاسم الجميع ارتداداته. العدل أساسي والمعايير الموحّدة أساس واحترام الشرعية الدولية أساس، لا التلاعب عليها أو التلطي وراء عناوين كاذبة لخداع الرأي العام».
كما استقبل الرئيس بري سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة في لبنان كريستينا لاسن، في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان، وكانت مناسبة لعرض التطورات الراهنة.
واستقبل أيضاً السفير التركي الجديد في لبنان تشاتاي أرجيياس وعرض معه الأوضاع الراهنة. كما نقل أرجيياس للرئيس بري رسالة تهنئة بعيد الأضحى من رئيس مجلس الأمة التركي عصمت يلماز.
من جهة، أخرى تلقى بري رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما مهنئاً بعيد الأضحى. كما تلقى برقية مماثلة من وزير الخـارجيـة الأميـركي جـون كيري.