أجواء من نيويورك: سورية أولاً واليمن مؤجل ولبنان غير موجود

يوسف المصري

المعلومات التي حصل عليها المتابعون لأعمال دورة الأمم المتحدة لهذا العام في نيويورك، تؤكد على المعطيات التالية بحسب ما ينقلها مرجع سياسي لبناني:

أولاً: في مقابل ان دول الخليج ومعها باريس المرتبطة بالموقف السعودي، تريد جعل اليمن أولوية على أجندة اهتمام المجتمع الدولي ونقاشات نيويورك، فإنّ باقي دول العالم وبغضّ النظر عن التباينات في ما بينها، تؤكد أنّ الأولوية الدولية حالياً وحتى وقت غير قصير، هي للعمل ضدّ الإرهاب في سورية ممثلاً بـ»داعش» وأترابها.

ثانياً: لبنان غير موجود في القراءات الدولية العميقة والملحة حول المنطقة، عدا قضية الحفاظ على استقراره وذلك من باب النصيحة وإبداء الرغبة بالمساعدة شرط ان يساعد اللبنانيون أنفسهم في هذا المضمار، وذلك من خلال إبقاء الخلافات السياسية ضمن ما تبقى من مؤسسات دستورية وعدم الإضرار بمؤسسة الجيش اللبناني لأيّ سبب سياسي كان.

وتوجد الآن قضية أخرى مستجدة على صلة بالاهتمام الدولي بلبنان وتتعلق بضمان عدم تسرّب النازحين السوريين فيه الى اوروبا بحراً وبطرق غير شرعية.

وتقول معلومات خاصة بـ»البناء» انّ هذه القضية التي باتت أولوية في اهتمامات أوروبا نظراً إلى انعكاساتها السلبية عليها، يتمّ بحثها الآن ضمن اتجاه لعقد مؤتمر رابع للدول المانحة للنازحين السوريين في الكويت وذلك خلال الفترة المتبقية لبدء العام الجديد. وينتظر ان يتمّ جمع مبلغ إضافي وتخصيصه للإغاثة وايضاً دعم بقاء السوريين في مناطقهم. ويتركز النقاش في هذا الاقتراح على تذليل عقبات اعتراض القليل من الدول المعروفة على التساعد مع الحكومة السورية لإنجاز هذا الهدف، خاصة بعدما تبيّن انّ نسبة عالية من النازحين السوريين داخل سورية يقطنون في مناطق سيطرة الدولة، وانّ هؤلاء يريدون البقاء في كنفها، وهو أمر يجب تشجيعه من خلال إغاثتهم دولياً بمساعدة السلطات السورية الشرعية، لأن بديل هذا الخيار هو نزوحهم الى خارج سورية، وعندها يصبح احتمال تسرّبهم بطرق غير شرعية الى أوروبا أمراً عالي الاحتمال.

ثالثاً: هناك تركيز لدى الدوليين خلال الحديث عن لبنان على ملف الحراك المدني، وذلك انطلاقاً من زاويتين الأول السؤال عما اذا كان نسخة من حراك «الربيع العربي» وما اذا كانت هناك إمكانية لذهابه أبعد من ذلك، أي باتجاه البعد التوتيري الأمني والعسكري.

والثانية ضرورة ان تحمي الدولة اللبنانية حرية التعبير لهؤلاء الشباب المحتجّين، وان تساعدهم على البقاء تحت القانون وضمن إطار السلمية، وان تنظر الى مطالبهم الإصلاحية بعين الجدية.

رابعاً: ليس هناك مؤشرات على انّ الدوليين يبحثون عن حلول راهنة لأزمات لبنان قبل اتضاح الى أين ستذهب الأزمة السورية وذلك ضمن معادلاتها الجديدة المتسمة بالدخول الروسي النوعي الى ميدانها العسكري والسياسي.

ولكن يبقى هناك دردشة دولية عن خروقات يمكن ان ينفذها الأميركي والإيراني بواسطة الفرنسي على مستوى إيجاد حلّ للشغور الرئاسي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، أي قبل نهاية العام الحالي.

خامساَ: الدعم الدولي للجيش اللبناني وكلّ المستوى الأمني اللبناني يحتفظ بحرارته، بوصفه المؤسسة اللبنانية الأكثر تماسكاً والتي قد تكون مدعوّة في القريب العاجل إلى لعب دور مكمل للدور الدولي في مكافحة الإرهاب في كلّ المشرق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى