مقدمات نشرات الأخبار المسائية في التلفزيونات اللبنانية
تلفزيون لبنان
تداخلت الأحداث واختلطت المواقف وأمسى المشهد الاقليمي غارقاً في وحول التطورات العسكرية والسياسية الى درجة يحتاج وضوحه الى صفقة أميركية – روسية تبدّل فيها موسكو موقفها الداعم للنظام السوري مقابل رفع العقوبات الدولية عن الاتحاد الروسي وضمان مصالح هذا الاتحاد في شرق المتوسط وتحديداً عند الساحل السوري الذي تنطلق منه حمولات الغاز الى أوروبا.
وفيما أعلنت روسيا عن عمليات إنزال لقوات بحرية على هذا الساحل، أكد بوتين آلية تنسيق للعمليات العسكرية في سورية بالتزامن مع تشديد واشنطن على مواصلة الضربات لـ»داعش» في سورية والعراق.
وبينما نفذت الطائرات الحربية الروسية غارات جديدة على أهداف في شمال سورية نقلت «رويترز» عن مصادر لبنانية وصفتها بالمطلعة أن قوات برية إيرانية انتشرت في الأيام العشرة الأخيرة في سورية وان هجمات ستشن بالمشاركة مع مقاتلين من حزب الله.
ووسط هذه التطورات برز بيان عنيف لكتلة الوفاء للمقاومة ضد السعودية مركزاً على تيار المستقبل في لبنان.
وفي الوقت الذي شدّدت الكتلة على استكمال الحوار الوطني أكد الرئيس تمام سلام أن نجاح هذا الحوار يساهم الى حد كبير في تفعيل عمل الحكومة.
من سورية نبدأ مع سخونة المستجدات الأمنية والسياسية في آن.
«ام تي في»
كما يدافع الجيش عن لبنان وعن الحراك السياسي في الداخل وعن الحدود بسلاحه وأرواح جنوده وضباطه، هكذا على مجمل المجتمع السياسي بتنوعه أن يحمي الجيش باحترام خصوصيته الإدارية وهرميته العسكرية في ملف التعيينات.
وفي السياق يسجل تصاعد مطمئن في عدد الوزراء والجهات السياسية التي تقف سداً في وجه هذا المنحى التخريبي من خلال رفضها منطق الصفقات، وذلك انطلاقاً مما يقول به قانون الجيش وانطلاقاً من الغضب المتصاعد الذي سجل في أوساط عدد كبير من الضباط الكبار فيما تهتز أركان المنطقة بأسرها بعد التدخل الروسي في سورية.
في ملف النفايات، ساعات النقاش الطويلة بين الوزير شهيب والجمعيات البيئية لن تفضي الى تقدم يوحي بطيّ هذه الصفحة السوداء، فالهوة لا تزال كبيرة بين الواقع المثالي المرتجى والإمكانات المتاحة أقله في المرحلة الأولى من الخطة، والأمر بات يحتاج الى قرار سياسي حكومي جامع غير متوافر حتى الساعة للتعاطي مع الاعتراضات المناطقية المتنقلة، وتتعقّد الأمور أكثر في ظل الأنباء عن أن لا جلسة قريبة لمجلس الوزراء، وذلك بفعل ربط أفرقاء الحوار المصغّر المتخانقين الملفات الإشكالية بعضها ببعض، لا تعيينات عسكرية يقابلها لا جلسة لمجلس الوزراء، وبين النارين يذهب ملف النفايات فرق عملة.
«ال بي سي»
هل تغيّرت قواعد اللعبة في سورية؟ مؤشرات عدة تستدعي هذا السؤال، من أبرزها ما نقلته وكالة «رويترز» من أن هناك حشداً من جيش النظام السوري والقوات الايرانية وحزب الله يستعدّ للقيام بهجوم بري في ريف ادلب وريف حلب وبغطاء جوي روسي.. إذا صحت هذه المؤشرات فإن هذا التحالف بدأ يثير الريبة.
من جانب آخر تركيا أعلنت عن قلقها البالغ من الغارات الروسية واضافت بلسان اردوغان لن نسمح بفرض امر واقع بمحاذاة حدودنا.
هذا الواقع المستجد دفع بمسؤول في وزارة الدفاع الاميركية الى الكشف عن أن الجيشين الاميركي والروسي سيعقدان محادثات اليوم أمس للحيلولة دون اشتباك الجيشين، هذا الوضع يفتح التطورات في سورية على كل الاحتمالات ومن غير المستبعَد أن تنعكس هذه التطورات على كل من العراق واليمن وحتى تركيا وهذا ما المح اليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ بعض الوقت والذي تحدث فيه بإسهاب عن كل من سورية والعراق واليمن وتركيا.
في لبنان ترقب لمسار ملفّين متعثرين النفايات والترقيات.. ملف النفايات مازال في وضع التجاذب، وقد حط هذا المساء على طاولة وزارة الداخلية ليتبين وفق تصريح الوزير شهيب أنه مازال يراوح مكانه. اما ملف الترقيات فدونها عقبات تتجسد في رفض بعض المكونات الحكومية لها.
«الجديد»
العملية «القيصرية» تطلق يد روسيا في فضاء سورية مع بدء التفكير في طلعات فوق العراق بموافقة من البلد المستهدَف ومن جارته إيران. العالم انقسم بين الموافقة والتأييد أو الصمت الإيجابي الذي يرى في الحرب الروسية على الإرهاب خلاصاً لأوروبا وأميركا القارتين اللتين اختبرتا ضربات التحالف وكانت خلاصتها إفراغ الصواريخ الأميركية الصدئة فوق أهداف وهمية في المنطقة ليحسبوها على الدول الخليجية فاتورة باهظة الثمن، وغالباً ما كانت السعودية تسدد المتوجبات المادية هي طلعات أسست لطلوع «داعش» وعلاء بنيانها وتمدد دولتها وتحييد ضرب أهدافها أو استهداف أرتال ناقلات النفط والغاز المحملة يومياً بآلاف الشاحنات من مناطق «داعش» الى تركيا و»إسرائيل» من دون أن نسمع في أي من الأنباء الواردة بغارة للتحالف تمكنت من ضرب خطوط العبور هذه، لا بل جاءت الأخبار الأميركية تحديداً لتؤكد أن التحالف يعاين مواقع «الدولة الإسلامية» ومؤنها ليتفادى رميها بالصواريخ ومع ذلك تأتيك بيانات البيت الأبيض والبنتاغون لتحصي عدد الغارات يومياً وشهرياً لكن بلا ذكر الخسارات أو الغنائم، أي أنها غارات وهمية صوتية لها ضحية واحدة فقط تتمثل في أموال العربان، ولأن التجربة خائبة ومرة فقد وضع العالم ثقته عند القيصر وهو مستعد للدخول في محور الشر إذا كان ذلك سيحمي أوروبا من جحيم سوداء تهددها وروسيا بدورها لم تدخل في الحرب إلا بعدما أصبح الخطر يطرق بابها من نوافذ شيشانية خاضت معها في السابق معارك أدت إلى العداء المستحكم وقد أعلنها فلاديمير بوتين بكل شفافية عندما قال إن الخطر سيأتينا ما لم نسعَ إلى حرب استباقية. وهذه المهمة تستلزم من الروس ضرب كل ما يمت إلى التطرف الإسلامي بصلة والذي ينضوي تحت مسمياته عدد من الجيوش والألوية والتنظيمات حتى ولو جاءت هذه الضربات على طريقة «الدب الروسي» وتعامله مع الأزمة «كدب»، على حد تعبير النائب وليد جنبلاط. لكن روسيا إن لم تكن دباً أكلتها الذئاب الشيشانية التي ترتبط بخطوط تواصل مع «إسرائيل».
على ضفة الدببة من السياسيين اللبنانيين، فإن الرقص على خطة التعيينات طيّر جلسة مجلس الوزراء غداً اليوم فقد عاد رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك من دون إشعار بالدعوة إلى الجلسة، علماً أنه سجل في الجمعية العمومية للأمم المتحدة مواقف في قلب العروبة ومن عمق شاطئ لفظ أطفاله. اقتدر رئيس الحكومة على مخاطبة الأمم والدول المانحة وعرض مشكلة اللاجئين وعاد ليصاب بالعجز أمام واقع سياسي مهترئ ومشهد نفايات يلفظ حلوله الأخيرة وأزمة تعيينات أمنية يتبادل السياسيون التهم حيالها، إذ يعلن الوزير المفوض وائل ابو فاعور أن العداء بين الميشالين عرقل التسوية، فيما يذهب جنبلاط الى الغمز من قناة الرئيس نبيه بري، عندما يقول «كفى مزاحاً مع ميشال عون». وفي ذلك أشارة واضحة إلى خلافات رئيس المجلس مع حليف الحليف والمزاح الذي جرت ترجمته الى عرقلة.
«او تي في»
العالم اليوم، كل العالم، منهمك بوضع اللمسات الأخيرة على صيغة التسوية السياسية العسكرية في سورية، من أجل مواجهة الإرهاب، تسليحاً وتمويلاً وتكفيراً وتفكيراً… أما في لبنان اليوم، فلا يزال بعض سياسيي الصدفة يتلهّون بالممحاكات والكيديات، على حساب وطن وشعب ودولة ومؤسسات وإنسان… آخر مآسي الملهاة، موقفان اثنان سجلا هذا النهار. الأول إعلان أحدهم موقفاً شاذّ اللهجة والنبرة، ضد ما سماه سياسة المحاصصة في المؤسسة العسكرية. فيما صاحب الموقف نفسه، دخل الجيش على حصة أحد نواب المكتب الثاني، وترقى فيه على حصة أحد ضباط مخابرات الجيش السوري، وصار رئيساً على حصة الإرهابي شاكر العبسي، ويستمرّ في ارتزاق السياسة حالياً، على أمل حصة عمولات الصفقات المتعثرة.
أما الموقف الثاني المخزي اليوم، فظهور آخر البدع المخترعة لضرب الجيش اللبناني نفسه. وذلك عبر مشروع لتأجيل تسريح نحو 460 عميداً، لا لشيء، إلا بخلفية التعطيل والكيدية ضد ميشال عون. علماً أن المشروع الفضيحة، بدأ يسوّقه محور الأضداد، على مثلث أليس شبطيني وفؤاد السنيورة وسامي الجميل وهو ما يفرض طرح السؤال على هؤلاء: إذا كنتم ترفضون ترقية ثلاثة عمداء تطبيقاً للقانون، فكيف تطلبون إتخام الجيش بنحو 500 عميد ممدد له خلافاً للقانون؟ وإذا كنتم تتذرعون بزعم العدالة في الجيش، فلماذا رفضتم مشروع اللواء عباس ابراهيم الشامل والمتكامل؟ الجواب الوحيد، كما كشف بعظمة لسانه أحد وزرائكم، هو النية بقهر ميشال عون ومحاولة سحقه وإذلاله وإذعانه.
كل ذلك في لبنان، فيما حدث المنطقة في مكان آخر. مكان، ليست الرياض بعيدة عنه. فماذا يقول سفيرها في بيروت للـ»أو تي في»، عن كارثة الحج، وعن حرب سورية وأزمات لبنان؟ السفير علي عواض العسيري يجيب في مقابلة مباشرة وخاصة بمحطتنا.
«ان بي ان»
الضربات الروسية ضد الارهاب على الارض السورية باقية وتتمدد رغم كل الضجيج والغبار المثارين من واشنطن وحلفائها الاقليميين.
الاميركيون لم يستوعبوا ما حصل حتى الآن وحاولوا الغمز من الغارات الروسية، تارة عبر الحديث المباشر عن استهداف موسكو لمن دربتهم المخابرات المركزية الاميركية، وطوراً بشكل غير مباشر من خلال اتهام الطيران الروسي بقصف المدنيين وهو ما نفاه فلاديمير بوتين، واصفاً الامر بالهجوم الاعلامي الذي بدأ قبل الغارات.
الدب الروسي تحرك ولم يعد هناك ما يمكن ان يقف امامه، وربما هذا ما دفع واشنطن البراغماتية عادة في التعاطي مع الوقائع وان لم تكن لمصلحتها الى اقتراح آلية تنسيق طارئة مع موسكو التي اعلنت انها ستبحث اي طلب من العراق لشن غارات ضد «داعش» فماذا بعد؟
بوتين يراهن على دور الدولة السورية ويرى ان الغارات هي درهم وقاية افضل من قنطار ارهاب قد يطرق باب كل بيت روسي او اوروبي في ظل معلومات تؤكد وجود الآلاف من مواطني الدول الاوروبية وروسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق في صفوف المنظمات الارهابية وهم في حال حققوا اي انتصار فسيعودون الى موطنهم.
المؤشرات تدل على بقاء موسكو لفترة ليست قصيرة في البحر المتوسط، لا سيما بعد انزال قنوات بحرية خاصة لحماية المنشآت العسكرية الروسية في سورية، معززة ببارجتين عبرتا البحر الاسود لتأمين القاعدة البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية في اللاذقية.
«المستقبل»
هل دخلت الترقيات العسكرية في عنق الزجاجة ليصبح معها انعقاد مجلس الوزراء مستبعداً الاسبوع المقبل بانتظار المزيد من الاتصالات واللقاءات وما سينتج عن الحوار بأيامه الثلاثة.
الواضح ان تسوية الترقيات باتت اكثر تعقيداً مع ما اعلنه اللقاء التشاوري الذي انعقد في منزل الرئيس ميشال سليمان من رفض لاي تسوية على حساب هيكلية الجيش والتراتبية العسكرية، مشدداً على ضرورة إبعاد المؤسسة العسكرية عن سياسة المراضاة والمحاصصة، فيما اكد وزير الدفاع سمير مقبل أن وزراء اللقاء بالتأكيد سيصوتون ضد الترقيات في مجلس الوزراء.
وفي غمرة المواقف السياسية المتباعدة نقلت «المركزية» عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن في لبنان ما من شيء محرز قياساً الى ما يجري في العالم والمنطقة، خصوصاً ان المتابع لمسار الامور في سورية يلمس لمس اليد وجود تغيرات سواء في الاحلاف او على الارض ما يدعونا ليس الى التعاون وحسب لتحصين اوضاعنا وحل خلافاتنا، بل هناك ما يستدعي التضامن لمواجهة رياح التغيير.
ودعا بري بحسب زواره الى التمثل بحوار الكبار اميركا روسيا ايران وغيرها من الدول التي تسعى الى حل مشكلاتها من خلال المحادثات الثنائية والديبلوماسية.
إقليمياً، بقي التدخل الروسي في الحرب السورية بارزاً وفيما اعتبرت روسيا على لسان وزير خارجيتها انه من مصلحة الجميع الترحيب بمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخلق جبهة لمكافحة الارهاب، وصف رئيس «الائتلاف الوطني السوري» الوجود العسكري الروسي في سورية بالاحتلال، واعتبر أن ادعاء موسكو تدخلها لمحاربة تنظيم «داعش»، ما هو إلا غطاء لإطالة عمر النظام فاقد الشرعية.